لندن ـ سليم كرم
تتجاوز رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، مجلس وزراء الحرب الخاص بخروج بريطانيا مِن الاتحاد الأوروبي، بطلبها من مجلس الوزراء الكامل دعم خُطتها المثيرة للجدل لشراكة جمركية مع بروكسل، وهو ما يخشاه الوزراء الرافضون لبقاء بريطانيا في الكتلة الأوروبية.
جونسون يصف الفكرة بـ"المجنونة"
أرجأت السيدة ماي خططها لمناقشة الترتيبات الجمركية المستقبلية في بريطانيا مع لجنتها الفرعية المكونة من 11 عضوا يوم الخميس، بعد أن تفوق عدد الذين عارضوا فكرة الشراكة بنسبة 6-5 الأسبوع الماضي، وبينما تضع خطتها في الاعتبار، حذّرها مؤيدو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من أنها قد تواجه تمردا، بل حتى مسابقة قيادية، إذا حاولت مساعدة معارضي الخطة.
ووصف بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني، اقتراح الشراكة الجمركية الذي ينص على جمع بريطانيا التعريفات نيابة عن الاتحاد الأوروبي بأنه "مجنون"، لكن السيدة ماي رفضت توجيه اللوم إليه وأصرت على أنها لا تزال تثق ثقة كاملة في وزير الخارجية.
وقال مصدر في مجلس الوزراء "هناك شعور متنامٍ بأن رئيسة الوزراء ستتجنب مواجهة أخرى مع لجنة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشأن شراكة جمركية، والتي ستخسرها، وبالتالي ستعرض الفكرة على مجلس الوزراء كاملا للفوز بعدد الأصوات، لأنها لن تحصل عليه إلا من خلال مجلس الوزراء".
ماي أعادت إحياء الفكرة
وبعثت مجموعة الأبحاث الأوروبية المكونة من 60 نائبا من حزب المحافظين الأوروبيين بملف من 30 صفحة إلى رئيسة الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر بحجة أن السبب في أن الشراكة الجمركية لن تكون قابلة للتطبيق، وفي وقت لاحق، قالت الحكومة إن الفكرة كانت "ميتة" في شكلها الحالي، لكن السيدة ماي أحيتها، وتصر على أنها لا تزال على الطاولة، إلى جانب خيار "ماكس فيس" البديل الذي يستخدم التكنولوجيا الجديدة ومخططات التاجر الموثوقة لتجنب الحدود الصلبة مع أوروبا.
وترك دعم أعضاء البرلمان يؤمنون أن السيدة ماي تلاحق فكرة الشراكة الجمركية لأن الحكومة أخبرتها بأنه الخيار الوحيد الذي سيحدث من خلال تصويت برلماني، إلا أن أحد الوزراء السابقين قال "سيكون فوزا باهظا بالنسبة لها إذا حدث ذلك، لأنها قد تجد نفسها تواجه منافسة قيادة نتيجة لذلك".
تصويت على عدم الثقة
ويُعتقد بأن عشرات من أعضاء حزب المحافظين بعثوا برسائل إلى السير غراهام برادي، رئيس لجنة المحافظين 1922 من أعضاء البرلمان، داعين إلى انتخابات قيادية، وإذا وصل عدد الرسائل إلى 48، فسيُجبر السير غراهام على عقد تصويت عدم الثقة.
وقال الوزير السابق "لا أحد يتحدث عن انقلاب منظم في الوقت الحالي، لكن قد تجد ماي أنها إذا فرضت الشراكة الجمركية من خلال هذه الطريقة، قد يتم إرسال رسالتين ويمكن أن يكون ذلك كافيا لإطلاق التصويت".
ولم تتم مناقشة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عندما اجتمع مجلس الوزراء بكامل هيئته يوم الثلاثاء، ومن المقرر الآن أن يناقش اجتماع اللجنة الفرعية للاتحاد الأوروبي يوم الخميس الاستعدادات لـ"عدم التوصل إلى صفقة" خروج بريطانيا، بدلا من الخيارات الجمركية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر