قال مؤسس شركة غولد أبولو التايوانية هسو تشينغ كوانغ إن الشركة لم تصنع أجهزة الاستدعاء "بيجر" التي استخدمت في التفجيرات في لبنان يوم الثلاثاء. و أكّدت التحقيقات إن صور أجهزة الاستدعاء المدمرة التي حللتها أظهرت شكلا وملصقات تتوافق مع أجهزة الاستدعاء التي صنعتها غولد أبولو٬ أكد هسو أن أجهزة الاستدعاء المستخدمة في الانفجار صنعتها شركة في أوروبا لديها الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية.
و قالت صحيفة نيويورك تايمز أن "الأجهزة التي انفجرت بأيدي عناصر حزب الله بصورة متزامنة.. أتت من تايوان وفخختها إسرائيل قبل أن تصل إلى لبنان".
وأضافت الصحيفة أن "إسرائيل عبثت بهذه الأجهزة قبل وصولها إلى لبنان من خلال زرع كمية صغيرة من المتفجرات بداخل كل منها"٬ بحسب مسؤولين صرحوا للصحيفة.
و أكّدت أوساط حزب الله إن "الأجهزة التي انفجرت وصلت عبر شحنة استوردها الحزب مؤخراً تحتوي على ألف جهاز٬ ويبدو أنه تم اختراقها من المصدر".
و أدانت وزارة الخارجية اللبنانية بأشد العبارات الهجوم السيبراني الذي تعرض له لبنان، معتبرة أن "الهجوم يترافق مع تهديدات إسرائيلية بتوسيع رقعة الحرب باتجاه لبنان على نطاق واسع، وتصلب المواقف الإسرائيلية الداعية الى مزيد من سفك الدماء، والدمار، والخراب" وفق البيان اللبناني.
وأوضحت الخارجية أنها باشرت في "تحضير شكوى إلى مجلس الأمن بخصوص الهجوم السيبراني فور اكتمال المعطيات الخاصة بالهجوم" والذي اتهمت اسرائيل بالوقوف وراءه.
وأكد متحدث باسم الخارجية الأمبركية أن الإدارة الأميركية "لم يكن لديها علم بالهجمات في لبنان"٬ موضحاً أنها تقوم بجمع المعلومات حول الحادثة في لبنان، ومشيراً إلى أن الفترة ما بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي شهدت العديد من الحوادث التي تهدد بزيادة خطر التصعيد في المنطقة.
وعبر المتحدث الأميريي عن قلق واشنطن من التصعيد في المنطقة، مجدداً دعوة إسرائيل للعمل على الوصول إلى حل دبلوماسي، بما في ذلك الدفع لوقف إطلاق النار في غزة كسبيل للتهدئة في شمال إسرائيل٬ على حد تعبيره.
من جانبها اعتبرت حركة حماس أن "استهداف مواطنين لبنانيين بتفجير أجهزة اتصالات في مناطق مختلفة من الأراضي اللبنانية، ومرافق مدنية وخدمية، ما أدى لإصابة الآلاف بين المواطنين، دون تفريقٍ بين المقاومين والمدنيين.. جريمة تتحدّى كافة القوانين والأعراف".
وحمّلت حركة حماس الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية كاملة" عن تداعيات ما اعتبرته "جريمة خطيرة تأتي في إطار العدوان الصهيوني الشامل على المنطقة" بحسب البيان.
و قالت حركة الجهاد الإسلامي إن تفجير أجهزة اتصال يستخدمها عناصر لحزب الله اللبناني، يشكل "عملية غادرة نفذتها أجهزة الأمن الإسرائيلية٬ وجريمة حرب موصوفة، ألحقت أضراراً بالغة بعدد كبير من المدنيين الآمنين داخل بيوتهم عن نية غدر مبيتة".
و أوضحت الحركة في بيان لها إنها على "ثقة تامة بأن المقاومة الإسلامية في لبنان وسوريا قادرة على امتصاص هذه الضربة الغادرة واحتواء نتائجها سريعاً، وسترد على العدو بما يتناسب مع حجم الجريمة واستهداف المدنيين داخل بيوتهم"، وفقا لنص البيان.
ووجه الملك الأردني عبدالله الثاني بتقديم أي مساعدات طبية يحتاجها القطاع الطبي اللبناني لمعالجة الآلاف من المواطنين اللبنانيين الذين أصيبوا في عملية التفجير الجماعي في لبنان، حسبما أعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الأردنية أيمن الصفدي.
وأكد الصفدي خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي على "وقوف الأردن مع أمن لبنان وسيادته واستقراره وتضامنه معه ومع الشعب اللبناني"، مشدداً على "ضرورة وقف التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، عبر الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة والتصعيد في الضفة الغربية والتزام قرار مجلس الأمن 1701"، ومشيراً إلى إدانة الأردن ورفضه لكل عمل يهدد أمن لبنان واستقراره وسلامة مواطنيه.
وفي العراق، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إن "التهديدات والاعتداءات المستمرة التي يرتكبها الكيان الغاصب، والتهديد بشنّ حرب واسعة على لبنان، هي أمور تستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً"، موجهاً بإرسال طواقم طبية عراقية وفرق طوارئ إلى لبنان حسبما نقلت وكالة الأنباء العراقية.
كما أعلنت كتائب حزب الله العراقي، "وضع كافة إمكانياتها بيد حزب الله في لبنان"٬ وقالت الكتائب في بيان لها، إنها مستعدة لإرسال من سمتهم "المجاهدين" والمعدات والدعم، سواء كان على المستوى الفني أو اللوجيستي على حد تعبيرها.
وجدّد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي تحذير بلاده مما وصفه بـ "خطورة التصعيد الإقليمي في المنطقة والانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة".
و قال الوزير المصري، وفقاً لبيان للخارجية المصرية، على أن "التطورات الخطيرة والمتسارعة التي تشهدها منطقة جنوب لبنان، تعد مؤشراً واضحاً على أن المنطقة بصدد منعطف خطير جراء تصرفات أحادية غير مسئولة ومتهورة، والتي ستؤدي إلى تبعات ستلقي بظلالها على استقرار المنطقة بأسرها"، مؤكداً على "الأهمية البالغة لمنع التصعيد، وهو ما يتحقق بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وسرعة التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن والأسرى والنفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية والطبية للقطاع".
وحذّرت الأمم المتحدة من أن ما جرى في أنحاء مختلفة من لبنان، يشكل "تصعيداً مقلقاً للغاية" بعد نحو عام من الحرب في غزة.
وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت في بيان لها، إن "أحداث اليوم تشكل تصعيداً مقلقاً للغاية في ظلّ سياق قابل للاشتعال بشكل غير مقبول"، مطالبة "جميع الأطراف المعنيّة بالامتناع عن أيّ تصعيد إضافي أو خطابات عدائية قد تؤدي إلى نشوب نزاع أوسع لا يستطيع أي طرف تحملّه".
بعد الشبهات التي حامت حول شركة تايوانية عرّفها مسؤولون مطلعون بأنها مصدر شحنة أجهزة البيجر التي تفجرت بشكل متزامن أمس في عدة مناطق بلبنان تحمل علامتها التجارية، لكن الإنتاج تم بالاستعانة بمصادر خارجية. وقال هسو تشينغ كوانغ، مؤسس شركة جولد أبوللو التايوانية، للصحافيين اليوم الأربعاء إن أجهزة المناداة (البيجر) التي انفجرتليست من تصنيع الشركة، بل صنعتها شركة في أوروبا. وأضاف أن تلك الشركة الأوروبية تملك الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية.
و نفت وزارة الاقتصاد التايوانية، وجود سجل للتصدير المباشر إلى لبنان، مضيفة أن الشركة المصنعة لـ "البيجر" ترجح إدخال تعديل على الأجهزة بعد تصديرها.
شركة بي. إيه.سي كونسلتينج في المجر
وفي بيان لاحق اليوم كشفت "غولد أبوللو" أن شركة بي. أيه.سي كونسلتينج، ومقرها العاصمة المجرية بودابست، لديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية وصنعت طراز أجهزة الاتصال اللاسلكية (البيجر) المستخدمة في التفجيرات.
كما أضافت أن "طراز جهاز البيجر أيه.آر-924 يتم إنتاجه وبيعه بواسطة بي.أيه.سي".
شحنة جديدة من 3000 جهاز
أتى هذا النفي بعدما كشف مسؤولون أميركيون أن أجهزة "البيجر" المتفجرة هذه طلبها حزب الله من تايوان، لكن تم العبث بها قبل وصولها إلى لبنان.
كما أوضحوا أن المواد المتفجرة التي دست في تلك الأجهزة تزن حوالي أونصة إلى اثنتين، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز". وبينوا أن حزب الله اشترى من شركة "جولد أبوللو" ثلاثة آلاف جهاز بهدف توزيعها على أنصاره.
إصابة نحو 3000
وقُتل تسعة أشخاص على الأقل وأصيب ما يقرب من ثلاثة آلاف عندما انفجرت الأجهزة التي يستخدمها عناصر حزب الله على نطاق واسع بشكل متزامن.
فيما خلفت تلك الهجمات حالة من الهلع في مناطق عدة، بينها الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب المدعوم إيرانياً، فضلا عن بعض المناطق في البقاع (شرق البلاد)، بالإضافة إلى النبطية وصور وصيدا في الجنوب.
من جهته توعد حزب الله بالرد، متهماً إسرائيل بالوقوف وراء هذا الهجوم غير المسبوق.
يذكر أن هذا الاختراق الذي وصف بالأكبر على الإطلاق منذ تفجر الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، وما استتبعها من مواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، أتى بعد أن ذكرت مصادر لبنانية مطلعة قبل أشهر (منذ يوليو الماضي) أن حزب الله بدأ باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل، بهدف تفادي محاولات الاغتيال التي طالت عددا من كبار قيادييه في الفترة الماضية.
فيما لا يزال حزب الله يحاول اكتشاف خفايا التفجيرات المتزامنة التي طالت أجهزة عناصره بمناطق مختلفة في لبنان أمس، مخلفة مئات المصابين، لوح بالرد على إسرئيل.
فقد تعهّد في بيان، اليوم الأربعاء، "بمواصلة" عملياته العسكرية ضدّ إسرائيل إسنادا لحركة حماس في قطاع غزة.
"حساب آت"
وقال الحزب في بيان إنّ وحداته "ستواصل اليوم كما في كل الأيام الماضية عملياتها"، مشدّدا على أنّ "هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم على مجزرته يوم الثلاثاء"، وفق تعبيره.
كما أردف أن الرد "حساب آخر وآتٍ ..".
2800 مصاب
جاءت هذه التهديدات بعدما ارتفع عدد المصابين بالتفجيرات التي طالت أجهزة النداء اللاسلكية البيجر، التي يستخدمها عناصر حزب الله على نطاق واسع، فضلا عن بعض أطقم القطاع الصحي، إلى 2800، فيما قتل 9 أشخاص، وفق ما أكدت وزارة الصحة اللبنانية.
في حين كشفت عدة مصادر مطلعة أن الحزب استقدم شحنة البيجر هذه خلال الأيام الماضية من شركة غولد أبوللو التايوانية. إلا أن الشركة عادت وأكدت أن الأجهزة التي تفجرت تحمل بالفعل علامتها لكنها صنعت من قبل شركة في أوروبا.
كما أفادت بعض المصادر الاستخباراتية أن إسرائيل خططت لهذا الهجوم قبل فترة، في حال اندلعت حرب شاملة مع الحزب. لكن شكوك 2 من عناصر حزب الله باحتمال وجود اختراق لتلك الأجهزة سرع تنفيذ العملية، التي وصفت بأنها تاريخية، والأكبر على الإطلاق.
وكان مصدر من الحزب المدعوم إيرانياً أكد أمس أن هذا الخرق يعد الأكبر على الإطلاق، لافتاً إلى أن النحقيقات بدأت داخل حزب الله لمعرفة التفاصيل.
فيما مثل هذا الهجوم الدقيق باستخدام أدوات قديمة إلى حد كبير، نجاحاً كبيرا لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بعد اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في نهاية يوليو الماضي في طهران.
يذكر أن هذا الاختراق أتى بعدما ذكرت مصادر لبنانية مطلعة قبل أشهر (منذ يوليو الماضي) أن حزب الله بدأ باستخدام الرموز في الرسائل وخطوط الهواتف الأرضية وأجهزة البيجر لمحاولة التهرب من تكنولوجيا المراقبة المتطورة لإسرائيل، بهدف تفادي محاولات الاغتيال التي طالت عدداً من كبار قيادييه في الفترة الماضية.
قد يهمك أيضــــاً:
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر