الرباط - المغرب اليوم
دعت العديد من جمعيات المجتمع المدني السلطات العمومية إلى إشراكها في تدبير المرحلة التي يمر منها المغرب حاليا، والاستفادة من قدراتها لمضاعفة المجهود الوطني في محاربة فيروس "كورونا"، لما تتمتع به من انتشار في عمق المجتمع، وباعتبارها جسْر وصْل بين الدولة والمواطنين.ووجهت "حركة مبادرات من أجل إصلاح المنظومة القانونية للجمعيات بالمغرب" نداء، بلائحة توقيعات تضم أزيد من ألف جمعية، إلى رئيس الحكومة، تدعو فيه إلى الإشراك الفعلي للمجتمع المدني في صناعة القرار وتمكينه من أداء أدوار أكثر فعالية في الأزمات وما بعدها، باعتماد عدد من الإصلاحات المستعجلة.
واعتبرت الجمعيات الموقعة على النداء أن الأزمة التي أرخت بظلالها جائحةُ كورونا على المغرب، على غرار باقي بلدان العالم، تقتضي "تعزيز الشعور المغربي الجماعي العميق بالتضامن والإصرار على الانتصار على الوباء بالمزيد من تعزيز الوعي والتعاون"، مؤكدة أن إشراك المجتمع المدني في الجهود المبذولة سيمكّن من تعزيز فرص الخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر.كريمة بنجلون التويمي، مسؤولة البرامج بالجمعية المغربية للتضامن والتنمية، قالت إن من الأدوار التي ستقوم بها جمعيات المجتمع المدني في مواجهة فيروس "كورونا" التوعية والتحسيس، وهو الدور الذي يقوم به أعوان السلطة حاليا، وهي مهمة "جديدة عليهم، وستكون أكثر فعّالية إذا أشرك فيها المجتمع المدني، الذي راكم تجربة كبيرة في هذا المجال"، تقول المتحدثة.وأضافت التويمي، في تصريح ، أن عمل جمعيات المجتمع المدني لن يقتصر فقط على مجال التوعية والتحسيس، بل ستسهر على تعبئة مواردها البشرية للقيام بمهامّ أخرى؛ مثل مساعدة المجالس المحلية في تحديد الأولويات التي ينبغي أن تصرف فيها الميزانيات في حال مراجعتها، وكذا تنفيذ البرامج والشراكات التي تربطها مع قطاعات وزارية مختلفة، مثل الصحة.
في السياق، نبهت التويمي إلى أن قُرب جمعيات المجتمع المدني من المواطنين واشتغالها في عمق المجتمع من شأنه أن يحدّ من مخاطر انتشار فيروس "كورونا"، والحد من تداعياته، مشيرة في هذا الإطار إلى البرامج التي تشتغل عليها الجمعيات؛ مثل توعية حاملي السيدا، ومرضى داء السل، مضيفة: "هؤلاء المرضى إذا أصيبوا بالفيروس فتلك كارثة، وهذا يتطلب تكثيف التوعية الموجهة إليهم".وأكدت الجمعيات الموقعة على النداء الموجه إلى رئيس الحكومة أن دور جمعيات المجتمع المدني، الذي يعدّ أساسيا في الظروف العادية للمجتمع، أصبح اليوم يكتسي أهمية أكبر في الظروف الخاصة الحالية؛ "نظرا لما يمثله المجتمع المدني من قوة قادرة على التحرك السريع والفعال وبأبسط الوسائل، بفضل عملها الميداني واليومي مع السكان وقربها من المواطنات والمواطنين وعملها الدائم بجانبهم في مختلف القرى والأحياء".
ويوجد في المغرب ما يزيد على مائة وستين ألف جمعية، تشتغل في مختلف المجالات، وترى "حركة مبادرات من أجل إصلاح المنظومة القانونية للجمعيات بالمغرب" أن توفر الجمعيات على امتداد جغرافي شاسع وطاقم بشري مهم يمثل قوة إضافية تمكن الدولة من مضاعفة المجهود العمومي للتصدي لأية ظاهرة كيفما كانت.ونبهت كريمة بنجلون التويمي إلى أن إشراك جمعيات المجتمع المدني في تدبير مرحلة جائحة كورونا أصبح أمرا ملحّا، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، حيث يُقبل المغاربة على تقديم مساعدات للفقراء والمحتاجين؛ وهي العملية التي تحتاج، تضيف المتحدثة، إلى تنظيم وتأطير، حتى لا يتم استغلالها من طرف بعض الجهات لأغراض غير معلنة.
قد يهمك ايضا:
ارتفاع مهول لعدد المصابين بفيروس كورونا بالمغرب والحصيلة 2251 حالة !
تزايد مخيف في عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في المغرب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر