طرابلس ـ فاطمة سعداوي
أعلنت قوات عملية "البنيان المرصوص" التابعة للمجلس الرئاسي الليبي، أن سلاح الجو التابع لها قصف أمس السبت مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابي وسط مدينة سرت. واستقبل مستشفى مصراتة المركزي سبعة مصابين من القوات سقطوا في اشتباكات دارت ضد تنظيم "داعش" في المدينة . وقال مصدر طبي في المستشفى إن إصابات الجرحى كانت جراء رصاص قناصة، موضحًا أن حالة اثنين منهم حرجة.
وأوضح مصدر في غرفة عمليات "البنيان المرصوص" أن قواته دكت بالمدفعية تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يتخذ من مجمع "واغادوغو" الإداري وسط مدينة سرت معقلا له، وأن سلاح الجو شن غارات على معاقل التنظيم في المجمع، ومحيط ميناء سرت، والحي رقم 2 في سرت، وما يعرف بالعمارات الهندية.
وأفادت مصادر محلّية أنّ الإمدادات مقطوعة على قوّات التنظيم، وكذلك المياه، بينما تتواصل الاشتباكات بين الحين والآخر بمحاور القتال في سرت.
وتشهد محاور القتال في بنغازي اليوم السبت هدوءاً حذراً بعد اشتباكات ليلية متقطعة شهدتها المحاور ليل السبت. ولم تشر أية مصادر عسكرية إلى وجود اشتباكات بين الجيش والتنظيمات الإرهابية. شهد ليل السبت اشتباكات متقطعة بين الجيش وتلك التنظيمات، حيث سمع الليلة الماضية سماع أصوات متقطعة قوية جراء الاشتباكات في محور وسط المدينة.
وقالت مصادر ، إن الجيش قام بعدة عمليات نوعية ضد مقاتلين إرهابيين حاولوا الالتفاف على تمركز للجيش قرب دار الكتب الوطنية وسط بنغازي. شهدت المدينة اليوم انتشاراً أمنياً مكثفاً لأجهزة الأمن التابعة لوزارة الداخلية، تخلله حملة لإزالة تعتيم زجاج السيارات.
وكشف تقرير دولي صادر عن الأمم المتحدة، خريطة تنامي نفوذ تنظيم الدولة "داعش" في ليبيا خلال العامين الماضي والجاري. وحسب التقرير ، فقد قدَّر مجلس الأمن عدد الأجانب الذين دخلوا ليبيا من عناصر "داعش" بنحو 6 آلاف، منهم قرابة 3 آلاف دخلوا الى ليبيا خلال العام 2015، وتمركزوا في مدينة سرت الساحلية بصورة أساسية.
وأشار التقرير الدولي، إلى سيطرة "داعش" على مسارات تهريب البشر في ليبيا و بخاصة المسارات الشمالية والجنوبية، التي صار التركيز عليها أكبر في المرحلة الأخيرة، لاستقطاب مقاتلين إلى صفوف التنظيم، قادمين من دول الصحراء الإفريقية، وتحديداً تشاد و النيجر والسودان. وكشف التقرير، معدلات ومصاريف عناصر التنظيم، حيث يتقاضى العنصر الواحد قرابة 500 دولار أميركي شهرياً.
وكان للقيادي "الداعشي" المعروف باسم “أبو نبيل” وهو عراقي الجنسية، دور في تهيئة الملاذات الآمنة لهم قبل، مصرعه في غارة جوية أميركية على مدينة درنة قبل خمسة أشهر.
وتعرض التنظيم لخسائر كبيرة خلال الشهور الثلاثة الماضية، بعد تمكن قوات المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، من استعادة معظم أحياء وبلدات مدينة سرت، جراء الاشتباكات المستمرة ضد تنظيم داعش، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 500 في صفوف الطرفين.
وقال المبعوث الأميركي إلى ليبيا، جونتان واينر، إن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لا تعترف بالحكومة الليبية الموقتة برئاسة عبدالله الثني. وأضاف واينر في تغريدة مقتضبة له اليوم السبت على حسابه في موقع "تويتر" أن أي اتصال لن يكون رسميًا مع مؤسسات وهيئات موازية خارج الاتفاق السياسي بناءً على قرار مجلس الأمن رقم 2259.
يذكر أن حكومة الوفاق الوطني الليبي برئاسة فائز السراج مُعترف بها من قبل المجتمع الدولي، بالرغم من أن مجلس النواب الليبي لم يمنحها الثقة حتى الآن.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر