جدد الملك محمد السادس تأكيده على مواصلة الرباط وأبوظبي تطوير الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني الـ 49 لدولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من شهر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام. وبعث الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بمناسبة احتفال بلاده بعيدها الوطني.
ومما جاء في برقية الملك: "لا يفوتني، بهذه المناسبة المجيدة، أن أجدد الإعراب عن اعتزازي الكبير بعلاقات الأخوة الصادقة والتعاون المتميزة التي تجمع المملكة المغربية بدولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدا لسموكم حرصي الدائم على العمل معكم لمواصلة السير قدما بشراكتنا الاستراتيجية إلى مستوى تطلعاتنا وطموحات شعبينا الشقيقين".
وشهدت العلاقات المغربية الإماراتية، في ظل القيادة الحالية للبلدين، تطورا متواصلا في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والسياحية والأمنية والثقافية والقضائية، وهو ما تجسد من خلال قرار الإمارات التاريخي بفتح قنصلية عامة لها بمدينة العيون المغربية.
صداقة قبل السياسة
وقام الملك محمد السادس، مباشرة بعد اعتلائه العرش في دجنبر 1999، بزيارة إلى دولة الإمارات في مارس 2001، تلتها بعد ذلك سلسلة من الزيارات الرسمية وغير رسمية إلى الإمارات وأخرى لحضور عدد من الفعاليات المنظمة في هذا البلد الخليجي.
وتجمع الملك محمد السادس علاقات صداقة قوية مع محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، تعود إلى فترة دراسة بن زايد في المغرب عندما كان عمرها حينذاك 14 سنة.
ومعلوم أن دولة الإمارات المتحدة شاركت في المسيرة الخضراء لاسترجاع الأقاليم الجنوبية بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهي المحطة التي جرى ذكرها في بلاغ الديوان الملكي الذي أعلن عن قرار افتتاح قنصلية الإمارات بالعيون.
ويحرصُ ولي عهد أبوظبي على زيارة المغرب باستمرار، سواء في إطار زيارات رسمية أو خاصة، آخرها في يناير 2020 عندما جرى التداول على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع الملك محمد السادس رفقة محمد بن زايد وسط إقامته الخاصة في العاصمة المغربية الرباط. كما بات غالبية حكام وأمراء الإمارات، منهم حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يقضون عطلهم في المغرب خلال السنوات الأخيرة.
قنصلية العيون
شكل قرار الإمارات، كأول دولة عربية وخليجية غير إفريقية، بفتح قنصلية عامة لها بالعيون، تحولا نوعياً في تاريخ العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين؛ إذ تبنت أبوظبي موقفاً واضحاً داعماً لمغربية الصحراء بخلاف بعض الدول العربية التي مازالت مواقفها متذبذبة من هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
وتفتح قنصلية الإمارات بالعيون الباب أمام الإماراتيين من أجل المساهمة في تنمية الأقاليم الجنوبية الثلاثة، وهو ما عبر عليه وزير الخارجية، ناصر بوريطة، عندما أكد أن افتتاح قنصلية العيون "سيعطي دفعة قوية للمستثمرين الإماراتيين-وهم كثر-الذين ما فتئوا يسألون عن فرص الاستثمار في الأقاليم الصحراوية المغربية، سواء في مجال الطاقة المتجددة أو الزراعة أو الثروة السمكية أو السياحة وغير ذلك".
وكانت الإمارات أول دولة خليجية أعلنت تضامنها ووقوفها إلى جانب المملكة المغربية ودعم قرار الملك محمد السادس بوضع حد للتوغل غير القانوني لميليشيات البوليساريو بالمنطقة العازلة للكركرات التي تربط المغرب بموريتانيا، بهدف تأمين الانسياب الطبيعي للبضائع والأشخاص بين البلدين الجارين.
وتعززت الروابط بين الشعبين المغربي والإماراتي بعد وقوف أبوظبي إلى جانب الرباط في معركة تجسيد مغربية الصحراء على أرض الواقع، وإعلان حكام الإمارات دعمهم لتحرك الجيش المغربي لتحرير معبر الكركرات من ميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية.
وقد يهمك ايضا:
جديد التعيينات في المناصب العليا التي صادق عليها مجلس الحكومة
العثماني يؤكد القضاء على العنف ضد النساء يتطلب الإرادة والتعبئة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر