الحوثيون يقاتلون بقوة للاحتفاظ بالمناطق التي تسيطر عليها في صعدة
آخر تحديث GMT 15:56:46
المغرب اليوم -

من خلال قيامها بزراعة الآلاف من الألغام لمنع تقدم القوات اليمنية

الحوثيون يقاتلون بقوة للاحتفاظ بالمناطق التي تسيطر عليها في صعدة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الحوثيون يقاتلون بقوة للاحتفاظ بالمناطق التي تسيطر عليها في صعدة

عناصر الميليشيات الحوثية
صنعاء - عبد الغني يحيي

أعلنت مصادر عسكرية يمنية ميدانية، أن الميليشيات الحوثية باتت تستميت من أجل الاحتفاظ بالمناطق التي تسيطر عليها في جبهات صعدة والساحل الغربي من خلال قيامها بزراعة عشرات الآلاف من الألغام، باعتبار ذلك السلاح الأثير للجماعة لإعاقة تقدم قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية المساندة له. وذكرت المصادر أن عناصر الميليشيات الحوثية لجأت في الأسابيع الأخيرة إلى زراعة آلاف الألغام في مناطق البرح ومقبنة وموزع غربي محافظة تعز لإعاقة تقدم القوات الحكومية والألوية العسكرية التي يقودها العميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

ويزرع الحوثيون الألغام من دون وجود خرائط، مما يفاقم عملية انتزاعها لاحقا، وهي طريقة انتحارية في كافة الأعراف الدولية والقانونية والإنسانية. ورجحت المصادر أن الجماعة الحوثية تهدف من خلال تكثيف زراعة الألغام سواء الفردية أو المضادة للآليات، إلى إبطاء تحرك القوات الحكومية والاستماتة دون تحقيق أي انتصار سريع، إلى جانب سعيها لالتقاط المدة المستغرقة لتعقب الحقول العشوائية للألغام المزروعة لإعادة ترتيب صفوف عناصرها.

وفي الوقت الذي ترفض الميليشيات الحوثية الإصغاء إلى النداءات العالمية المتصاعدة التي تجرم زراعة الألغام لما تسببه من تهديد مباشر لأرواح المدنيين، أفادت تقارير يمنية محلية بأن عناصر الجماعة لجأوا في الأسابيع الأخيرة إلى زرع آلاف الألغام في أنحاء المديريات الساحلية الواقعة تحت قبضة الجماعة، جنوبي محافظة الحديدة، في سياق استعدادها للمعركة المرتقبة التي تعد لها القوات الحكومية لاستكمال تحرير الحديدة.

وذكرت التقارير أن الألغام الحوثية لم تستثن مديرية زبيد التي يضم مركزها واحدة من أقدم مدن التراث الإنساني في اليمن والمدرجة ضمن التصنيف العالمي للمنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) حيث زرع عناصر الجماعة المئات من ألغامهم في حقول متفرقة تطوق أبنية المدينة، دون اكتراث لما يمكن أن ينجم عنه انفجارها من آثار كارثية على المباني الأثرية المبنية من الطين.

وتسود ترجيحات في أوساط القوات الحكومية بأن انفجار أحد الألغام الحوثية المزروعة في المناطق المحررة ما بين مديريتي حيس والخوخة في الساحل الغربي كان المتسبب قبل ثلاثة أيام في مقتل القائد في المقاومة التهامية المساندة للقوات الحكومية حسن دوبلة ومرافقيه بعدما أصاب السيارة التي كان تقلهم. وأفادت مصادر حكومية يمنية، بأن لغما حوثيا آخر مضادا للأفراد أدى الثلاثاء الماضي، إلى مقتل امرأة وطفلها في إحدى القرى الواقعة غرب تعز، إذ كانت الميليشيات قامت بزرعه جوار خزان عام لمياه الشرب.

وذكرت المصادر أن الأم اليمنية تدعى صباح سلطان سيف وتبلغ من العمر 30 عاما، في حين يبلغ طفلها معاذ العباسي الخامسة من عمره، حيث كانا قبل انفجار اللغم ومقتلهما في مهمة لجلب الماء لأفراد الأسرة. وبحسب تصريحات مصادر عسكرية في الجيش اليمني فإن عناصر الميليشيات الحوثية يقومون بتمويه الألغام المزروعة على هيئات مختلفة، إمعانا في تصعيب مهمة نزعها والعثور عليها من قبل الفرق الخاصة بنزع الألغام، ما يجعل منها قنابل موت مؤجلة تنتظر ضحاياها من الأطفال والنساء المدنيين.

وكان مدير المركز الوطني اليمني لمكافحة الألغام العميد الركن أمين العقيلي صرح رسميا قبل أيام، بأن الميليشيات الحوثية زرعت نحو 500 ألف لغم خلال ثلاث سنوات، ما يجعل من هذا الرقم في استخدام الألغام على مستوى بلد واحد هو الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية. وأشار العقيلي في التصريح الذي نقلته عنه وكالة "سبأ" الرسمية إلى أن بلاده اليمن، هي أكثر بلدان المنطقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعرضا لكارثة زرع الألغام، التي قال إنها تشكل بكمياتها المهولة خطرا مستداما على حياة المدنيين.

وقال المسؤول اليمني إن القوات الحكومية والتحالف الداعم لها تمكنت من نزع 300 ألف لغم من المناطق المحررة من الميليشيات الحوثية خلال الثلاثة الأعوام الماضية، إذ نزعت الفرق المتخصصة على سبيل المثال، نحو 40 ألف لغم في مأرب و16 ألف لغم من جزيرة ميون الواقعة في باب المندب. وكانت الفرق المتخصصة في الجيش اليمني أعلنت أنها نزعت أكثر من 6 آلاف لغم من الأجزاء المحررة في مدينة ميدي، إضافة إلى نزع مئات الألغام البحرية التي زرعها الحوثيون في قبالة السواحل والجزر اليمنية المتاخمة في البحر الأحمر.

وطبقا لتصريحات المسؤولين في الجيش اليمني فإنه لا يكاد يمر يوم دون أن تتمكن الفرق الخاصة من نزع ما بين 200 إلى 300 لغم حوثي بخاصة في جبهات الساحل الغربي وصعدة، حيث باتت تشتد المعارك ويضيق الخناق على عناصر الميليشيات. وفي تقرير سابق لمركز "أبحاث التسليح في الصراعات" ومقره لندن، كشف عن استخدام الحوثيين لعبوات ناسفة على شكل صخور، وهو ما يشير إلى أوجه تشابه مع قنابل أخرى استخدمها حزب الله في جنوب لبنان ومتمردون في العراق والبحرين، الأمر الذي يؤكد وجود اليد الإيرانية في تقديم الخيرات اللازمة للحوثيين من أجل صناعة الألغام محليا.

وبحسب أحدث تقرير رسمي لوزارة حقوق الإنسان اليمنية، أدت الألغام الحوثية المزروعة في المناطق المحررة إلى مقتل 440 شخصا جلهم من النساء والأطفال إلى جانب 560 إصابة متنوعة، في الوقت الذي لا تزال أعداد غير معروفة من الألغام الحوثية المزروعة دون خرائط، مصدر تهديد للمئات من المدنيين، على حد ما ذكره التقرير.

وسبق للحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها، توجيه انتقادات شديدة، للأمم المتحدة، لجهة قيامها بمنح الميليشيات الحوثية في صنعاء 14 مليون دولار لحجة التوعية بمخاطر الألغام التي تقوم في الأساس الجماعة الحوثية بزرعها، وهو ما أثار المخاوف حول استغلال الميليشيات للمبلغ الأممي لصناعة وتطوير المزيد من الألغام التي تعدها السلاح الأثير لديها في مواجهة القوات الحكومية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحوثيون يقاتلون بقوة للاحتفاظ بالمناطق التي تسيطر عليها في صعدة الحوثيون يقاتلون بقوة للاحتفاظ بالمناطق التي تسيطر عليها في صعدة



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 06:44 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 04 فبراير / شباط 2024

GMT 12:48 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يتلقي حصة تدريبية خفيفة بعد هزم الأردن

GMT 04:10 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الروسي حبيب نورمحمدوف يوجه رسالة للمسلمين

GMT 16:57 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاح كورونا سيكون مجانًا للجميع في المغرب تحت إشراف "الصحة"

GMT 23:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

حظر التجول في جميع الولايات التونسية ابتداء من الثلاثاء

GMT 12:59 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

العلماء يكتشفون آثار ماء على سطح كويكب "بينو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib