واشنطن - يوسف مكي
تُوصَف هضبة الجولان بأنها عبارة عن قطاع ضيق من الأراضي الجبلية، تبلغ مساحتها نحو 1800 كيلومتر مربع وتقع على الحدود مع سورية وإسرائيل والأردن ولبنان، وتم الاعتراف بالهضبة كجزء من سورية رسميا منذ عام 1944 عند إعلان البلاد جمهورية مستقلة، إلا أن القوات الإسرائيلية استولت عليها في حرب عام 1967، وبعدها أصبحت الجولان محتلة من قِبل إسرائيل، ولم تعترف أي دولة في العالم بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان، الأمر الذي ربما يتغير قريبا بعد دعوة ترامب للاعتراف بها.
وحاولت سورية استعادة الهضبة في هجوم مفاجئ في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973 لكنها هُزمت في معركة ضخمة بالدبابات واضطرت لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ومنذ ذلك الوقت نشرت قوات حفظ السلام التابعة إلى الأمم المتحدة في الجولان لمراقبة وقف إطلاق النار وحراسة خط الترسيم بين المناطق الخاضعة للسيطرة السورية وتلك الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وتعد الأمم المتحدة الجولان جزءا من سورية، وأصدرت قرار رقم 242 يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من جميع الأراضي التي احتلتها في حرب 1967 بما في ذلك مرتفعات الجولان وغزة والضفة الغربية إلا أن إسرائيل رفضت القيام بذلك.
مدى سيطرة إسرائيل على مرتفعات الجولان
بدأت إسرائيل في انتهاك للقانون الدولي في البناء في المنطقة ونقل المستوطنين إلى هناك، بينما بدأت محادثات سرية في أواخر العقد الأول من القرن الماضي بين سورية وإسرائيل تضمنت إمكانية إعادة إسرائيل للأراضي مقابل اتفاق سلام مع دمشق، إلا أن المفاوضات انهارت بعد أن شنت إسرائيل حربا في غزة عام 2008.
رغبة سورية وإسرائيل في السيطرة على مرتفعات الجولان
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تصبح الجولان جزءا لا يتجزأ من إسرائيل، أما سورية التي لا تعترف بإسرائيل فترغب في استرداد الأرض، وتعد الجولان منطقة ذات أهمية بالنسبة إلى البلدين، حيث تتمتع بارتفاع يبلغ 3 آلاف متر فوق مستوى سطح البحر، ما يسمح برؤية مهمة على جنوب سورية وشمال إسرائيل وجنوب لبنان، وعندما كانت الجولان تحت سيطرة سورية فكان يمكن للجيش السوري استخدام المواقع لقصف المجتمعات الإسرائيلية أدناها، لكن امتلاك إسرائيل للأرض يعطي جيشها رؤية واضحة لسورية على طول الطريق لمؤدي للعاصمة دمشق على بعد 60 كيلومترا، وتتميز مرتفعات الجولان بالغنى بالموارد، كما تحد بحر الجليل المزمع أن السيد المسيح سار فوق مائه، حيث يعد البحر مصدرا مهما للمياة العذبة وأكبر خزان لإسرائيل، ويمثل 30% من مصادر المياه في البلاد، وبدأ البحر يجف ما كان له أثر غير مباشر على نهر الأردن، والبحر الميت الذي بدأ في التقلص سريعا.
اقرأ أيضًا:
جيش الاحتلال يعلن ان فيلق القدس الإيراني يطلق 20 صاروخا من سوريا على هضبة الجولان
إصدار الولايات المتحدة هذا الإعلان بشأن مرتفعات الجولان
امتنعت الولايات المتحدة تماشيا مع القانون الدولي والإجماع عن قبول مزاعم إسرائيل بالسيادة على مرتفعات الجولان، وعلى الرغم من أن إعلان ترامب يعد مثيرا للجدل لكنه من غير المرجع أن يفاجئ الكثيرين، حيث يأتي القرار بعد سلسلة من التحركات التي أسعدت إسرائيل وأغضبت العالم العربي بما في ذلك الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى هناك.
وأوضح وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتز في 2018 في مقابلة مع "رويترز" أن الأمر "كان يتصدر جدول الأعمال" في المحادثات الثنائية، حيث تضغط إسرائيل على إدارة ترامب للاعتراف بسيادتها على الأراضي كجزء من رد الفعل الأميركي ضد العدوان الإقليمي الذي تمارسه إيران على المنطقة، وتعد إيران حليفا قويا لدمشق، كما دعمت سورية عسكريا في الحرب السورية ما أعطى الرئيس السوري بشار الأسد اليد العليا في بلاده، وأضاف كاتز "هذا هو الوقت المثالي لاتخاذ مثل هذه الخطوة، فالرد الأكثر وجعا الذي يمكن أن تقدمه للإيرانيين هو الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان من خلال بيان أميركي وإعلان رئاسي".
العيش على مرتفعات الجولان
يعيش أكثر من 40 ألف شخص على مرتفعات الجولان وفقا لتقديرات الحكومة الإسرائيلية، ويعتبر السكان مزيجا من السوريين والمستوطنين الإسرائيليين، ويعتبر معظم السوريين هناك ممن فروا خلال حرب عام 1967 وينتمون إلى الديانة الدرزية.
قد يهمك أيضًا:
رفض عربي دولي واسع لتصريحات ترامب بشأن سيادة إسرائيل على الجولان
ديفيد فريدمان يتوقع أن تحتفظ تل أبيب بهضبة الجولان إلى الأبد
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر