الرباط _ المغرب اليوم
افتتحت جمهورية الكونغو الديمقراطية، السبت، قنصلية عامة لها بالداخلة، وهي تاسع تمثيلية دبلوماسية يتم تدشينها في أقل من سنة بحاضرة إقليم وادي الذهب بالصحراء المغربية>
وترأس حفل تدشين هذه القنصلية العامة وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيرته من جمهورية الكونغو الديمقراطية ماري تومبا نزيزا.
ومنذ بداية السنة الحالية، شهدت مدينة الداخلة دينامية دبلوماسية قوية بافتتاح القنصليات العامة لكل من غامبيا وغينيا وجيبوتي وليبيريا، وبوركينا فاسو وغينيا بيساو، وغينيا الاستوائية، بالإضافة إلى هايتي، التي أضحت أول بلد غير عربي وغير أفريقي يفتح قنصلية في الصحراء المغربية.
وقال الوزير بوريطة إن فتح قنصلية عامة لجمهورية الكونغو الديمقراطية بالداخلة «يعتبر حدثاً مهماً جداً»، بالنظر إلى ثقل هذا البلد، وإلى المسؤوليات التي سيضطلع بها على مستوى الاتحاد الأفريقي، خلال ترؤسه له ابتداء من السنة المقبلة.
وأضاف بوريطة في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته الكونغولية، عقب تدشين القنصلية، أن هذا الأمر «مهم كذلك لأنه جاء من طرف دولة وقفت دائما مع المغرب في قضيته الوطنية». مسجلاً أن المغرب كان دائماً يلمس من جمهورية الكونغو الديمقراطية هذا الموقف المناصر، مشيرا إلى أن الوزيرة تومبا نزيزا والرئيس فيليكس أنطوان تشيسكيدي يعبران دائما في اجتماعات مجموعة (سادك)، من دون حرج وبشكل واضح، عن موقفهما الداعم لوحدة المغرب الترابية ولمغربية الصحراء.
كما أوضح بوريطة أن فتح هذه القنصلية «يأتي في إطار هذا الموقف الثابث، وللتأكيد على أن هذا البلد ينضاف للدول الأفريقية الـ16 التي فتحت قنصلياتها في المناطق الجنوبية(الصحراء) للتعبير بشكل واضح عن دعمها لمغربية الصحراء»، مبرزاً أن هذا الرقم «سيرتفع لأن أغلب الدول الأفريقية اليوم لها وعي بأن هذا المشكل موروث عن حقبة أخرى، وأن أفريقيا في غنى عنه».
كما أشار بوريطة إلى أن موقف جمهورية الكونغو يأتي كذلك في السياق الذي اشتغل عليه الملك محمد السادس، خلال السنوات الأخيرة لدعم مغربية الصحراء بالمواقف والاتفاقيات الدولية وبفتح القنصليات، التي بلغ عددها اليوم 19 قنصلية، علاوة على الافتتاح المستقبلي لقنصليتي الأردن والولايات المتحدة، ليبلغ عدد القنصليات 21 قنصلية.
وذكر بوريطة بالقرار الأميركي «التاريخي» بفتح قنصلية في الداخلة، ليبلغ عدد القنصليات في هذه المدينة 10 قنصليات، مما يجعل من المدينة مركزاً قنصلياً مهماً، مسجلاً أن الداخلة تعتبر ممراً استراتيجياً على الصعيد الدولي، لا سيما بين أوروبا وأفريقيا، وهذا ما يبوؤها مكانة هامة، ستزيد من وتيرة تطور المدينة، بمعية النموذج التنموي الجديد، الذي أطلقه الملك محمد السادس، وأنها ستجلب استثمارات وفرص شغل وتنمية اقتصادية واجتماعية.
من جهتها، قالت الوزيرة الكونغولية إن فتح قنصلية عامة لبلادها «يكتسي طابعا سياسيا ودبلوماسيا مهما، ويجسد الاعتراف بالسيادة التامة والكاملة للمملكة المغربية على صحرائها». مضيفة أن هذه القنصلية العامة «تسعى لتكون إطاراً إدارياً يحافظ على الروابط مع الجالية الكونغولية، وفضاء للتشاور وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية الثنائية. معبرة عن أملها في أن يشكل فتح قنصلية لبلادها بالداخلة «فأل خير يبشر بتنمية مثمرة بين البلدين».
في سياق ذلك، اعتبرت رئيسة الدبلوماسية الكونغولية أن فتح قنصلية لبلادها بالداخلة يعد «مرحلة جديدة تطبع العلاقات التاريخية والمتميزة، التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والمتسمة على الخصوص بالتفاهم القائم بين الملك محمد السادس، ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فليكس تشيسكيدي». وشددت بهذا الخصوص، على أن هذه الروابط عززت علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع بين البلدين والشعبين منذ سنة 1960، مجددة امتنان الشعب الكونغولي العميق ورئيسه تشيسكيدي للملك محمد السادس على المساعدة الطبية، التي قدمها لبلادها من أجل المساعدة على مواجهة جائحة كورونا بشكل فعال.
وأضافت رئيسة الدبلوماسية الكونغولية أن بلادها رفضت على الدوام أي نزعة تستهدف بلقنة البلدان الأفريقية بشكل عام، والمملكة المغربية على وجه الخصوص، موضحة أنه في سنة 1984 اصطفت جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جانب المغرب، عندما قرر مغادرة منظمة الوحدة الأفريقية.
وقالت إن «بلدنا لم يتردد لحظة واحدة في أن يحذو حذو المغرب، وينأى بنفسه عن المنظمة القارية، عبر تعليق مشاركته في أشغالها لأكثر من عامين». مشيرة في هذا الصدد إلى مشاركة جنود مغاربة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالكونغو سنة 1960، وتدخل القوات المغربية بزائير سنتي 1977 و1978 بهدف مساعدة القوات المسلحة الزائيرية على طرد المتمردين خارج ترابها. فضلاً عن مشاركة المغرب ضمن كتيبة في بعثة منظمة الأمم المتحدة بجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقد يهمك ايضا:
بوريطة يُعلن رفض المغرب لعب دور "الدركي" لمحاربة الهجرة للحدود الأوروبية
الكونغو الديمقراطية تفتتح قنصليتها رسميا في الداخلة المغربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر