القدس المحتلة - المغرب اليوم
قال محللون إن إسرائيل تواجه تحديات في مواجهة جماعة الحوثي اليمينة التي كانت عدواً لا يعرفه أغلب الإسرائيليين قبل سنوات، وأصبح يبقيهم مستقيظين في الليل بسلسلة من الهجمات من على بعد أكثر من ألف ميل، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".وذكر المحللون أن غياب المعلومات الاستخباراتية الدقيقة بشأن مواقع زعماء الجماعة ومخازن أسلحتها، يصعب على إسرائيل مهمة وقفهم.
وبعد أشهر من الهجمات الصاروخية المتقطعة والمسيرات التي تطلق باتجاه إسرائيل، تضامناً مع غزة، صعد الحوثيون حملتهم ضد إسرائيل، بإطلاق صواريخ بالستية غالباً خلال الليل، عبر الأسبوع الماضي.
وأفاد تقرير لـ"القناة 12" الإسرائيلية، السبت، بأن حكومة بنيامين نتنياهو تخطط لبدء حملة عسكرية أوسع ضد الحوثيين، من خلال جمع المزيد من المعلومات الاستخباراتية وتنفيذ المزيد من الضربات، ولكنها متخوفة من "عواقب محتملة". وذكر التقرير أن الجيش الإسرائيلي يستعد لزيادة ضرباته في اليمن من حيث النطاق والوتيرة.
وقالت "نيويوك تايمز"، إن الجماعة لا يبدو أن الجولة الرابعة من الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل الخميس، ردعتها عن شن المزيد من الهجمات، رغم أن تلك الضربات كانت أوسع نطاقاً، واستهدفت المطار في العاصمة صنعاء، وبنى تحتية أخرى.
ورداً على تلك الضربات، أطلق الحوثيون صاروخاً باتجاه تل أبيب فجر الجمعة، وآخر عند الساعة 2 من صباح السبت، ما أطلق صفارات الإنذار.
واعترضت إسرائيل الصاروخين ولكن صفارات الإنذار أجبرت آلاف الإسرائيليين على الاحتماء في المخابيء.
وقالت "رويترز"، نقلاً عن مصدر مطلع إن المنظومة الدفاعية الأميركية "ثاد" استخدمت في إسرائيل لأول مرة منذ إرسالها في أكتوبر الماضي لمحاولة اعتراض مقذوف من اليمن.
ورغم الضربات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين، والضربات الإسرائيلية، لا تزال تل أبيب تواجه مشكلة في وقف هجمات الحوثيين.
وقال الرئيس السابق للموساد زوهار بالتي لـ"نيويورك تايمز": "لدينا مشكلة، وإسرائيل وحدها، ليس لديها طريقة لحل هذه المشكلة".
وذكر خبراء أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لم تضع اليمن على قائمة أولوياتها، ولم توسع جهودها لجمع المعلومات الاستخباراتية عن الجماعة.
وقال بالتي: "هي مسألة استثمار، ربما يأخذ الأمر أياماً، او أسابيع، أو أشهر، ولكن في النهاية سنحصل على تلك المعلومات الاستخباراتية".
ولكن بالتي أضاف: "من غير المرجح أن يصبحوا أولوية لإسرائيل مع وجود العديد (داخل إسرائيل) ممن يفضلون الاستثمار في إحباط طموحات إيران النووية".
ومنذ بداية الحرب على غزة، بدأ الحوثيون في إطلاق المسيرات والصواريخ باتجاه إسرائيل، كما حاولوا فرض حصار بحري على إسرائيل باستهداف الناقلات وسفن الشحن في البحر الأحمر، ما عرقل التجارة بشكل كبير في المنطقة.
قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن رئيس الموساد ديفيد برنياع يحاول دفع الحكومة الإسرائيلية للتركيز على مهاجمة إيران، لكبح الهجمات التي يشنها الحوثيون من اليمن.
وبدا التهديد لإسرائيل، بعيداً في البداية مقارنة بـ"التهديدات القريبة"، التي شكلتها حماس وجماعة حزب الله في لبنان، إذ أن مسيرات الحوثيين تحتاج إلى عشر ساعات للوصول إلى ميناء إيلات في جنوب إسرائيل، كما أن الصواريخ البالستية التي تطلق أحياناً من اليمن غالباً ما يتم اعتراضها بعيداً عن المجال الجوي الإسرائيلي بمساعدة القوات الدولية الموجودة في المنطقة، واعتبرها أغلب الإسرائيليين "إزعاجاً غريباً".
ولكن مسيرة أطلقها الحوثيون في يوليو الماضي، اتخذت مساراً مختلفاً، إذ حلقت من الغرب إلى ساحل البحر المتوسط متفادية الدفاعات الإسرائيلية، وتصطدم بمبنى في تل أبيب، ما أدى لسقوط شخص وإصابة آخرين.
وردت إسرائيل في اليوم التالي بموجة من الضربات الجوية على اليمن، وضربت ميناء الحديدة. وصعد الحوثيون هجماتهم وتعهدوا بمواصلتها إلى حين وقف الحرب على غزة.
وأطلق الحوثيون في ديسمبر الجاري، صاروخاً خلال الليل أصاب منزلاً مهجوراً فيما سقط صاروخ آخر في ملعب ما أدى لإصابة نحو 16 شخصاً.
وتحقق إسرائيل في اختراق صاروخ "فلسطين 2"، الذي أُطلق من اليمن، لأنظمة دفاعاتها الجوية، وذلك بعد أن أصاب الهدف وسقط في ملعب، ما أسفر عن إصابة 14 إسرائيليا.
وصعدت إسرائيل منذ ذلك الحين هجماتها، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحوثيين "سيتعلمون الدرس الذي تعلمه حزب الله وحركة حماس"، وفق قوله.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية ستواصل ضرب "الحوثيين" في اليمن "حتى يتم إنجاز المهمة"، وذلك بعد غارات استهدفت مطار صنعاء الدولي، وعدد من الموانئ اليمنية.
وتابع: "نحن عازمون على قطع هذا الذراع للمحور الإيراني، وسنستمر حتى ننجز المهمة". وتعهد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بملاحقة قادة الجماعة.
ولكن محللين أشاروا إلى أن الولايات المتحدة استغرقت 10 سنوات للعثور على أسامة بن لادن، واستغرقت إسرائيل سنة للوصول إلى زعيم حماس يحيى السنوار في غزة التي تحتلها وتنتشر قواتها فيها، كما أنها شريط صغير من الأرض.
وأضافوا: "إذا كانت إسرائيل تعرف أين هم قادة جماعة الحوثي، لكانت قتلتهم بالفعل".
ورغم الدمار الذي أحدثته الضربات الإسرائيلية الأخيرة على اليمن والتي استهدفت مطار صنعار الدولي، ومحطات طاقة وبنى تحتية متعددة، إلا أن تدمير البنية التحتية لليمن "ليس مرجحاً أن يوقف الحوثيين عن مهاجمة إسرائيل".
ويسعى مسؤولون إسرائيليون ومحللون إلى تصوير الحوثيين ليس كـ"مشكلة لإسرائيل" فحسب، ولكن مشكلة عالمية نظراً للمسافة الطويلة التي تستطيع صواريخهم قطعها.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر