لندن ـ كاتيا حداد
كشف أحد طلاب جامعة "أكسفورد" البريطانية السابقين الذين اعتنقوا الإسلام وسافروا إلى سورية للقتال مع تنظيم "داعش"، عن مشاهداته ومعاناته خلال وجوده هناك قبل تمكنه من الهرب. وقال جاك ليتس (21 عامًا) الذي يلقب بـ"الجهادي جاك" من زنزانة صغيرة في حبس انفرادي، "إنه محتجزٌ في سجن من قبل وحدات حماية الشعب الكردي، أو الميليشيات الكردية في سورية بعد فراره في وقتٍ سابق من "داعش".
وادعى أنه يُعارض الآن تنظيم "داعش" وإنه غادر أراضيه بمساعدة أحد المهربين. وقد وصل الى نقطة تفتيش كردية، حيث يقول إنه تم إطلاق النار عليه مرتين مع مرافقه المهرِّب. وقال ليتس إنَّه هو والمهرب "ناما في حقل قبل أن تجده القوات الكردية واقتادته إلى سجن في شمال شرق سورية تحت سيطرة الأكراد. والآن يقول ليتس إنه "لا يريد فعل أي شيء له علاقة مع داعش". وأضاف: "أنا اكرهم اكثر من كرهي للأميركيين، وقد ادركت انهم ليسوا على صواب، فقد وضعونى في السجن ثلاث مرات وهددوني بالقتل".
وكان ليتس قد اعتنق الإسلام في سن المراهقة عندما كان يحضر مدرسة "شيرويل" في أكسفورد. وبعد فراره من المملكة المتحدة سافر إلى الأردن في الثامنة عشرة من عمره في عام 2014، وعُرف فيما بعد باسم "أبو محمد" أثناء عيشه في العراق. وقد نفت عائلته أنه كان يُقاتل مع تنظيم "داعش" ولكنه كان في الشرق الأوسط لأسباب إنسانية.
وقال ليتس لهيئة الإذاعة البريطانية من خلال النصوص والرسائل الصوتية إنه أصيب في انفجار، وذهب إلى الرقة في سورية للتعافي. وأضاف انه قبل عام تقريبًا أصبح يشعر بخيبة أمل من التنظيم عندما قتل مسلحوه مؤيدين سابقين. وقد تمكن من الفرار من مركز احتجاز للأمن وعثر على مهرب لإخراجه من إقليم داعش، عندما اعتقلته القوات الكردية.
ولدى سؤاله عما إذا كان يرغب في الحصول على مساعدة من المسؤولين البريطانيين، قال ليتس لـ"بي بي سي" انه لا يريد مساعدة احد. ولم يرَ والداه جون ليتس وسالي لين، ابنهما منذ أكثر من ثلاث سنوات. ولم يسمعوا عنه شيء منذ الأول من حزيران / يونيو. وقد أُتُهم الزوجان بالقيام بجرائم تتعلق بالإرهاب لمحاولة إرسال أموال لابنهما.
ويدعو والدا ليتس السلطات البريطانية إلى القيام بكل ما في وسعهما لمساعدة ابنهما، على الرغم من أنه أضاف أنه سيضطر إلى "محاسبته على أفعاله". وقالا إن "لا أحد يريد أن يتحمل المسؤولية" الآن. وقال ليتس إنه إذا كان لابنه أي علاقة مع داعش، فهو لا يريد أن يفعل شيئا معه. أعتقد أنه كان هناك الكثير من المعلومات الخاطئة".وقالت والدته لين في وقت سابق إنها كانت ممتنة للغاية بعد معرفة أين هو ابنهما. وأضافت: "نحن مرتاحون كثيرًا. إنها المرة الأولى التي نعرف فيها أنه ربما نجا من كل هذا.
وقد نفى جاك البالغ من العمر 21 عاما، في وقت سابق، ادعاءات أنه سافر إلى الشرق الأوسط لمحاولة الانضمام إلى داعش. وقال لشبكة التلفزيون العربي: "أريد الخروج من السجن، لأنني ما زلت مسجونًا حاليا لدى وحدات حماية الشعب الكردي. ليس لدي أي فكرة عما سيحدث لي الآن. أنه المستقبل، لا أحد يعرف إلا الله. أريد أن أرى أمي، واشرح لها بعض الأشياء".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر