عادت قصة اختفاء شاب يدعى التهامي بناني إلى الواجهة في المغرب، بعد أزيد من 15 عاما عن خروجه من المنزل دون أن يترك خلفه أي أثر.وقد انتشر بشكل كبير هاشتاغ "العدالة للتهامي بناني" على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، وتفاعل معه عشرات المشاهير والمؤثرين، مطالبين بتعميق التحقيق في القضية الغامضة.
وكان لفيديو نشرته مدونة يوتيوب مغربية تدعى صفاء، والذي تطرق لتفاصيل واقعة الاختفاء، الفضل في عودة تركيز الضوء على القضية من جديد، بعد أن حقق أكثر من 3 ملايين مشاهدة خلال 5 أيام فقط.
وتؤكد حياة العالمي، والدة المختفي، أن حجم المشاهدة والتفاعل الكبير الذي حققهما الفيديو الذي يحكي قصة الاختفاء، قد مكّن من تسليط الضوء على هذه القضية وإعادتها إلى الواجهة.وتضيف الأم قضية اختفاء ابني منذ 15 عاما، حصدت تعاطف وتضامن العديد المغاربة، الذين يطالبون بتحقيق العدالة في هذا الملف".
وتعد حالة اختفاء الشاب التهامي بناني ابن مدينة المحمدية، وسط المغرب، من بين أغرب حالات الاختفاء في البلاد، والتي لم يتم الكشف عن جميع ملابستها والظروف المحيطة بها. فما هي تفاصيل هذه القصة المحيرة؟
خرج ولم يعد
في أحد أيام شهر أبريل من عام 2007، خرج التهامي بناني وكان في الـ17 من عمره، من منزل عائلته، وامتطى سيارة وغادر رفقة أصدقائه إلى وجهة مجهولة، قبل أن يختفي، ويترك وراءه لغزا عمّر 15 عاما.
تحكي حياة العلمي والدة المختفي، أنها رأت بأم عينها ابنها وهو يغادر رفقة أصدقائه لكنه لم يعد واختفى منذ ذلك الحين عن الأنظار، وكانت تلك آخر مرة تراه فيها.
ومنذ اليوم التالي، انطلقت الأم في رحلة البحث عن ابنها، في كل الاتجاهات ووسط كل معارفه وأصدقائه، دون أن يسفر ذلك عن نتيجة، لتقوم بتقديم شكاية لدى السلطات الأمنية، حيث باشرت الأخيرة التحقيق الذي أفضى إلى استدعاء الشباب الذين رافقوا المختفي حسب شهادة الأم، لكنهم أنكروا لقاءه يوم الاختفاء.
تكذيب الشباب لرواية الأم أثار شكوكها ولم تستوعب على حد قولها السبب وراء إنكار تواجدهم مع ابنها خلال ذلك اليوم المشؤوم، بعد أن كانوا قد أكدوا لها أثناء البحث عليه أنه كان فعلا معهم لكنهم افترقوا بعدها دون أن يعرفوا أين ذهب.
متابعة أصدقائه والبحث عن الجثة
في 2019، وبعد مرور 12 عاما من البحث المضني، تمكنت التحريات الأمنية من تحديد سبب الوفاة، ووجهت تهمة القتل لأصدقاء المختفي الذين تبث أنهم كانوا برفقتة خلال ذلك اليوم في حفلة عيد ميلاد، بإحدى الفيلات، ضواحي مدينة المحمدية.
وقد أوقفت الشرطة حينها المشتبه بهم وتمت متابعتهم في حالة اعتقال. ويقول دفاع أحد المتهمين إن جرعة زائدة من المخدرات هي التي تسببت في الوفاة، دون تقديم أي تفاصيل أو تحديد مكان الجثة الذي ظل مجهولا إلى اليوم.
وتؤكد والدة المختفي ، أن هناك تضاربا في الأقوال بين أصدقاء ابنها، معتبرة أن من شأن إجراء الخبرة التقنية على الهواتف، والاطلاع على المكالمات التي أجراها ابنها مع الأطراف المعنية بالواقعة خلال يوم اختفائه، (من شأنه) فك الخيوط المتشابكة لهذه القضية، وكشف ملابسات الاختفاء، والوصول إلى مكان الجثة.
وتشدد والدة المختفي على أنها ظلت تؤمن بالعدالة دون أن تفقد الأمل في الوصول يوما إلى ابنها ومعرفة مصيره، لكن إيمانها وثقتها في ذلك تعزز أكثر بفضل دعم المغاربة وتضامنهم معها.
البحث عن الحقيقة
لم تتوقف الأم طيلة 15 عاما عن السعي وراء الحقيقة، لفهم ما جرى تلك الليلة، ومعرفة الأسباب التي أدت إلى اختفاء ابنها بشكل غامض.
ولم تخف والدة الشاب المختفي، إحساسها بأنه سيأتي يوم ينجلي فيه الغموض عن هذه القضية الشائكة وتتضح فيه الحقيقة، وهو ما غذى أملها طيلة السنوات الماضية.
وتقول الأم: "لم أفكر يوما في التوقف عن البحث لكشف الملابسات أو الاستسلام قبل معرفة الحقيقة الكاملة، ولن يهدأ لي بال حتى إزالة اللبس عن الظروف المحيطة باختفاء ابني".
وتطالب الأم بضرورة إجراء جميع التحريات والأبحاث اللازمة من أجل كشف تفاصيل ليلة الاختفاء وإيجاد جثة ابنها، ومعاقبة كل من تبث تورطه في هذه القضية.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر