الدار البيضاء - جميلة عمر
وجهت الأجهزة الأمنية الأوربية ضربة موجعة، للمنظمات الدولية المتخصصة في تهريب البشر من المغرب صوب أوروبا مقابل مبالغ مالية خيالية، يتم دفعها من قبل المهاجرين غير النظاميين الأفارقة بالتقسيط، أو عبر استغلالهم جنسيا في أماكن مخصصة للدعارة في أوربا.
وتمكنت عناصر الأمن في إسبانية - حسب مصدر أمني - من القبض على منظمة إجرامية متخصصة في تهريب مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء من بلدانهم الأصلية، مرورًا بالمغرب، وصولا إلى إسبانيا.
وتمكنت هذه الشبكة، التي اعتقل 6 من أفرادها، في التسعة أشهر من هذه السنة، من تهريب عبر المغرب حوالي 500 مهاجر على متن قوارب الموات، انطلاقا من شمال المملكة أو جنوبها، عبر جزر الكناري
وكشف المصدر الأمني، أن كل مهاجر يمنح للمهربين ثلاثة ملايين سنتيم على شكل تسبيق في أفق أن يدفع
إليهم المبلغ الأجمالي عندما يصل إلى أوربا.
وأشار المصدر إلى أن معاناة المهاجرين الأفارقة تستمر بعد وصولهم إلى إسبانيا، إذ يستقبلهم هناك أعضاء،
منتمين إلى شبكة التهريب، ومستقرين هناك، حيث يحتجزونهم في بيوت مغلقة، وظروف لاإنسانية، في أفق تهريبهم، مرة أخرى، إلى فرنسا، وألمانيا، والسويد.وويقسم المهاجرون، من أجل تجنب لفت أنظار الأجهزة الأمنية إلى مجموعات، تتكون من 30 إلى 40 شخصًا.
وأظهر البحث الأولي أن هذه الشبكات اتخذت طرق جديدة لإيصال هؤلاء المهاجرين إلى الفردوس الذي يحلمون به، ويعتبرونه خلاصا لمأساتهم التي عاشوها في بلدانهم،
فبعدما كانت الشبكات تتخذ القوارب المطاطية، أبدعت طريقة جديدة وهي تنظيم رحلات سريعة على متن دراجة "جيت سكي". وتكون الانطلاقة من مدينة القصر الصغير نحو شاطئ طريفة، بالتراب الإسباني
ووفق المصدر ذاته، فإن الرحلة تستغرق قرابة 15 دقيقة ويتم نقل المرشح بمبلغ 40 ألف درهم (قرابة 4000 دولار)، وأن هذه الرحلات غالبا ما تتم تحت جنح الظلام، ويرتدي خلالها المرشح لباسا بلاستيكيًا قويًا، حتى لا تتبلل ملابسه ويبدو عاديا في ميناء طريفة عقب وصوله.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر