الدار البيضاء : جميلة عمر
اهتزت مدينة الرشيدية على وقع جريمة قتل بشعة، أبطالها كانت الزوجة والابن الجامعي، والسبب كان هو أن العائلة سئمت من رب العائلة المدمن على الخمر وإهماله الإنفاق على أسرته، إضافة إلى عربدته المتكررة، والتي كانت تثير احتجاج الجيران، وحسب مصادر أمنية، عاد الأب الأربعاء، إلى بيته في ساعة متأخرة من الليل وهو في حالة سكر بين، وكعادته أخذ يعربد أمام باب المنزل ويصرخ ويسب بكلام نابي، ساعتها خرج الجيران يحتجون ويطلبون إدخاله إلى البيت ومحاولة إسكاته .
وخرج الابن البالغ من العمر 20 عاما، والذي يدرس في معهد للتجارة في مكناس، مطأطأ الرأس أمام الجيران، محتشم من فعلة والده، فقام بإدخاله بالقوة إلى داخل البيت، فأخذ يحتج عليه خاصة و أنه تركهم في صباح ذلك اليوم دون أن يصرف على عائلته، وفضل الخمر على أبنائه، كما أنه رفض طلب ابنه بمنحه مصاريف التسجيل في معهد التجارة في مكناس، فتطور الأمر إلى تلاسن، بعدها حاول الأب خنق ابنه الطالب فتدخلت الزوجة (البالغة من العمر 45 عاما) التي أخذت عصا خاصة بالتنظيف ووجهت له ضربة في الرأس .
حاول الضحية مقاومة زوجته ناعتا إياها بأقبح النعوت ، فقام ابنه بضربه ضربة قوية في الرأس ليسقط مضرجا في دمائه، فتم نقله إلى غرفة في المنزل، وتركاه هناك، ومن كثرة الغيظ و إحساسهما بــ" الحكرة" وما تعرضت له العائلة من تعذيب وقهر، تركاه في غرفة النوم، وحين تأكد للزوجة على أنهلازال على قيد الحياة أحضرت قنينة غاز صغيرة، وسربت غاز البوتان بالغرفة إلى أن مات الضحية اختناقا.
وأكدت المصادر أن جثة الضحية ظلت ليوم كامل في غرفة المنزل إلى أن اكتشفها الابن الأصغر، فأخبر والدته وشقيقه بالأمر، اللذين أشعرا الشرطة، التي حلت إلى المنزل، وبعد معاينة الجثة، تم نقلها إلى مصلحة الطب الشرعي لتشريحها، وحاول الابن ووالدته تضليل العدالة بالادعاء أنهما لم يعاينا قدوم الضحية إلى المنزل، إلى أن عثرا عليه ميتا بالغرفة، مرجحين أنه تعرض لاعتداء من قبل بعض رفاقه الذين يحتسي معهم الخمر بسبب خلاف ما.
لكن الصدمة كان كبيرة حين كشف الابن الأصغر للشرطة الحقيقة، على أن والده مدمن على الخمر، وأنه دخل في نزاع مع شقيقه الأكبر، كما اعترف لهم بكل الوقائع، مؤكدا أن شقيقه ووالدته هما من قتلاه، أمام هذه التصريحات، قام رجال الأمن بمواجهة الزوجة وابنها مع ابنها القاصر، فظهر عليها الارتباك، لتنهار باكية، وتعترف أنها هي من قتلت زوجها، بعد أن وجهت له ضربة في الرأس، إلا أن المحققين واجهوها أنه من الصعب عليها توجيه ضربة بمثل تلك القوة، فانهار الابن هو الآخر وأقر أنه هو من اعتدى على والده، وتكلفت الأم بخنقه بغاز البوتان.
كما اعترفت الأم أن سبب تورطها وابنها في الجريمة يعود إلى معاناتها الدائمة من سلوكات الزوج، المدمن على شرب الخمر، إذ كان يعتدي عليها جسديا، ويجبرها على عدم مغادرة المنزل، والأكثر من ذلك أنه لا ينفق على أسرته، ما جعلهم يشعون جحيما لايطاق، مؤكدة على أنها لم تكن لها نية قتله ولكنه هو من حاول خنقها والاعتداء على ابنها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر