كييف ـ جلال ياسين
أكد الكرملين، اليوم الثلاثاء، أنه «لا معلومات لديه» حول استخدام الجيش الروسي طائرات مسيرة إيرانية الصنع في أوكرانيا، بعدما اتهمت كييف موسكو باستخدام تلك الأجهزة لضرب بنى تحتية مخصصة لتزويد الكهرباء والمياه. وردا على سؤال أحد الصحافيين عما إذا كانت موسكو تستخدم طائرات مسيرة إيرانية في أوكرانيا، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف «ليس لدينا مثل هذه المعلومات». وأضاف أنه «يتم استخدام التكنولوجيا الروسية، تحت أسماء روسية».
وكانت أوكرانيا حملت مسؤولية قتل مواطنيها بطائرات مسيرة لإيران بعدما هاجمت روسيا مدناً أوكرانية، خصوصاً العاصمة كييف، بمسيرات انتحارية، أمس (الاثنين)، أسفرت عن 6 قتلى وانقطاع التيار الكهربائي عن مئات البلدات. وقال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، عبر «تويتر»: «إيران مسؤولة عن قتل أوكرانيين. فالدولة التي تضطهد شعبها تقدم الآن أسلحة فتاكة لقتل أعداد كبيرة من الناس في قلب أوروبا. هذه هي عواقب الأعمال غير المنجزة والتنازلات لنظام استبدادي. وهذه حالة تكون فيها العقوبات غير كافية».وأبلغت أوكرانيا عن سلسلة من الهجمات الروسية باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز «شاهد 136» في الأسابيع القليلة الماضية. وتنفي إيران تزويد روسيا بتلك الطائرات، بينما لم يعلق الكرملين على الأمر، حسب «رويترز».
وبعد يوم من الضربات العنيفة التي استهدفت كييف، أعلن الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي، أن القوات الروسية استأنفت اليوم الثلاثاء قصفها لبلاده، واصفاً إياها بالإرهابية. وأكد أن القصف الروسي، دمّر في أسبوع تقريبًا 30% من محطات الطاقة في البلاد، ما تسبب بانقطاع "هائل" للتيار الكهربائي في مختلف المناطق. وقال في تغريدة على تويتر: "منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر، دُمّرت 30% من محطات الطاقة الأوكرانية، ما تسبب بأعطال هائلة في جميع أنحاء البلاد"، مكررًا رفضه للتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأتى ذلك، بعدما أعلن كيريلو تيموشينكو نائب رئيس مكتب زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي، أن " ثلاث ضربات استهدفت منشآت إمداد بالطاقة على الضفة اليسرى من كييف". بدوره، قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن انفجارات وقعت في منطقة ديسنياسكي في شمال شرق العاصمة بعدما استُهدفت "منشأة حيوية للبنى التحتية".وأضاف أن ضربتين استهدفتا منشأة للطاقة في مدينة دنيبرو (وسط)، ما تسبب بـ"أضرار بالغة".
إلى ذلك، أوضح عمدة بلدة جيتومير،سيرغي سوخوملين، أن قصفاً صاروخياً روسياً استهدف منشأة للطاقة في المدينة الواقعت غرب العاصمة. وأضاف قائلاً بتعليق على فيسبوك "لا يوجد حالياً ضوء أو ماء في المدينة، فيما تعمل المستشفيات على مخزون الاحتياط من الكهرباء". أما شرقا، فاستهدفت ضربة "شركة صناعية" في ثاني كبرى المدن الأوكرانية خاركيف، بحسب رئيس بلديتها إيغور تيريخوف الذي قال "في غضون خمس دقائق، شهدت المدينة سلسلتي انفجارات".
يذكر أن روسيا كانت هاجمت أمس الاثنين وسط كييف بطائرات مسيرة خلال ساعات الذروة الصباحية، كما قصفت مدنا أخرى في أنحاء البلاد، وذلك للمرة الثانية خلال أسبوع، في الوقت الذي تتعرض فيه قواتها لانتكاسات في ميدان القتال، لاسيما في الجنوب الأوكراني وشمال شرق البلاد.. فيما أطلق جنود أوكرانيون النار في الجو محاولين إسقاط تلك الطائرات المسيرة، بعد أن هزت الانفجارات وسط العاصمة، وهرع سكان إلى المخابئ.
لتعلن السلطات الأوكرانية لاحقا، أن تلك الهجمات نفذت "بطائرات مسيرة انتحارية" إيرانية الصنع تطير إلى الهدف ثم تنفجر.في حين أكدت وزارة الدفاع الروسية أمس أنها شنت هجوما "هائلا" على أهداف عسكرية وبنية تحتية للطاقة في جميع أنحاء أوكرانيا باستخدام أسلحة عالية الدقة، دون أن تحددها.وكان الجيش الأوكراني أعلن في العاشر من الشهر الجاري (أكتوبر 2022) أن سلسلة من الهجمات الروسية طالت عشرات المدن من ضمنها كييف، عبر طائرات درون إيرانية الصنع من طراز شاهد-136، أطلقت من أراضي بيلاروسيا وشبه جزيرة القرم.
فيما نفت موسكو مراراً في السابق، الاستعانة بمسيرات إيرانية، مؤكدة أن لديها القدرات الهجومية الكافية.يشار إلى أن العملية العسكرية الروسية التي أطلقت على أراضي الجارة الغربية طوت شهرها الثامن، دون أن تبدو في الأفق أي بوادر لحل قريب، يطمئن الجانبين ويدفعهما إلى طاولة المفاوضات، لاسيما أن الاصطفاف الغربي أيضا بلغ أوجه بين المعسكرين.
قـد يهمك أيضأ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر