تونس - حياة الغانمي
رصدت الأجهزة الأمنية المختصة في تونس بالتنسيق مع أجهزة عربية أخرى تخطيط جماعات إرهابية موجودة في ليبيا لتكرار سيناريو هجوم بن قردان الإرهابي. وحسبما تم رصده من معطيات، فإن جماعات إرهابية موجودة في ليبيا غيرت أخيرا من مواقعها بعد سيطرة الجيش الوطني الليبي على مدن جديدة في الجنوب والوسط، وعمدت هذه الجماعات إلى الهروب من «الجفرة» و«درنة» و«سبها» والتوجه إلى مساحات لا تبعد أكثر من 30 كيلومترا على الحدود التونسية، وهي بصدد التجمع بصفة يومية منذ أسابيع قليلة.
كما أن هذه الجماعات بدأت في تكرار ما حصل سابقا قبل هجوم بن قردان الإرهابي، إذ أنها تقحم سيارات تهريب إلى داخل عمق التراب التونسي وتدخل في مواجهات نارية مباغتة مع قوات الجيش والأمن الوطنيين ثم تعود أدراجها بسرعة إلى ليبيا. وحسبما تم رصده من معطيات فإن هذه الجماعات باتت الآن على وشك تنفيذ هجوم واسع على احدى بوابات الجنوب التونسي، وبعدد أكبر من العدد الذي هوجمت به بن قردان وبأسلحة أكثر تطورا أيضا.
وأفادت معطيات مؤكدة، بأن هذه الجماعات تجد دعما قويا من جهات تونسية لإنجاح هجومها المرتقب. وبتاريخ 7 اذار 2016 تعرضت مدينة بن قردان التونسية, الحدودية مع ليبيا, إلى هجوم إرهابي نوعي استهدف ثكنة الجيش ومنطقة الأمن, مع تنفيذ عمليات اغتيالات عشوائية في الشارع استهدف قوات الأمن والجيش والمواطنين, لتنجح القوات المسلحة التونسية مدعومة بالمواطنين في التصدي للهجوم.
وأوقعت القوات المسلحة التونسية هزيمة كاسحة بالمجموعة الإرهابية التي هاجمت بن قردان بقتل 55 عنصرا منها, أغلبهم من القيادات, والقبض على 50 آخرين. ومثل التصدي الناجع و النوعي للقوات المسلحة التونسية لهجوم بن قردان ضربة قاصمة لتنظيم داعش الإرهابي, خاصة بالقضاء على جميع القيادات الإرهابية التي خططت للهجوم.
وأعلنت السلطات التونسية آنذاك أن هجوم بن قردان كان يهدف إلى إقامة إمارة داعشية في بن قردان الإرهابي. ومع وجود عدد كبير من القيادات التونسية في الصفوف الأمامية لتنظيم “الدولة الإسلامية” في مدن ليبية مثل صبراتة وسرت وبني وليد، فإن إيجاد موطئ قدم في تونس يبدو نصب أعين هؤلاء القيادات.
وبدستورها الحداثي وانتخاباتها الحرة وتاريخها العلماني، باتت تونس هدفاً معلناً لجماعات متطرفة من بينها تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يسعى لضرب ديمقراطيتها الناشئة بعد سبع سنوات على ثورة الحرية والكرامة..
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر