أوكرانيا تفقد السيطرة على بحر آزوف وتحذر من كارثة ما بعد الحرب مع التلويح بوثيقة استسلام
آخر تحديث GMT 00:50:08
المغرب اليوم -

أوكرانيا تفقد السيطرة على بحر آزوف وتحذر من "كارثة ما بعد الحرب" مع التلويح بوثيقة استسلام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أوكرانيا تفقد السيطرة على بحر آزوف وتحذر من

رجال إنقاذ أوكرانيون يهرعون لإنقاذ سكان مدنيين بعد تعرض منطقتهم للقصف الروسي
كييف ـ جلال ياسين

بعد حصار روسي لمدينة ماريوبول جنوب شرقي أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها فقدت الوصول إلى بحر آزوف "مؤقتا" بعد إحكام القوات الروسية قبضتها على ميناء ماريوبول الرئيسي على البحر. كما أضافت في بيان متأخر ليل الجمعة السبت أن من وصفتهم بـ "المحتلين في منطقة عمليات دونيتسك نجحوا بحرمان البلاد مؤقتا من الوصول إلى بحر آزوف".

إلا أنها لم تحدد لاحقا ما إذا كانت القوات الأوكرانية قد استعادت الوصول إلى البحر. أتى هذا الإعلان بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن حلفاءه الانفصاليين دخلوا وسط ماريوبول، الميناء الأوكراني الاستراتيجي المحاصر في جنوب شرق البلاد. وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، حينها إن "وحدات جمهورية دونيتسك الشعبية (المعلنة من جانب واحد)، بدعم من القوات الروسية، أحكمت حصارها وتقاتل القوميين في وسط المدينة"، وفق تعبيره.

في حين اتهمت كييف الروس بتدمير 90% من المدينة ومحاصرة السكان العالقين فيها كرهائن، وهو ما نفته موسكو جملة وتفصيلا بوقت لاحق.يذكر أن ماريوبول الواقعة جنوب شرقي البلاد شكلت منذ انطلاق العملية العسكرية هدفا استراتيجيا رئيسيا لموسكو، باعتبار أن السيطرة عليها تسمح بربط القوات الروسية في شبه جزيرة القرم بدونباس، وتمنع وصول الأوكرانيين إلى بحر آزوف.فهي تقع على الطريق بين القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها عام 2014 في الغرب، ومنطقة دونيتسك في الشرق التي يسيطر عليها جزئيا الانفصاليون الموالون للروس.

وكانت تلك المدينة حازت على اهتمام دولي وإعلامي خاص في النزاع الأوكراني الروسي، لاسيما بعد أن اتهمت كييف الروس بحصارها وقطع الإمدادات عن المدنيين العالقين فيها.يشار إلى أن تلك التطورات الميدانية تأتي مع دخول العملية العسكرية أسبوعها الرابع، فيما لا يبدو أن أيا من الطرفين مستعد للتراجع أو تقديم تنازلات تفضي إلى حل سياسي ينهي الصراع، على الرغم من استمرار المحادثات بين الطرفين، بجولتها الرابعة.

وحذر وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي، من خطورة الذخائر الروسية التي لم تنفجر، مؤكدا أن انتزاع فتيلها سيستغرق سنوات بعد انتهاء الحرب الدائرة في بلاده. وقال موناستيرسكي لوكالة "أسوشيتد برس" في مقابلة، الجمعة، إن البلاد ستحتاج إلى مساعدة غربية لتنفيذ المهمة الضخمة بعد الحرب. وأوضح المسؤول الأوكراني: "أطلق عدد كبير من القذائف والألغام على أوكرانيا ولم ينفجر جزء كبير منها. إنها تظل تحت الأنقاض وتشكل تهديدا حقيقيا. سيستغرق الأمر سنوات، وليس أشهر، لتفكيكها".

وأضاف موناستيرسكي: "لن نتمكن من إزالة الألغام من كل تلك الأراضي، لذلك طلبت من شركائنا الدوليين وزملائنا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إعداد مجموعات من الخبراء لإزالة الألغام من مناطق القتال والمنشآت التي تعرضت للقصف". وأشار الوزير إلى أن معدات إزالة الألغام التابعة لوزارته تركت في ماريوبول، المدينة الساحلية المحاصرة التي يقطنها 430 ألف شخص وتعرضت لقصف عنيف خلال معظم فترات الحرب.

كذلك لفت موناستيرسكي إلى أن أحد أكبر التحديات التي تواجهها وزارة الداخلية، هو مكافحة الحرائق الناجمة عن القصف والغارات الجوية الروسية، في ظل النقص الحاد في الأفراد والمعدات على حد وصفه. وأكد أن منشآت دائرة الطوارئ في خاركيف وماريوبول دمرت بالكامل في وابل من القصف الروسي، مشددا على أن المستجيبين الأوكرانيين للطوارئ بحاجة ماسة إلى المزيد من المركبات ومعدات الحماية المتخصصة.

وتابع قائلا: "الأيام المقبلة سوف تؤدي إلى استفحال الكارثة الإنسانية في مناطق حرجة. يجب أن أقول إن الخسائر في صفوف المدنيين تجاوزت خسائرنا العسكرية عدة مرات".وتحدث موناستيرسكي عن مواجهات مع "مخربين روس" تدفقوا إلى البلاد لاستهداف الجسور وأنابيب الغاز ومنشآت البنية التحتية الأخرى، مضيفا: "ندرك أن التخريب هو أداة أساسية في الحرب. القوات الأوكرانية تمكنت من رصد المخربين الروس من خلال تعقب هواتفهم الروسية المحمولة. تفاعلنا على الفور من خلال البحث في المواقع التي تم اكتشاف هذه الهواتف فيها وتصرفنا ضد تلك المجموعات".

وبيّن موناستيرسكي أن القوات الروسية حاولت في المناطق المحتلة تخويف الشرطة الأوكرانية التي بقيت هناك من خلال زيارة منازلهم وأحيانا زرع متفجرات على أبوابهم. وبالإضافة إلى الذخائر الروسية غير المنفجرة، زرعت القوات الأوكرانية ألغاما أرضية عند جسور ومطارات ومواقع رئيسية أخرى لمنع الروس من استخدامها، الأمر الذي يزيد أعباء إزالتها بعد انتهاء العملية العسكرية الروسية.

ولم تتحدد حتى الآن ملامح النصر أو الهزيمة للقوات الروسية أو الأوكرانية، في الحرب التي دخلت بالفعل أسبوعها الرابع، إلا أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الحليف الوثيق لنظيره الروسي فلاديمير بوتن، لوّح لأوكرانيا بما سماه "وثيقة الاستسلام".وفي تصريح مثير قال لوكاشينكو إن كييف إن لم تتوصل لاتفاق مع موسكو خلال المفاوضات الجارية برعايته، فستكون النهاية أن توقع على وثيقة استسلام.

وفشلت عدة جولات من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في وقف الحرب، ويبدو أن كلا الطرفين يرفض شروط الآخر للتهدئة.فما الذي يقصده لوكاشينكو بوثيقة الاستسلام التي قد تنتهي بها المفاوضات؟ وماذا يمكن أن تتضمن من بنود؟ وكم دولة رضخت ووقعت مثل هذه الاتفاقيات من قبل؟ وكيف ستبدو نهاية الحرب الجارية في أوكرانيا؟

يقول المحلل العسكري والخبير في شؤون ترسيم الحدود إبراهيم محمد، إن "اتفاقية الاستسلام وثيقة سياسية من الدرجة الأولى تتحكم في أمور عسكرية، وتنتهي بمقتضاها الحرب". وحسب تعليقات محمد لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن "الدولة التي توقع على هذه الوثيقة يكون توقيعها اعترافا رسميا بأنها ارتكبت أخطاء في حق الدولة المنتصرة، وأنها ستقبل بكل الشروط التي تضعها الأخيرة مقابل إنهاء الصراع، وإعطاء النظام الحاكم في الدولة المهزومة أمانا جزئيا وسيطرة غير فعلية على أراضيه".

ويتابع: "الدول المهزومة عند توقيعها تضطر للتنازل عن جزء من الأرض أو تفقد نفوذها، أو تفكك جيشها أو تغيير أيديولوجيته بشكل نهائي، كما أن نقاط التماس التي توضع تكون داخل الدولة المهزومة، وهذه يكفي بالتأكيد لإعلان إخضاعها لسيطرة الدولة المنتصرة، وإشارة لوجود تغير جغرافي".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مدن أوكرانية تعيش أوضاعاً مأساوية بسبب القصف والحصار الروسي والغرب يعيد حساباته

 

ساعات تفصل الروس عن قلب العاصمة كييف وموسكو تمدد وقف النار في أوكرانيا

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوكرانيا تفقد السيطرة على بحر آزوف وتحذر من كارثة ما بعد الحرب مع التلويح بوثيقة استسلام أوكرانيا تفقد السيطرة على بحر آزوف وتحذر من كارثة ما بعد الحرب مع التلويح بوثيقة استسلام



ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:26 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الفنان عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
المغرب اليوم - الفنان عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:36 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

أسرع طريقة للتخلص من كل مشاكل شعرك بمكوّن واحد

GMT 17:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

المدرب دييغو سيميوني يحصد جائزة "غلوب سوكر ماستر كوتش"

GMT 03:05 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

"سوق كوم" تندمج في "أمازون"

GMT 16:13 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

الإعلان عن موعد قرعة دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا

GMT 11:48 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل شخصين وإصابة آخرين إثر حادث سير مروّع في الجديدة

GMT 21:38 2016 الإثنين ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة أقدم باندا عملاقة في العالم عن عمر 38 عامًا

GMT 13:04 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ليلى الطوسي تقدم الزي المغربي التقليدي بشكل عصري أنيق

GMT 12:58 2023 الأحد ,28 أيار / مايو

منتجع في المالديف يمتد عبر جزر مختلفة

GMT 10:21 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

هزة ارضية قوية تضرب الناظور و نواحيها

GMT 17:17 2022 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاقُ نظام فضائي لاتصالات الجيلِ الخامسِ الجوالةُ
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib