كشفت صحف إسرائيلية إنه في ظل يوم التشويش الذي وقع أمس، وفي خلفية المحاولات للوصول الى توافقات في منحى تحرير المخطوفين، نشر مكتب رئيس الوزراء المباديء الخمسة التي لن تساوم عليها حكومة إسرائيل: كل صفقة تسمح لإسرائيل بالعودة للقتال حتى تحقيق كل اهداف الحرب؛ لن يسمح بتهريب السلاح لحماس من حدود غزة الى مصر؛ لن يسمح بعودة الاف المخربين المسلحين الى شمال القطاع؛ إسرائيل ترفع الى الحد الأعلى عدد المخطوفين الاحياء الذين يعادون من اسر حماس؛ المنحى الذي وافقت عليه إسرائيل ونال مباركة الرئيس بايدن يسمح لإسرائيل بان تعيد المخطوفين دون المس بباقي اهداف الحرب.
استقبلت أطراف في الساحة السياسية والأمنية بالدهشة بالبيان الرسمي لرئيس الوزراء نتنياهو عن المباديء الخمسة في المفاوضات، واساسا بسبب توقيته. فقد أجرى نتنياهو أمس بحثا أمنيا وتقويما حول الصفقة لتحرير المخطوفين مع وزير الدفاع يوآف غالنت ورجال جيش واستخبارات. قبل وقت قصير من الجلسة قرر نتنياهو ان يكشف في بيان رسمي للاعلام شروطه للصفقة، حتى قبل أن يجمل شيئا مع غالنت ورجال جهاز الامن.
ويدعي مصدر سياسي بان نتنياهو نشر البيان كي يجعل البحث الأمني في الصفقة لا داعٍ له، وهكذا مس بالفرصة للوصول الى شيء كهذا. "سلوك غير مناسب سيمس بفرص إعادة المخطوفين الى الديار"، قال. "توجد هنا أيضا مسألة التوقيت. اذا كنت تصدر البيان حتى قبل ان يبدأ البحث في المكتب – فبالتالي من أجل ماذا يجرى البحث؟ اذا كان هذا هو السلوك فان المخطوفين لن يعودوا".
وأعربت مصادر أخرى عن العجب في بعض من البنود في الوثيقة التي نشرها نتنياهو. فهو نفسه اعترف في المقابلة مع القناة 14 بانه سيكون ممكنا إعادة بعض المخطوفين فقط، وفي النهاية اضطر الى التراجع. في بيانه أمس يكرر في واقع الامر أقواله الاصلية في القناة 14، حين كتب: "إسرائيل سترفع الى الحد الأقصى عدد المخطوفين الاحياء الذين يعادون من اسر حماس". بمعنى ان ليس كل المخطوفين سيعودون الى الديار مثلما يطالب بعض شركاء نتنياهو في الحكومة كشرط لتنفيذ الاتفاق.
البند 3 الذي عرضه نتنياهو وبموجبه "لن يتاح عودة الاف المخربين المسلحين الى شمال القطاع"، هو عمليا بند لم يكن موجودا في الصيغة الاصلية للاتفاق. ومعناه، عمليا، هو أن الجيش سيكون هو من سيراقب عودة الغزيين الى شمال القطاع عبر السيطرة على محور نتساريم الذي يفصل بين هذه المنطقة وباقي أجزاء القطاع. حماس، التي تطالب بعودة كل النازحين الى بيوتهم ستعارض استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على المحور في اثناء وقف النار.
بين القاهرة والدوحة، حراك يتصاعد من جانب الوسطاء، لإنهاء «نقاط عالقة» بمفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وسط مخاوف من «عراقيل» قد يضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإطالة أمد التفاوض وتعطيل صفقة تنهي الحرب التي دخلت شهرها العاشر.
ويرى الخبراء أن مستجدات مساعي الهدنة تشهد حراكاً «هاماً ومفصلياً» من الوسطاء لسد الفجوات ونقاط الخلاف، ومن بينها «ضمانات وتعهدات الالتزام بأي اتفاق، وأسماء الأسرى وعددهم، والانسحاب الإسرائيلي، وترتيبات اليوم التالي للحرب».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، في مقابلة مع «القناة 12» الإسرائيلية، الأحد، إن نتنياهو «لا يريد إعادة المخطوفين»، ولا يريد التوصّل لصفقة تبادل، «لكن ليس ثمة شك لدي أنه بعد يوم من خطابه أمام مجلسي الشيوخ والنواب الأميركي (25 يوليو «تموز» الجاري) (سيقوم بتفجير المفاوضات)»، وإلى ذلك الحين سيدير المفاوضات «دون دفع أي ثمن».
وبعد فترة من الجمود، تحدثت حركة «حماس» في 24 يونيو (حزيران) الماضي، عن تلقّي تعديلات أميركية - لم يجرِ الإعلان عن تفاصيلها - على مقترح الرئيس جو بايدن، وسلّمت الحركة، في 3 يوليو الجاري، ردها الجديد عبر الوسطاء لإسرائيل، ولقي قبولاً بين الأجهزة الأمنية والجيش، ما دفع نتنياهو لعقد اجتماع مع مجلس الوزراء الأمني، ومن ثم الموافقة على إرسال رئيس الموساد، ديفيد برنيع، إلى قطر لاستئناف المفاوضات. وعقب عودة برنيع من قطر، أعلن مكتب نتنياهو، انضمام وفد التفاوض الإسرائيلي لمحادثات بالدوحة، الأسبوع الجاري، مؤكداً أنه «لا تزال هناك فجوات بين الطرفين»، دون مزيد من
أعلنت القاهرة أنها «تستضيف وفوداً إسرائيلية وأميركية للتباحث حول النقاط العالقة في اتفاق التهدئة بقطاع غزة، وعقد مشاورات مع (حماس) ولقاءات مكثفة هذا الأسبوع»، وفق ما نقلته فضائية «القاهرة الإخبارية» عن مصدر مصري رفيع المستوى.
وظهر الحديث عن «النقاط العالقة»، و«الفجوات»، بعد حديث مصادر إسرائيلية وأميركية بوسائل إعلام عبرية وغربية، عن «فرصة» لإبرام صفقة بعد تراجع «حماس» المؤقت عن مطلبها بوقف الحرب الدائم مع تنفيذ المرحلة الأولى من مقترح بايدن، الذي يمتد إلى 3 مراحل.
وتحدثت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، الأحد، عن أن حكومة نتنياهو قدمت مطالب جديدة الجمعة عبر رئيس الموساد، قد تؤدي إلى «عرقلة المفاوضات»، منها أهمية مضي «حماس» في صفقة التبادل بناء على مقترح بايدن، من دون أن تطالب بوضع ضمانات لوقف الحرب.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر