الرباط - سناء بنصالح
أوضح الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، أن المؤتمر الجهوي للحزب بجهة طنجة تطوان يعد أول مؤتمر بعد الأخير الذي أوصى بتأجيل المؤتمرات التنظيمية إلى ما بعد الانتخابات التشريعية، حيث يُشكِّل نقطة انطلاق سلسلة المؤتمرات التي ستنظم على امتداد التراب الوطني.
وأضاف العماري أن اللجان التحضيرية شكَّلت وفق القانون الأساسي للحزب، بما يحيل ذلك على دينامية يومية في كل الجهات والأقاليم سواء بالنسبة للمؤتمرات الجهوية أو باقي المنتديات والتنظيمات الموازية.
واعتبر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة خلال أعمال النسخة الثالثة للمؤتمر الجهوي للحزب في جهة طنجة تطوان الحسيمة، تحت شعار: "مواصلة التغيير بنخب متجددة" أنَّ لا جديد في المشهد السياسي في المغرب، مضيفًا أنّ معرفة هكذا أمور لا تكاد تخفى على أحد في الوقت الراهن مع انتشار ووفرة المعلومات، وأضاف قائلًا: "أننا عشنا بعد الانتخابات على وقع مشاورات تشكيل الحكومة، وعبّر البام يومها عن موقفه وتمنى لرئيس الحكومة المكلف كامل التوفيق، وأنه احتكامًا لمرجعيتنا وبرنامجنا لا يمكن أن نكون جزءًا من الحكومة، ولكن قلنا أيضًا بصريح العبارة سندعم كل المبادرات والمقترحات والبرامج والمواقف الإيجابية التي ستعبر عنها وتقوم بها الحكومة من موقع المعارضة".
وتابع العماري الذي كان يتحدث بحضور أعضاء المكتب السياسي والمئات، حديثه قائلًا "من المؤتمرات والمؤتمرين، وضيوف آخرين، أنه من لحظة الانتخابات إلى وقتنا هذا تكون قد مرت 5 أشهر، سكت خلالها البام عن الكلام المباح، وانصرف لأموره الداخلية والتنظيمية التي تحتاج للكثير من العمل، والتجديد وإعادة البناء، وأن تنظيم المؤتمر الجهوي لجهة طنجة تطوان الحسيمة بهذه الصيغة والحضور المتميز واحدة من صور نتاج المضي والاشتغال والانشغال بتنظيمنا وبناءنا الداخلي. وقال الأمين العام للبام أن هذه الفترة الزمنية شكلت مناسبة للانفتاح على منتخبي الحزب بتراب الوطن وأيضا على شركاءه في التدبير الجماعي من موقع الأغلبية أو المعارضة.
وأبرز العماري أيضًا "إذا كان الحزب قد عمل خلال الشهور الخمسة الماضية على تجديد بيته الداخلي، فإن البلاد بالمقابل نجحت في دخول غمار تمرين ديمقراطي، وشكلت المرحلة تجربة مهمة لبلادنا في التدافع السياسي والتعبير عن الآراء والاختلاف الذي تم بإشراك الرأي العام الذي كانت له أراء وتعليقات ومواقف عبر عنها من خلال العديد من المنابر وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفاد المتحدث ذاته بأن تأجيل المشاريع الاستثمارية العمومية كان من تداعيات الأشهر التي تلت انتخابات 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وأنّ الشهور الخمسة التي مضت من تاريخ البلاد، كانت لها تداعيات سلبيــــة تجلت في تأجيل كل المشاريع الاستثمارية العمومية، مشيرا إلى كون حكومة تصريف الأعمال، دستوريا، ليس من حقها النظر في الاستثمار، وأن هذا التأجيل كانت له العديد من التداعيات على مستوى المشاريع التنموية ذات الطابع الاجتماعي على وجه الخصوص (بناء المدارس والمستشفياتـ، تطوير الخدمات وتوفير فرص الشغل...).
وأكّد العماري في سياق متصل، أنّ ضريبة 5 أشهر كانت من ملامحها كون المغرب اقترض الكثير من الخارج والقروض لها فوائدها وكلفتها الباهظة، كما ذكر برسالة التهنئة الموجهة إلى سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المكلف، مع ما تضمنته من تعبير بالمتمنيات بالتوفيق في مهمته، وتقدير بالمقابل لما بذله عبد الإله بنكيران كرئيس للحكومة السابقة، لأنه مهما كان الاختلاف، فالتقدير لشخصيات خدمت الوطن أمر واجب وقد حافظنا في تاريخ بلادنا عبر العصور المختلفة على العلاقة الطيبة بين مختلف الفرقاء.
وفيما يتعلق بموقف حزب الأصالة والمعاصرة من هذا التحول الجديد، قال العماري إنه كلّف شخصيا الناطق الرسمي باسم الحزب ليقول إن الموقف من هذا التحول من مسؤولية المؤسسات الحزبية. واعتبر أن جميع الآراء المعبر عنها حتى الآن تعد أراء شخصية لا تلزم الحزب ومؤسسات الحزب.
وذكر العماري أنّ البام يعيش المرحلة الراهنة بصحة فوق الجيدة ويعمل بطريقة احترافية، وأنه ليس حزبًا للمناصب ومستعد للتوقيع على ذلك، ولن يتراجع مهما تصاعد منسوب الاتهامات، فالمجد لا يُصنع بالاتهام والشتم، وللأسف، يقول العماري، فالمشهد العام تحول إلى مشتمة جماعية، والحال أن الشعوب والحضارات واقتصادات الدول لا تبنى بهذا النوع من الكلام. "نختلف نعم لكن على العمل"، وعبر عن أمله في أن تكون المرحلة الجديدة، مرحلة للتشييد والبناء، مرحلة الحوار بين كل الفاعلين عبر الاحتكام للمشترك والقواعد الديمقراطية والقانونية، وأعرافنا وتقاليدنا كمغاربة، على اعتبار أن بلادنا راكمت الكثير من الأعراف والتقاليد الجميلة والجيدة، داعيا للرجوع إليها والاحتكام إليها بدل الانسياق وراء الاتهامات المتبادلة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر