ابتداء من الخامس أبريل الجاري، صار بإمكان جميع المسافرين القادمين من الصين، أيا كانت جنسيتهم، الولوج إلى التراب الوطني، بعد تأكيدات من السفارة المغربية بالصين وسفارة بكين بالرباط، التي نشرت بيانا أعلنت فيه أن المغرب رفع قيود الدخول التي كانت مطبقة على السياح القادمين من الصين؛ وهو القرار المرتقب أن يعزز جهود المغرب لاستقطاب سياح جدد، خاصة من هذا البلد الآسيوي ذي الكثافة السكانية الهائلة.
ويأتي قرار المغرب إلغاء جميع القيود المفروضة على المسافرين القادمين من الصين بعد ثلاثة أشهر وبضعة أيام على اعتماد قرار من السلطات المغربية المختصة منع جميع المسافرين القادمين من الصين، أيا كانت جنسيتهم، من الولوج إلى تراب المملكة، ابتداء من مطلع السنة الجارية.
وبررت السلطات، حينها، قرارها بـ”منع ظهور موجة جديدة من عدوى الإصابة بفيروس كورونا في المغرب، بعد تطور انتشار الجائحة ومتحوراتها في جمهورية الصين الشعبية خلال الأسابيع الأخيرة من سنة 2022″.
القرار ذاته، الذي تزامن مع فترة رواج الأسفار السياحية في فصلي الربيع والصيف، خلف ارتياحا في صفوف المغاربة المقيمين؛ بينما يرتقب مهنيو السياحة المغاربة “أشهرا إيجابية” على السياحة الوطنية وعائداتها من خلال جذب السياح الصينيين بشكل متزايد.
في تصريح لهسبريس، كان مواطن مغربي مقيم في الصين قد اعتبر أن المملكة المغربية صارت “وجهة سياحية متميزة للسياح الصينيين، إذ تفوق في استقطابهم حتى على الدول التي كانت وجهتهم الأولى، مثل مصر، وأصبح وجهتهم الأولى في القارة الإفريقية”، مشيرا إلى أن “السياح الصينيين لديهم قدرة شرائية عالية ستستفيد منها السياحة المغربية بشكل كبير”.
تعليقا على الموضوع، اعتبر الطيب حمضي، طبيب وخبير باحث في السياسات والنظم الصحية، أن “القرار جاء دعوات سابقة تبنّاها خبراء صحيون وأطباء مغاربة، لا سيما بعد تحسن الأوضاع الصحية بشكل كبير في المغرب ورفعه حالة الطوارئ الصحية منذ فاتح مارس 2023؛ نظرا لأن المناعة ضد الفيروس منتشرة بين الساكنة، سواء عبر التلقيح أو أمراض سابقة تحمي منظومتنا الصحية”.
وأوضح حمضي، في إفادات لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الصين حين تخلت عن سياسة ‘صفر كوفيد’ تبين أنها قد تحكمت بعد 3 أشهر في مسار ومنحنيات الوباء، فضلا عن التحكم في انتشار الفيروس بشكل بطيء وعادي مثل باقي الدول”.
وأكد الخبير الصحي المتابع لأوضاع الجائحة على المستوى العالمي أن “متحورات أوميكرون هي الموجودة حاليا ولا يوجد متحورات أخرى أكثر شراسة يمكن الخوف من انتشارها في المستقبل القريب على الأقل؛ ما يعني وجوب ضمان حق الأشخاص أن يسافروا بدون قيود”، مفسرا: “القيود تكون لازمة حين يكون هناك خطر على الصحة العامة وهو ما ينتفي في هذه الحالة سواء بالصين كما المغرب”.
ولفت حمضي إلى أن “المغرب يتوفر على جالية مهمة من مواطنيه المقيمين في الصين ويأتون في العطل لزيارة بلادهم، ومن حقهم أن يدخلوا بلادهم بدون أن يشكل سفرهم أي خطر صحي على المغرب”، فضلا عن صينيين يقيمون في المملكة ويزورُونها بغرض السياحة أو رجال أعمال وشركات تجارة يجب أن ينتقلوا بكل أريحية وحرية بين البلدين دون إجراءات متجاوَزة”.
علاقات سياحية واعدة
الطيب حمضي قال، في معرض حديثه، إن “العلاقات السياحية بين المغرب والصين آخذة في التطور تدريجيا”، مذكرا بأنه “يجب ألا ننسى أن المغرب كان قد بادر إلى حذف تأشيرة ولوج المملكة بالنسبة للمواطنين الصينيين بهدف تسهيل زياراتهم السياحية للمغرب، لاسيما إذا أحسَن المغرب تسويق الوجهة المغربية في الصين باعتبارها سوقا كبيرا للوافدين ما سيكون له مردودية كبيرة جدا”.
وتابع الباحث في النظم والسياسات الصحية: “المغرب واعٍ بالنسبة للآثار الإيجابية التي يمكن أن يخلفها هذا القرار ليس فقط مع الصين بل من دول أخرى؛ لا سيما أن المستقبل واعد أمام جلب سياح صينيين من وجهات مختلفة والذين شهد عددهم ارتفاعا كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية”.
جدير بالتذكير أن الحكومة المغربية أنهت، منذ فاتح مارس من السنة الجارية، ثلاث سنوات من تطبيق حالة الطوارئ الصحية التي اعتُمدت بموجب مرسوم لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر