مسيرة الرباط ترفض صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية
آخر تحديث GMT 12:51:26
المغرب اليوم -

رفعت شعارات اختلفت حمولاتها بينها "هي أشياء لا تشترى"

"مسيرة الرباط" ترفض "صفقة القرن" و"تصفية القضية الفلسطينية"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

"مسيرة الرباط" ترفض "صفقة القرن"
الرباط ـ المغرب اليوم

جمعت مسيرة الرّباط الرافضة لما اصطُلح عليه بـ"صفقة القرن" من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وجوها وجموعا وحدّها رفض "تصفية القضية الفلسطينية وتصفية آمال وحقوق الشّعوب"، معبرة عن ذلك بشعارات اختلفت حمولاتها لكن رسالتها واحدة: "هي أشياء لا تشترى"، وجمعت مسيرة الأحد العديد من مكوّنات المجتمع المغربي السياسية والحزبية والنّقابية والحقوقية والفنية، من النّهج الديمقراطي المتمركز في أقصى اليسار إلى السلفية القابعة في أقصى اليمين، إضافة إلى الجالية الفلسطينية بالمغرب.

وإلى جانب الوسائل الاحتجاجية المعهودة، من أعلام ضخمة للدولة الفلسطينية إلى حرق علم الاحتلال الإسرائيلي، طبع هذه المسيرة تعدّد التّعبيرات عن رفض "تصفية القضية الفلسطينية" من رسوم كاريكاتورية مرصوصة على إحدى نافورات شارع محمّد الخامس تلخّص فنيا ما تعكسه "الصّفقة" من محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، إلى أغان وأناشيد ذات حمولات قومية عربية وإسلامية، وموسيقى فلسطينية، وغناء جماعيّ جمع مشجّعي فرق كرة القدم "الألتراس" المغاربة الذين شدّدوا على عمق التّضامن المغربي مع الشّعب الفلسطيني.

هذه المسيرة التي دعت إليها قوى إسلامية ويسارية وقومية، ونادت للمشاركة فيها نقابة الصّحافيين ونقابة مهنيّي الفنون الدّرامية وأحزاب تقود الحكومة وأخرى معارضة، ونقابات عمالية وهيئات حقوقية ومهنية، تجاورت فيها أعلام المملكة مع الأعلام الفلسطينية، وجمع بعض المشاركين فيها علم الحركة الثقافية الأمازيغية بالعلم الفلسطيني.

 

وفضلا عن الشّعارات التي ألفتها جوانب شارع محمد الخامس بالرباط المنادية بموت "إسرائيل عدوّة الشّعوب" وبقاء القدس كلِّها عاصمة لفلسطين وتحريرها من الاحتلال، حضرت شعارات مخطوطة من قبيل "عاش الشّعب ولا عاش من خانه"، وحلّت صور قيادات عربية ضيفة جديدة على اللافتات المندّدة بالتّطبيع، وأعطيت الفرصة لجيل جديد لإلقاء الشّعارات المساندة لتحرير فلسطين بصوت طفولي ينفث في الجموع أملا، كما كانت فرصة للبعض لنيل لقمة العيش ببيع القهوة، والحلويات، والأعلام والكوفيات الفلسطينية.

"هي أشياء لا تشترى"

قال القيادي اليساري إسماعيل العلوي إنّ هذه المسيرة تعبير عن رفض الشّعب المغربي التّامّ لما سمي بـ"صفقة القرن"، موردا أن "ترامب ونتنياهو يظنّان أنهما سيجعلان بهذه الصفقة الموقع الفلسطيني أكثر هشاشة، وسيفرضان ذلك على كلّ الشّعوب العربية والإسلامية"، لكن هيهات "سنبقى صامدين للدّفاع عن حقوق الشّعب الفلسطيني في تكوين دولته المستقلّة في فلسطين وعاصمتها القدس".بدوره، قال عبد الرحمان بنعمرو، محام وناشط حقوقي، إنّ "المسيرة الشّعبية التي يشارك فيها مختلف ممثّلي شرائح الشّعب المغربي، السياسية والنقابية والحقوقية، تؤكّد من جديد أنّ القضيّة الفلسطينية هي قضيّة الحقّ وقضية العدالة وقضية مواجهة المناورات الإمبريالية التي لا ترمي فقط لتصفية القضية الفلسطينية، بل ترمي أيضا لتصفية آمال وحقوق الشّعوب العربية التي هي الحقّ في الكرامة والحقّ في استغلال ثرواتها".

وأورد القيادي القومي العربي ذاته أن مسيرة الأحد "مسيرة ضدّ الإمبريالية، وضدّ الظّلم، وضدّ الاستبداد"، مشدّدا على أنّ القضية الفلسطينية هي "قضية الحقّ والمشروعية"، وأنّه "لا بدّ أن تنتصر هذه الآمال الواسعة التي هي آمال الشّعب المغربي وآمال المجتمعات العربية والإنسانية".من جانبه، قال محمد حمداوي، مسؤول العلاقات الخارجية في جماعة العدل والإحسان: "هذه مسيرة الشعب المغربي قاطبة ضدّ صفقة القرن، التي ترفض رفضا تامّا كلّ المؤامرات التي تريد تصفية القضية الفلسطينية"، وزاد: "هي مسيرة من أجل دعم صمود الشّعب الفلسطيني في القدس المحتلّة، وفي قطاع غزّة، وفي كلّ فلسطين".

وقال محمد حمداوي، مسؤول العلاقات الخارجية في جماعة العدل والإحسان: "هذه مسيرة الشعب المغربي قاطبة ضدّ صفقة القرن، التي ترفض رفضا تامّا كلّ المؤامرات التي تريد تصفية القضية الفلسطينية"، وزاد: "هي مسيرة من أجل دعم صمود الشّعب الفلسطيني في القدس المحتلّة، وفي قطاع غزّة، وفي كلّ فلسطين".

واعتبر القيادي بالجماعة أنّ هذه المسيرة "رسالة من الرباط إلى الشعب الفلسطيني قاطبة، تقول إنّ الشعب المغربي معهم، وكافة الشعوب العربية والإسلامية معهم في قضيّتهم وفي صمودهم ضدّ كلّ تآمر على القضية الفلسطينية". كما أنّها "رسالة لاستنهاض الأمّة جميعها وكلّ أحرار العالم ليقفوا بجانب الشعب الفلسطيني، وضدّ هذه الصّفقة المشؤومة، ورسالة أيضا بأنّنا ضدّ كلّ أشكال التّطبيع مع الكيان الصّهيوني، وأنّنا نعتبر كلّ مطبّع خائنا للقضية الفلسطينية والمواقف التاريخية للشّعب المغربي."

"لا للمزايدة بالقضيّة الوطنية"

ولم تخل "مسيرة الرّباط" المناهضة لصفقة القرن من استنكار لما صرّح به وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في ردّ على نائبة برلمانية قالت إنّ "القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للمغاربة"، بقوله إن قضية الصحراء هي القضية الأولى للمغاربة، و"لا يجب أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين"، وتصريحه في وقت سابق بأنّ المغرب يقدّر جهود السّلام البنّاءة المبذولة من طرف الإدارة الأمريكية الحالية، من أجل التوصّل إلى حلّ دائم ومنصف بالشّرق الأوسط.فبعدما ذكر عبد الحق حيسان، نقابي وحقوقي، أنّ "هذه المسيرة ضدّ سرقة القرن التي هي جريمة في حقّ الإنسانية عموما، والشعب الفلسطيني خصوصا"، قال إنّ "القضية الفلسطينية كانت تشكّل في وجدان الشّعب المغربي قضيّة أولى"، و"الذين حاولوا أن يمزجوا بين القضية الوطنية والقضية الفلسطينية يزايدون في مجال فارغ، فلا أحد يمكنه أن يزايد على المغاربة لا في تشبّثهم بالقضية الوطنية، ولا في تشبّثهم بالقضية الفلسطينية".وشدّد حيسان على أنّ المغاربة "سيظلّون متشبّثين بالقضية الفلسطينية مثل تشبّثهم بقضيّتنا الوطنية، وسيظلّون يدافعون عنها مهما كلّفهم ذلك من ثمن".

وقال مصطفى البراهمة، الكاتب الوطني لحزب النّهج الديمقراطي، إنّ في المشاركة في هذه المسيرة "مساندة للشّعب الفلسطيني في وقفته ضدّ ما سمّي بصفقة القرن؛ لأن هذه الصفقة المهيَّأة من طرف نتنياهو، بمباركة ترامب، ما هي إلا محاولة جديدة للتّصفية النهائية للقضية الفلسطينية"، مضيفا أن "رسالتنا الأولى للدّولة والحكومة المغربيتين أنّنا نندّد ونشجب بقوّة الموقف الذي عبّر عنه وزير الخارجية ناصر بوريطة، الذي ثمّن فيه المبادرة الأمريكية واعتبرها مدخلا لحلّ القضية الفلسطينية".وتابع القيادي اليساري الجذري أنّ الرسالة الثانية هي إلى "الأنظمة في العالم العربي التي ساندت أو حضرت التّصريح بهذه الاتّفاقية"، ودعا "كافّة القوى الديمقراطية على مستوى العالم العربي والمغاربي إلى الوقوف صفّا واحدا ضدّ أنظمتها، وضدّ الإمبريالية الأمريكية، وضدّ الحركة الصّهيونية، والنضال باستمرار من أجل حقّ العودة وتقرير المصير وإقامة الدّولة الوطنية على كامل التراب الفلسطيني، وعاصمتها القدس".

عبّر علي بوطوالة، النّاطق الرسمي باسم الجبهة العربية التّقدّمية، عن مساندته "للشّعب الفلسطيني في كفاحه العادل من أجل حقوقه المشروعة في التّحرير والعودة وبناء دولة وطنية مستقلّة وعاصمتها القدس"، وأبدى رفضه وتنديده "بكلّ العبارات القوية، لصفقة القرن"، ومساندته للشّعب الفلسطيني وكافّة شعوب المنطقة "من أجل إسقاط هذه الصّفقة التي هي، بعد وعد بلفور، أكبر مخطّط جهنّمي لإقبار القضيّة الفلسطينية بصفة نهائية، وتفتيت شعوب المنطقة لتبقى إسرائيل هي القويّة وحدها، وتأمين مستقبلها طيلة القرن الحادي والعشرين".وشدّد القيادي القومي نفسه على أنّ هذه "لحظة حاسمة وفرصة يجب أن تلتقط فيها الشّعوب العربية إمكانية استئناف النّضال الوحدوي التّقدّمي التّحرّري في المنطقة، وإعادة بناء حركة التّحرّر الوطني العربية على أسس جديدة وقوية ديمقراطية وتقدّمية من أجل إفشال المخطّط الإمبريالي الصّهيوني الرّجعي".

من الرباط إلى القدس: الرسالة وصلت

جمال الشوبكي، سفير دولة فلسطين المعتمد لدى المملكة المغربية، قال من قلب المسيرة إنّ "المغرب حاضر اليوم بكلّ أطيافه، وبكلّ نقاباته، وبكلّ أحزابه"، و"هذه رسالة مهمّة وقويّة من الشّعب المغربي الذي يقول نعم نحن مع فلسطين، وفلسطين حاضرة والقدس حاضرة هنا".وشكر سفير دولة فلسطين بالرباط "المغرب، ملكا وحكومة وشعبا، على هذا الموقف الأصيل الرّافض لصفقة القرن، الدّاعم للحقوق الفلسطينية حتى إقامة الدّولة وتقرير المصير وأن تكون القدس عاصمة للدّولة الفلسطينية"، مضيفا أن "المغاربة خرجوا اليوم ليقولوا لا لتقسيم الأقصى، لا لضياع القدس وبيعها، ونحن مع الشّعب الفلسطيني، وهذا أمرٌ في غاية الأهميّة للشّعب الفلسطيني"، فـ"المغرب موحَّد اليوم ليقول نعم للقدس عاصمة للدّولة الفلسطينية ولا لصفقة القرن".من جانبها، سمّت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحّد، هذه المسيرة بـ"مسيرة التّضامن المطلق مع حقّ الشّعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلّة واستكمال وحدته وسيادته على أرضه المغتصبة كاملة وعاصمتها القدس، وحقّه في رجوع وعودة اللاجئين"، وقول "لا لصفقة العار".

وقال عبد العالي حامي الدين، قيادي في حزب العدالة والتنمية، إنّ "الشعب المغربي بكافة مكوّناته، وجميع أحزابه وكافّة نقاباته، ومنظّماته الحقوقية، ومنظّمات المجتمع المدني، ومواطنيه الذين يستشعرون دقّة وخطورة ما يسمّى صفقة القرن، يعبّرون عن رفضهم القاطع لهذه الصفقة التي تمثّل تصفية حقيقية للقضيّة الفلسطينية".ويرى حامي الدين في هذه الصفقة تصفية للقضية "بما ترمز إليه من تهويد كامل للأراضي الفلسطينية، وقضاء على المقدّسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، وأكناف المسجد الأقصى، وما ترمز إليه من إضفاء للشّرعية على الاحتلال العنصري للأراضي الفلسطينية، وجرائم قتل النساء والأطفال والشّيوخ طيلة سبعة عقود من الاحتلال، وتجريف للأراضي وتشريد لأبناء الشّعب الفلسطيني في الشّتات، وما ترمز إليه من قضاء على حقّ العودة، وقضاء على القدس القِبلة الأولى لكافّة المسلمين في العالَم".وشدّد المتحدّث على أنّ مع كلّ هذه الاعتبارات "كان لا بدّ للشّعب المغربي أن يوجّه رسالة إلى العالَم، والإدارة الأمريكية، والكيان الصّهيوني، والأنظمة العربية، بأنّ المغرب، ملكا وحكومة وشعبا، رافض لصفقة القرن، ولا يمكن أن يطبّع معها وهو يطالب ببناء دولة فلسطينية موحّدة عاصمتها القدس الشّريف".

وقد يهمك أيضا" :

المعسكر-الديمقراطي-الأميركي-يشن-هجومًا-حادًا-على-صفقة-القرن

-رجال-دين-يُؤكِّدون-على-أنّ-مصير-صفقة-القرن-الأميركية-الفشل

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسيرة الرباط ترفض صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية مسيرة الرباط ترفض صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib