أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن اتفاقه مع الأمين العام للجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، على عقد القمة الروسية العربية في مدينة مراكش المغربية خلال شهر ديسمبر القادم.وبحسب الموقع الرسمي للخارجية الروسية فإن “القمة الروسية العربية تشكل منطلقا هاما للتعاون العربي الروسي”، موردا أن “آخر قمة تم عقدها كانت سنة 2019 بموسكو، لكن جائحة كوفيد-19 عقّدت إقامتها من جديد”.
وأورد المصدر ذاته أن “الجانبين عبرا خلال محادثاتها عن عزمهما المشترك عقد القمة الروسية العربية في المغرب بمراكش خلال شهر ديسمبر من السنة الجارية”.
وسبق أن شهد موعد هاته القمة “غموضا كبيرا”، إذ كان من المقرر عقدها بعد رفع القيود الصحية لجائحة كورونا، قبل أن تشهد طلب روسيا تأجيلها إلى أجل مسمى، في وقت بررت ذلك تقارير متطابقة بـ “وجود أزمة صامتة بين الرباط وموسكو”.
ورغم تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية حافظت موسكو والرباط على علاقاتهما، أبرز تجلياتها الحضور “الوازن” للمملكة في القمة الروسية الإفريقية الأخيرة، فيما يرتقب أن يتم الدفع بهاته العلاقات إلى مستويات متقدمة بانعقاد القمة مع الدول العربية في مراكش.
أكثر من إشارة
عباس الوردي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، يرى أن “انعقاد هاته القمة في مراكش في هذا الوقت بالذات فيه أكثر من إشارة، أولها استمرار العلاقات الإستراتيجية التي تجمع المملكة المغربية بروسيا”.
وأضاف الوردي أن “روسيا تواصل حيادها الإيجابي حيال القضية الوطنية، ولم يثبت عليها اللعب وراء الستار أو إخراج تصريحات متناقضة”، مشيرا إلى أن “سياسة الرباط ساهمت في ذلك من خلال تطبيق مبدأ الشراكات المتنوعة مع الأطراف الدولية”.
ولفت أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط إلى أن “هاته السياسة المنفتحة دائما ما تعطي ثمارها، وتصريح لافروف يمنح الثقة التي تضعها موسكو في الرباط من أجل بناء سبل التعاون وتنمية العلاقات”.
“انعقاد القمة في مراكش له إشارة إلى دعم المغرب في فترة ما بعد الزلزال، وأيضا يعد اعترافا بالمكانة الإستراتيجية التي تلعبها المدينة في احتضان التظاهرات العالمية، على غرار اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي السنوية”، يقول المتحدث ذاته.
وخلص الوردي إلى أن “انعقاد هاته القمة يجسد التوجه الجديد لروسيا لعقد علاقات محترمة وبناءة مع مختلف الفرقاء الدوليين، أبرزهم المملكة المغربية”.
السياق الإيجابي ساهم في تحديد الموعد
من جانبه سجل محمد نشطاوي، خبير في العلاقات الدولية، أن “السياق الإيجابي الذي ذهبت فيه العلاقات بين الرباط وموسكو، رغم تداعيات الحرب في أوكرانيا، عجلت بانعقاد القمة الروسية العربية في مراكش”.
وأضاف نشطاوي لهسبريس أن “التعاون بين الطرفين استمر في تصاعد مهم، من خلال استمرار التعاون الاقتصادي، وأيضا توافد السياح الروس على المملكة”.
وبحسب المتحدث ذاته فإن “انعقاد هاته القمة يأتي في إطار جهود روسيا لإقرار نظام عالمي جديد، بدأت ملامحه في الظهور خلال قمة بريكس الأخيرة”.
وبخصوص مسألة حضور الجزائر إلى هاته القمة شدد الخبير في العلاقات الدولية على أن “هذا الأمر يسائلها، هل ستتجاوز عقيدة العداء، وتجلس مع وفود القمة المرتقبة من أجل بحث مواضيع التعاون؟”.
كما اعتبر نشطاوي أن “هاته القمة لا يجب أن تحمل أي أفكار صبيانية من الجزائر، بل يجب أن تنحصر في مواضيع التنسيق وتنمية التعاون الاقتصادي والسياسي أمام شريك مهم، هو بالأساس إستراتيجي بالنسبة للجزائر”.
أما في ما يتعلق بسياسية تنويع الشركاء التي ينتهجها المغرب فأفاد المتحدث سالف الذكر بأن “هاته السياسة ناجحة تماما، وتبقي العلاقات مع مختلف الدول في مستويات جيدة، وهو الحال مع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية”.
في الأخير اعتبر الخبير ذاته أن “تأكيد هاته القمة لن يكون بهذا الإعلان فقط، بل يجب أن يخرج بإعلان رسمي من كلا الجانبين (روسيا والمغرب)”.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر