الرباط - المغرب اليوم
تأملُ عشرات المغربيات وأطفالهنّ المرتبطين بتنظيم "داعش" المتطرف العودة إلى المغرب، على اعتبار أنّهن "لا يمثّلن أيّ خطرٍ"، كما أكّدت سلطات المملكة، بينما يبدأ مشوار "العودة" إلى حضنِ الوطن من بوابة تركيا التي تحتجزُ أزيد من 337 جهاديًا وجهادية لدى الأمن التّركي , ويبدو أنّ السّلطات التّركية تُنسّق مع نظيرتها المغربية في عمليات التّرحيل التي تحدثُ بين الفينة والأخرى لعدد من "الدّواعش" المغاربة، خاصة أنّ من بينهم أطفالًا ونساء، وهو ما يؤشّر على أنّ "باب العودة إلى الوطن بات مفتوحًا أمام عشرات المغربيات، خاصة أن "داعش" يعيشُ آخر أيّامه بعد مقتل زعيمه، أبو بكر البغدادي".
وتؤكّد السّلطات المغربية أنّ "280 مغربية رفقة 391 طفلا يتواجدون في بؤر التوتر في الشّرق الأوسط"، مضيفة أن "هناك جهودا من المغرب للتدخل". بينما أوردت تركيا أنّها تحتفظُ بعدد من نساء "داعش" المغربيات اللواتي فررن من ويلات الاحتجاز والأسر في مناطق النّزاع , وتطالب عشرات النّساء المحتجزات في مراكز الاعتقال التابعة لقوات سورية الديمقراطية، وهنَّ في الغالب زوجات قادة ومقاتلين في تنظيم "داعش" في سورية والعراق، بضمان عودتهنَّ إلى المغرب خوفًا من بطشِ التنظيمات المتطرّفة؛ وذلك تماشيا مع مقتضيات القانون الدولي الإنساني.
ودعا الحقوقي المغربي عبد الإله الخضري السّلطات المغربية إلى "استقبال هؤلاء الأشخاص الذين حاربوا في صفوف داعش بعد أن حصل ما حصل، فهم مغاربة في آخر المطاف، لكن في المقابل يحقُّ لها توجيه تهم جنائية في حق من تورط منهم في جرائم قتل واغتصاب إذا وجدت أدلة على ذلك" , وأوضح الخضري، "جريمة الإرهاب مشتركة بينهم جميعا بوجه عام، كما أن إمكانية قيامهم بمراجعات فكرية واردة، وللمغرب تجارب ناجحة في هذا المضمار من داخل السجون المغربية"، كما يرى الحقوقي ذاته أنّ "الدولة المغربية ملزمة أخلاقيًا وإنسانيا وحقوقيا باستقبال أبنائها رغم كل ما اقترفوه؛ لكن سيبقى على الجهات الأمنية عبء ثقيل يتمثل في مراقبة تحركاتهم حتى لا تحركهم قناعاتهم المتطرفة أو يؤثروا في آخرين بأفكارهم التخريبية لاقتراف جرائم". وترفض دول إعادة مواطنيها، فرنسا التي أعلنت أنها ستقوم على الأرجح بإعادة الأطفال اليتامى من أبناء الجهاديين الفرنسيين. واستعادت فرنسا في منتصف مارس، للمرة الأولى، خمسة أطفال أيتام من سورية. ومع هذا الوضع يطالب الأكراد بإنشاء محكمة دولية خاصة لمحاكمة المعتقلين في سورية.
قد يهمك ايضا :
"البام" يطوي صفحة الخلافات في الطريق إلى "انتخابات 2021"
"الخارجية" المغربية تستعرض حصيلة انجازاتها في عام 2019
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر