قالت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم السبت، إن القتال مستمر في شمال غرب العاصمة الأوكرانية كييف، وإن معظم القوات البرية الروسية باتت على بعد حوالي 25 كيلومتراً من وسط المدينة. وأضافت الوزارة عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، أن الهجمات الأوكرانية المضادة كبدت القوات الروسية خسائر كبيرة. وأشارت إلى أن مدن خاركيف وتشيرنيهيف وسومي وماريوبول في أوكرانيا لا تزال محاصرة وتتعرض لقصف روسي كثيف. ومع تواصل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، دوت صفارات الإنذار في معظم مناطق البلاد صباح اليوم.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن صفارات الإنذار من الغارات الجوية سُمعت في معظم المدن الأوكرانية في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت لحث الناس على الاحتماء. وقالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم السبت، إن الطائرات المحملة بمساعدات عسكرية لأوكرانيا قد تكون هدفا للجيش الروسي. وأشارت الخارجية الروسية إلى أن العلاقات بين روسيا والناتو وصلت إلى نقطة الصفر، فيما تدرس روسيا حاليا الرد على عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عليها، مشيرة إلى أن قائمة عقوبات على أفراد وشركات أميركية جاهزة.
وأفاد عدد من وسائل الإعلام الأوكرانية المحلية بسماع صفارات الإنذار في العاصمة كييف، ومدينة لفيف الغربية، وخاركيف وتشيركاسي، وكذلك في منطقة سومي في شمال شرق البلاد
وأعادت القوات الروسية على ما يبدو تنظيم صفوفها يوم الجمعة لشن هجوم محتمل على كييف حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية قيام تلك القوات بإطلاق نيران المدفعية أثناء تقدمها صوب العاصمة الأوكرانية. وركز الجيش الروسي هجماته على كييف وشرق أوكرانيا حيث وسع هجومه ليشمل مدينة دنيبرو الكبيرة.
وقال الجيش الأوكراني في بيان، إن العاصمة الأوكرانية إلى جانب ماريوبول المطلة على بحر أزوف وكريفي ريغ وكريمنـتشوغ ونيكوبول وزابوريجيا هي المناطق الرئيسية التي ما زالت جهود القوات الروسية تتركز فيها. وأضاف أن "الجيش الروسي غير قادر على تحقيق نجاح ويواصل هجماته بالصواريخ والقنابل على مدن واقعة في عمق الأراضي الأوكرانية هي دنيبرو ولوتسك وإيفانو فرانكيفسك". وأظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية تابعة لشركة ماكسار الأميركية، استمرار تقدم القوات الروسية نحو العاصمة الأوكرانية كييف، كما نشرت الشركة صورا لحريق في مطار أنطونوف في هوستوميل القريب من كييف، وأخرى تظهر منازل محترقة في بلدات شمال غرب كييف.
و أكدت السلطات الأوكرانية اليوم السبت، أن الموافقة على طلبات روسيا في المفاوضات "مستحيلة" "لأسباب عسكرية وسياسية". ورفض مستشار أوكراني كبير اليوم، إشارات إلى أن إسرائيل حاولت حث أوكرانيا على الرضوخ للمطالب الروسية خلال المحادثات.
وتشارك إسرائيل في جهود دبلوماسية لمحاولة إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتحدث هاتفياً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وكان تقرير في موقع "والا" وصحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيليتين قد نقل عن مسؤول أوكراني لم يذكر اسمه قوله، إن بينيت حث أوكرانيا على الرضوخ لروسيا.
ورداً على هذا الأمر، قال المستشار الأوكراني ميخايلو بودولاك على "تويتر"، إن إسرائيل "مثلها مثل الدول الوسيطة الأخرى لا تعرض على أوكرانيا الموافقة على أي مطالب من الاتحاد الروسي.. هذا مستحيل لأسباب عسكرية وسياسية. على العكس من ذلك، تحث إسرائيل روسيا على تقييم الأحداث بشكل أكثر ملاءمة".
بدوره، وصف مسؤول إسرائيلي، طلب عدم ذكر اسمه نظراً لحساسية الأمر في حديث مع وكالة "رويترز"، التقرير الصحافي بأنه "مزيف بوضوح". وقال المسؤول: "لم ينصح رئيس الوزراء بينيت في أي وقت الرئيس زيلينسكي بقبول صفقة من بوتين لأنه لم يتم عرض مثل هذه الصفقة على إسرائيل حتى نتمكن من القيام بذلك". وتابع: "لم يبلغ بينيت زيلينسكي في أي وقت كيف يتصرف، ولا نية لديه لإبلاغه بذلك".
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن "الاتحاد الأوروبي يضع نفسه في زاوية عبر فرض العقوبات علينا، وسيكون من الصعب خروجه منها"، لافتةً إلى أن "موسكو مستعدة لمواجهة قوية مع الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة إذا لزم الأمر". وأفادت الخارجية بأن "الغرب بفرضه عقوبات علينا يحد من فرصه للخروج من الركود الذي سببته جائحة كورونا"، مضيفةً أنه "لا يمكن الحديث عن أي حوار مع الناتو في ظل استمراره بتزويد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة، والرد على العقوبات الغربية لن يكون بالضرورة بالمثل".
ولفتت إلى أن العقوبات الغربية ضد روسيا تشكل ضربة للاقتصاد العالمي والأنظمة اللوجستية. ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله اليوم السبت، إن موسكو ليست مستعدة للدخول في حوار حول "ما تود الإدارة الأميركية أن تفرضه". وأضاف ريابكوف أن روسيا تحذر الولايات المتحدة من اتخاذ ما وصفها بخطوات "متهورة" في مجال الاستقرار الاستراتيجي.
كما أشار المسؤول الروسي، الذي تشن بلاده عملية عسكرية في أوكرانيا منذ أواخر الشهر الماضي، إلى أن وضع الأمن الأوروبي "يتغير بشكل جذري"، بحسب الوكالة. فيما قال مسؤول بوزارة الخارجية الروسية في مقابلة مع وكالة أنباء "نترفاكس" نشرتها اليوم السبت، إن تعزيز البنية التحتية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وقواته في دول البلطيق هو "استفزاز يزيد من المواجهة في المنطقة".
ونقلت الوكالة عن مدير الإدارة الأوروبية الثانية بالخارجية الروسية سيرغي بيلاييف قوله "تعزيز قوات الناتو وبنيته التحتية بجوار حدودنا مباشرة وخطط نشرها بشكل دائم هو استفزاز متعمد يرفع كثيرا من مستوى المواجهة في منطقة البلطيق". يأتي ذلك في ضوء العملية العسكرية التي بدأتها روسيا في أوكرانيا يوم 24 فبراير شباط الماضي، بعد أسابيع من التوتر والحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر