تجاوزت حصيلة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا الإثنين 21 ألف قتيل، وفيما توالى وصول فرق الإنقاذ والمساعدات الإنسانية من دول مختلفة إلى تركيا، دخلت أمس الخميس أولى القوافل إلى شمال غرب سوريا من معبر باب الهواء الحدودي. إلى ذلك تتواصل عمليات البحث للعثور على ناجين في أجواء من البرد الشديد، مع تضاؤل فرص إنقاذهم بعد مرور أربعة أيام على الزلزال. من جهة أخرى قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، إن قيمة الأضرار جراء الزلزال في تركيا وسوريا قد تصل إلى 4 مليارات دولار. أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية (يو إس آيد) الخميس أن الولايات المتحدة ستقدّم مساعدة بقيمة 85 مليون دولار إلى تركيا وسوريا بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب البلدين الاثنين.
وقالت الوكالة في بيان إن التمويل سيُسدّد لشركاء على الأرض "بهدف تقديم المساعدة الطارئة الضرورية إلى ملايين الأشخاص".
وأضافت ان التمويل سيدعم أيضًا تأمين مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي لمنع تفشي الأوبئة.
يأتي ذلك بعدما أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في وقت سابق الخميس اتصالا بنظيره التركي مولود تشاوش أوغلو لمناقشة حاجات تركيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس لصحافيين "نحن فخورون بالانضمام إلى الجهود العالمية لمساعدة تركيا مثلما سبق أن ساهمت تركيا في كثير من الأحيان عبر خبرائها في عمليات الإنقاذ الإنساني لدول عدة أخرى".
وأفاد مسؤولون بأن الولايات المتحدة أرسلت فرق إنقاذ إلى تركيا، فيما تقدم المساعدة في سوريا عبر شركاء محليين لأن واشنطن ترفض التعامل مع الرئيس بشار الأسد وتطالب بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات خلال الحرب الأهلية.
أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الخميس عبر حسابه على موقع تويتر أنه "في طريقه" الى سوريا التي تعرضت وتركيا المجاورة الاثنين، لزلزال عنيف تجاوزت حصيلته حتى الآن عشرين ألف قتيل. وكتب تيدروس أدهانوم غيبرييسوس "أنا في طريقي إلى سوريا حيث تدعم منظمة الصحة العالمية الخدمات الصحية الأساسية في المناطق التي ضربها الزلزال الأخير، استنادا إلى عملنا في البلاد منذ وقت طويل".
في الأثناء، أعلنت الأمم المتحدة أن مساعد الامين العام للشؤون الانسانية ومنسق المساعدات الطارئة مارتن غريفيث سيتوجه الى تركيا وسوريا نهاية الاسبوع.
وسيزور غريفيث غازي عنتاب في جنوب تركيا وحلب في شمال غرب سوريا. وسيلتقي خلال زيارته ايضا "السلطات في العاصمة السورية دمشق".دخلت الخميس أول قافلة مساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال سوريا في اليوم الرابع من عمليات الإنقاذ في تركيا وسوريا حيث خلّف الزلزال أكثر من 20 ألف قتيل.
وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية الأربعاء في مؤتمر صحافي أنه "في ظل الظروف المناخية والهزات الارتدادية المستمرة، نخوض سباقا مع الزمن لإنقاذ الأرواح".
أعلن البنك الدولي الخميس عن مساعدات بقيمة 1,78 مليار دولار لتركيا دعما لجهود الإنقاذ والتعافي بعد الزلزال الضخم الذي هزّها وسوريا المجاورة وأسفر عن سقوط أكثر من 20 ألف قتيل.
وقال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس في بيان "نقدّم مساعدة فورية ونُعّد لتقييم سريع للاحتياجات الميدانية العاجلة والهائلة".
٩/٢/٢٠٢٣ ٠٨:٢٩ م
الزلزال يحصد أرواح 20 ألف شخص على الأقل في تركيا وسوريا
قضى أكثر من 20 ألف شخص جراء الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا الاثنين، بحسب حصيلة رسمية نشرت مساء الخميس.
وأفادت هيئة إدارة الكوارث التركية أنه تم انتشال 17 ألفا و134 جثة من تحت الأنقاض إلى الآن، فيما تم إحصاء 3162 جثة في سوريا في شكل رسمي، ما يرفع عدد القتلى إلى 20 ألفا و296.
دخلت أول قافلة مساعدات بعد الزلزال المدمر، الخميس إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال سوريا، وفق ما أفاد مسؤول في المعبر الحدودي بين سوريا وتركيا ومراسل وكالة فرانس برس.
وقال المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا مازن علوش لوكالة فرانس برس: "دخلت اليوم أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة بعد أربعة أيام من الزلزال"، مشيراً إلى أنه كان من المتوقع وصولها قبل وقوع الكارثة. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس عند المعبر قافلة من ست شاحنات فقط تعبر إلى سوريا، وتضم بشكل أساسي مستلزمات خيم وأدوات تنظيف.
في مدينة غازي عنتاب التركية المنكوبة (جنوب) هبطت درجات الحرارة إلى 5 درجات مئوية دون الصفر في ساعة مبكرة من صباح الخميس. ويقوم أحد عمال الإغاثة بالحفر للوصول إلى صبي علق تحت الأنقاض في الثامن من شباط/فبراير 2023 في كهرمان مرعش بتركيا، بعد يومين من وقوع زلزال قوي.
واستقبلت قاعات للألعاب الرياضية ومساجد ومدارس ومتاجر ناجين خلال الليل. لكن عدد الأسرّة ضئيل جدا ويمضي آلاف الأشخاص لياليهم داخل سيارات أو في ملاجئ مؤقتة.
وقال أحمد حسين الأب لخمسة أولاد إن "أطفالنا تجمدوا". وقد اضطر لبناء ملجأ بالقرب من منزله المدمر في غازي عنتاب القريبة من مركز الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات وضرب المنطقة الإثنين.
في مواجهة الانتقادات، اعترف الرئيس رجب طيب أردوغان أثناء تفقده المنطقة بوجود ثغرات. وقال: "بالطبع هناك أوجه قصور والاستعداد لكارثة من هذا النوع أمر مستحيل".
منذ وقوع الزلزال، اعتقلت الشرطة التركية حوالى 12 شخصاً بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، تنتقد طريقة تعامل الحكومة مع الكارثة. وقد تعذر فتح موقع تويتر لخدمات الهاتف المحمول التركية ليل الأربعاء الخميس قبل أن تعود الخدمة، على خلفية هذه الانتقادات.
وكتب إيلون ماسك رئيس تويتر في تغريدة الخميس (مساء الأربعاء بتوقيت واشنطن) أن الشبكة "أبلغت من قبل الحكومة التركية بأنه سيتم إعادة تشغيلها قريبا".
وفي مرآب المستشفى الرئيسي في أنطاكية تمر رانيا زعبوبي بين الجثث الممددة على الأسفلت. وفي الظلام والبرد، تفتح أكياس الجثث الواحد تلو الآخر بحثا عن عمها الذي فُقد في الزلزال القوي. وقالت بصوت مضطرب "وجدنا عمتي لكن ليس عمي"، وفقدت هذه اللاجئة السورية ثمانية من أفراد عائلتها في هذه المأساة. ويقوم ناجون آخرون بفحص الجثث المصفوفة، ويبدو أحيانا أنهم على وشك أن يغمى عليهم.
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن عدد الذين تضرروا بالزلزال قد يبلغ 23 مليون شخص، بما في ذلك في سوريا، بينهم نحو خمسة ملايين في وضع هش. وفي المناطق التي تأخر وصول المساعدات إليها، يشعر الناجون بأنهم مهملون. في جنديرس الواقعة في منطقة تسيطر عليها فصائل المعارضة في سوريا "حتى المباني التي لم يؤد الزلزال إلى انهيارها أصيبت بأضرار بالغة"، على حد قول حسن أحد السكان، الذي طلب عدم ذكر اسم عائلته.
واضاف أن "هناك بين 400 و500 شخص عالقون تحت كل مبنى منهار يحاول عشرة أشخاص فقط إخراجهم ولا تتوفر آليات". وفي قرية بسنايا على الحدود مع تركيا، يزيل مالك إبراهيم الأنقاض بلا كلل بحثًا عن ثلاثين من أفراد عائلته عالقين تحت الأنقاض. وقد تم انتشال عشر جثث حتى الآن. وقال هذا الرجل البالغ من العمر 40 عاما: "هناك عشرون شخصًا عالقين تحت الأنقاض. ليست هناك كلمات تكفي.. إنها كارثة. ذكرياتنا دفنت معهم"، وأضاف قوله: "نحن شعب منكوب بكل معنى الكلمة".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر