كيف - جلال ياسين
أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الخميس إثر تفقّده على رأس وفد من الوكالة محطة زابوريجيا النووية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية في جنوب أوكرانيا أنّ "السلامة المادية" لأكبر منشأة نووية في أوروبا انتُهكت نتيجة تعرّضها لقصف متكرّر.
وقال رافاييل غروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه رأى كل ما كان "يحتاج إلى رؤيته". وأضاف: "المحطة والسلامة المادية للمحطة" تعرضت لـ "انتهاكات عدة مرات". ورافق المفتشين إلى المصنع جنود روس.
وفي رسالته المسائية اليومية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه كان ينبغي للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تذهب أبعد من ذلك وتصرّ على الحاجة إلى "نزع السلاح" من هذه المنطقة النووية.
وأطلقت روسيا الخميس تدريبات عسكرية واسعة النطاق تشارك فيها دول عدة حليفة منها الصين، ما يشير إلى التقارب المتزايد بين موسكو وبكين وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة.
وبحسب رويترز، من المتوقع أن تستمر التدريبات حتى 5 سبتمبر/ أيلول الحالي، ويشارك فيها نحو 15 ألف جندي، بحسب وزارة الدفاع البريطانية، في حين تقول روسيا أن عدد المشاركين 50 ألفاً.
وتتواصل الاشتباكات العسكرية في جنوب أوكرانيا، وتحديداً في منطقة إنرهودار بالقرب من المنشأة النووية بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية الجمعة.
وتعد محطة زابوريجيا، جنوبي أوكرانيا، أكبر محطة نووية في أوروبا، واحتلتها روسيا بعد وقت قصير من غزوها أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
ويقول فريق العمل الأوكراني، الذي يواصل تشغيل المحطة، إن القوات الروسية استخدمت الموقع قاعدة عسكرية، وإن العمال رهن احتجاز بالفعل تحت تهديد السلاح.
وقال غروسي لوسائل إعلام روسية ترافق المفتشين: "الأشياء الأساسية التي كنت بحاجة إلى رؤيتها، رأيتها، وكانت تفسيراتكم واضحة للغاية"، ثم غادر عائداً إلى الأراضي الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.
وقال إن مفتشين من الوكالة التابعة للأمم المتحدة سيقيمون في المحطة، بيد أنه لم يحدد عدد الأشخاص الذين سيبقون وإلى متى.
وذكرت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء أن ما بين ثمانية إلى 12 مفتشاً سيبقون، بينما قالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية "إنرغواتوم" إن خمسة مفتشين سيبقون.
ويأمل المفتشون في تقييم حالة المحطة، والتحدث مع العاملين الأوكرانيين الخاضعين للسيطرة الروسية.
وقال أولي هاينونين، كبير المفتشين السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه إذا أجريت المقابلات، فمن غير المرجح أن يكون العاملين "منفتحين في الحديث كما يرغبون" عن المخاطر التي يتعرضون لها وسلامة أسرهم.
وكان أندريه يرماك، كبير موظفي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد اتهم روسيا بمحاولة "عرقلة" مهمة البعثة من خلال قصف بلدة إنرهودار القريبة، الخاضعة لسيطرة موسكو.
وكتب على تيليغرام: "لابد من إيقاف المجرمين"، متهماً روسيا بالتصرف مثل "دولة إرهابية".
ونفت روسيا ذلك وقالت إن 60 "مخرباً" أوكرانياً حاولوا استعادة المحطة عن طريق عبور النهر صباح الخميس ولقوا مصرعهم.
وزود الاتحاد الأوروبي أوكرانيا بما يزيد على خمسة ملايين قرص مضاد للإشعاع، في ظل تزايد المخاوف من وقوع حادث في المحطة.
وتسبب القتال الأخير في المنطقة في حدوث بعض الأضرار التي لحقت بالمحطة، إلا أنه لم يحدث رصد لأي زيادة في مستويات الإشعاع في المنطقة حتى الآن.
وقبيل مغادرته إلى محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا، كان كبير المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة قد صرح للصحافيين إنه على علم بـ "زيادة النشاط العسكري" في المنطقة، لكنهم يمضون قدماً في الزيارة على أي حال.
وقال رافاييل غروسي، الذي يرأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن أكبر المخاطر ستأتي عندما تعبر قافلة من المركبات المدرعة الحقول المحفورة في "المنطقة الرمادية" حيث لا يسيطر أي من الجانبين عسكرياً.
وقال للصحافيين قبيل مغادرته مدينة زابوريجيا متوجهاً إلى موقع المحطة النووية القريبة منها: "بالنظر إلى الإيجابيات والسلبيات، وبعد أن قطعنا شوطا بعيداً ، فإننا لن نتوقف".
اتهامات متبادلة
وكان غروسي يتحدث في الوقت الذي تتهم فيه أوكرانيا روسيا بقصف إنرهودار، البلدة المجاورة للمحطة.
واتهم كبير مساعدي الرئيس الأوكراني روسيا بالسعي إلى "تدمير" زيارة مفتشي الوكالة الدولية الطاقة الذرية إلى محطة زابوريجيا النووية، قائلاً إن روسيا قصفت المحطة مرة أخرى اليوم الخميس.
وقال رئيس البلدية، دميترو أورلوف، على تليغرام إن القوات الروسية "قصفت بلدة إنرهودار بقذائف الهاون منذ الفجر، واستخدمت أسلحة آلية وصواريخ" ونشر صوراً لمباني مدمرة يتصاعد الدخان فوقها.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت يوم الأربعاء إن "مجموعة تخريبية"، قالت أوكرانيا إنها هبطت بالقرب من محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا، قد دمّرت باستخدام طائرات الهليكوبتر، وذلك حسبما نقلت وكالة أنباء إنترفاكس.
ونقلت وكالة "ريا" للأنباء المملوكة للحكومة الروسية عن الوزارة قولها إن المجموعة شنت هجوماً من زورقين، وكلاهما تم إغراقه.
وشاهد مراسل رويترز في بلدة إنرهودار التي تسيطر عليها روسيا بالقرب من المفاعل نشاطاً عسكرياً متزايداً، اليوم الخميس، حيث يركض الجنود وتحلق المروحيات في سماء المنطقة.
وقال مراسلون إن مبنى سكنياً أصابته القذائف، ما أجبر الناس على الاختباء في الطابق السفلي.
وكان غروسي قد قال يوم الأربعاء إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستسعى إلى تثبيت "وجود دائم" لها في المحطة، لتجنب وقوع كارثة نووية في المنشأة الواقعة على خط المواجهة في القتال.
وقال "مهمتي منع وقوع حادث نووي، والحفاظ على أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا".
وتعرضت المنطقة المحيطة بالمنشأة، التي تقع على الجانب الجنوبي من نهر دنيبرو ، لقصف متكرر ما أثار مخاوف عالمية.
وتبادل الجانبان اللوم بشأن الهجمات في المنطقة.
واحتلت القوات الروسية المحطة منذ مارس/ آذار، واتهمت أوكرانيا روسيا بنشر مئات الجنود وتخزين الذخيرة هناك.
وأصرت كييف على وصول الفريق إلى المحطة عبر الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يوم الثلاثاء الماضي عقب اجتماعه مع غروسي: "من المؤسف أن روسيا لا توقف استفزازاتها، على وجه التحديد في الاتجاه الذي تحتاجه البعثة للسفر للوصول إلى المحطة".
وفي موسكو، اتهمت وزارة الدفاع الروسية كييف بـ "الاستفزازات المستمرة التي تهدف إلى تعطيل عمل بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، قائلة إنها قصفت المنطقة المحيطة بالمفاعل النووي يوم الثلاثاء، وأصابت مبنى يحتوي على "مجمع معالجة النفايات المشعة الصلبة".
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر