تشهد محاور مدينة حلب اشتباكات متواصلة، فيما عاود تنظيم "داعش" التقدم في ريفها الشمالي الشرقي، بعد تهديد معاون قائد شرطة القوات الحكوميّة، باقتحام سجن طرطوس لإنهاء عصيان المساجين، وبعد أن قضى العشرات منهم. بينما تستهدف فصائل المعارضة، الكتيبة المهجورة في قطاع درعا الأوسط، وسط ضربات جوية تنفذها طائرات حربية، على بادية حمص الشرقية، مع تجدد الاشتباكات فيها، ووقوع خسائر بشرية في معارك القلمون الشرقي وقصف يستهدف ريف السلمية.
فقد استمرت المعارك في أطراف حلب الغربية والجنوبية الغربية، إلى ما بعد منتصف ليل أمس الإثنين، بين قوات الحكومة، والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من طرف، وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، حيث تركزت الاشتباكات بين الطرفين في محوري منيان وضاحية الأسد و1070 شقة والفاميلي هاوس، ترافقت مع تواصل القصف الصاروخي من قبل الطرفين، كذلك نفذت طائرات حربية بعد منتصف ليل أمس، المزيد من الغارات على مناطق في بلدات الأتارب وكفرناها وأورم الكبرى والمنصورة وكفرداعل في ريف حلب الغربي، كذلك قتل 4 أشخاص هم امرأة و3 أطفال، من جراء انفجار ألغام بهم، زرعها "داعش" في وقت سابق في مدينة منبج، في ريف حلب الشمالي الشرقي.
كما تمكّن التنظيم من استعادة السيطرة على أربع قرى على الأقل، جنوب بلدة اخترين في ريف حلب الشمالي، عقب اشتباكات مع فصائل "درع الفرات" التي كانت قد سيطرت عليها منذ أيام، وفي سياق منفصل دارت بعد منتصف ليل أمس اشتباكات في محاور عدة في محيط كلجبرين وكفر خاشر ومحاور أخرى في ريف مارع في ريف حلب الشمالي، بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف، وقوات سوريا الديمقراطية من طرف آخر.
كذلك قصف الطيران الحربي، مناطق في قرية سيالة في ريف حلب الجنوبي، فيما ألقى الطيران المروحي أكثر من 10 براميل متفجرة على مناطق في بلدة كفرناها ومحيطها في ريف حلب الغربي، ومعلومات أولية عن إصابات.
ومساء أمس، ارتفع عدد القتلى إلى ما لا يقل عن 53، منذ صباح 28 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وحتى نهاية 31 من الشهر ذاته، من ضمنهم 18 طفلاً و6 نساء، قتلوا جميعاً إثر استهداف مناطق سيطرة الحكومة في أحياء حلب الغربية، بمئات القذائف الصاروخية والقذائف محلية الصنع، حيث استهدفت القذائف أحياء الميرديان والحمدانية وجمعية الزهراء وصلاح الدين ومناطق أخرى في القسم الغربي من المدينة، بينما لا يزال العدد قابل للارتفاع، لوجود عشرات الجرحى، بينهم الأطفال والنساء، وبعضهم لا يزال في حالات خطرة.
في سياق آخر، استمرت الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم "داعش"، في ريف حلب الشمالي الشرقي، وسط معلومات عن تقدم تلك القوات، وسيطرتها على قريتي خليصة وحاسين بريف حلب الشمالي الشرقي، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وفي محافظة حمص، تجددت الاشتباكات في محيط حقل المهر في الريف الشرقي، بين قوات الحكومة وتنظيم "داعش"، فيما قصفت طائرات حربية بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، مناطق سيطرة التنظيم، جنوب المحطة الثالثة، قرب مدينة تدمر، ومعلومات عن قتلى وجرحى في صفوف التنظيم.
كما استهدفت القوات الحكوميّة بالقذائف ونيران الرشاشات الثقيلة، مناطق في مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، وسط تجدد الاشتباكات بين تلك القوات والفصائل، في الأطراف الجنوبية لمدينة تلبيسة، من دون أنباء عن إصابات حتى اللحظة.
أما في محافظة طرطوس، فأبلغت مصادر موثوقة عدة أن سلطات سجن طرطوس المركزي، قامت بإدخال كتيبة حفظ النظام، إلى داخل السجن، الذي يشهد منذ أمس الأول، عصيانًا نفذه مئات السجناء، على خلفية سوء المعاملة، التي يتلقاها السجناء من قبل سلطات السجن، بالإضافة لإصدار أحكام إعدام وسجن مؤبد وسجن لمدة 12 عاماً، وإصدار أحكام تحويل نزلاء من السجن إلى سجن صيدنايا، وأكدت المصادر أن قوات الحكومة عمدت إلى قطع المياه عن السجن، بالتزامن مع إطلاق النار على النوافذ الأمر الذي تسبب في سقوط جريحين على الأقل، فيما تحاول قوات حفظ النظام، بمساندة من سجناء جنائيين موالين لها، فضّ العصيان وإنهائه، وجاء إدخال كتيبة حفظ النظام عقب تهديد معاون قائد شرطة النظام في طرطوس، نزلاء سجن طرطوس المركزي، بأنه سيدخل عناصر حفظ النظام إلى السجن في حال لم يفك النزلاء عصيانهم.
هذا ولا يزال التوتر سائداً وسط مواجهات بين السجناء وبين عناصر كتيبة حفظ النظام، إثر محاولة الأخير الدخول إلى السجن، فيما يصر السجناء على إكمال العصيان الذي بدأوا به ضد "الأحكام الجائرة" التي صدرت بحق بعض السجناء منهم.
من جهة أخرى، قصفت القوات الحكومية صباح اليوم الثلاثاء، مناطق في بلدة داعل في ريف درعا الأوسط، في حين استهدفت الفصائل بعدة صواريخ تمركزات لقوات الحكومة، في محور الكتيبة المهجورة بالقرب من بلدة إبطع، دون معلومات عن خسائر بشرية.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر ليل أمس الإثنين، أنه ارتفع إلى 43 عدد المقاتلين في صفوف الفصائل الإسلامية والمقاتلة ممن قضوا يوم أمس، في محور الكتيبة المهجورة، الواقعة شرق بلدة إبطع في الريف الأوسط لدرعا، ووثقهم المرصد، حيث ينتمي المقاتلون لعدة فصائل عاملة في درعا، وتعرضوا لكمين نفذته قوات الحكومة بهم، خلال توزعهم على سواتر في محيط الكتيبة المهجورة، بغية تنفيذ هجوم مباغت يستهدف القوات الحكوميّة في الكتيبة، إلا أن تلك القوات تمكنت من محاصرتهم، وقطع الطرق التي جهزوها للانسحاب، وذلك باستهدافهم بالمدافع والرشاشات الثقيلة، ثم عمد العناصر الحكومية إلى سحب جثث معظمهم بعد قتلهم.
وفي حماة، قصفت القوات الحكوميّة، عند منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، مناطق في الريف الغربي لمدينة السلمية، الواقعة في الريف الجنوبي الشرقي، دون أنباء عن إصابات، وقصفت أيضًا، مناطق في بلدتي طيبة الإمام ومورك وقرية معركبة في الريف الشمالي، كما سقطت طلقات عدة في بلدة محردة في الريف الغربي، دون أنباء عن إصابات حتى اللحظة، في حين استهدفت الفصائل بصاروخ موجه مدفعاً لقوات الحكومة في منطقة معردس، ما أدى إلى تدميره.
أما محافظة ريف دمشق، فشهدت اشتباكات بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء في القلمون الشرقي، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، وتنظيم "داعش" من طرف آخر، إثر هجوم نفذه الأخير على مواقع الفصائل، ما أسفر عن مقتل وجرح عناصر عدة من التنظيم بينهم واحد على الأقل، يعتقد أنه قيادي ميداني، قام بتفجير نفسه بعد إصابته خلال الاشتباكات.
كما تجددت الاشتباكات العنيفة، بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها من طرف، وجيش الإسلام من طرف آخر، في محور الريحان - سجن النساء بالغوطة الشرقية، عقب هجوم نفذته القوات الحكوميّة في محاولة للتقدم نحو بلدة الريحان، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، حيث قضى مقاتل في جيش الإسلام في الاشتباكات هذه، فيما قصفت تلك القوات، مناطق في بلدة كفربطنا في الغوطة الشرقية، ما أسفر عن إصابة شخص بجروح، واستهدفت بنيران رشاشاتها الثقيلة، أماكن في منطقة المرج، ما أسفر عن إصابة شخص بجروح.
كما جددت قوات الحكومة استهدافها لمناطق في مدينتي دوما وعربين في الغوطة الشرقية، واستهدفت المزارع بين دروشا ومخيم خان الشيح في الغوطة الغربية، دون أنباء عن إصابات حتى اللحظة.
وفي دير الزور، استهدف تنظيم "داعش" تمركزات للقوات الحكوميّة في منطقة اللواء 137، ما أسفر عن مقتل عنصر من تلك القوات وإصابة آخرين، بينما قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة حطلة في ريف دير الزور، ما أسفر عن إصابة أشخاص عدة بجروح.
أما في القنيطرة فسمع دوي انفجار في قرية عين فريخة، يعتقد أنه ناجم عن انفجار في مبنى الإرشادية الزراعية في القرية، دون معلومات عن ظروف ونتائج الانفجار حتى اللحظة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر