أعلنت خلية الإعلام الحربي استعادة القوات العراقية مزيدًا من المناطق داخل المنطقة القديمة، آخر معاقل تنظيم "داعش" في مدينة الموصل، في وقت استعرض فيه رئيس الوزراء، حيدر العبادي، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، خلال اتصال هاتفي مساء الأحد، التطورات في المنطقة، وأهمية التعاون الإقليمي لمكافحة التطرف، والقضاء النهائي على تنظيم "داعش".
وقالت الخلية، في بيان لها، الإثنين، إن قوات الشرطة الاتحادية تستمر في خوض معارك شرسة في المحور الجنوبي، والتقدم نحو أهدافها المرسومة ومطاردة وقتل فلول "داعش" في المدية القديمة، مستفيدة من انكسار العدو بعد تكبده خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، حيث امتلأت الأرض بجثثهم من قبل الفرقة 3 ش ا والفرقة 5 ش أ والفرقة 6 ش أ والفرقة الآلية وفرقة الرد السريع، بعد أن أكملت واجبها في حي الشفاء، بدعم من ناقلات الفرقة الآلية وطيران الجيش والطائرات المسيرة والمدفعية.
وأكد البيان تحرير مناطق جامع بلال الحبشي، في باب جديد، من قبل الفرقة 5، وحديقة المحافظة، من قبل الفرقة 5، ومنطقة باب السراي، من قبل الفرقة 5، والجامع الأبيض، من قبل الفرقة الآلية في منطقة باب السراي، في المدينة القديمة، مبينًا أن خسائر العدو كانت فادحة، وتضمنت قتل العشرات من متطرفي "داعش"، وقتل قناصين اثنين، والعثور على سيارة مفخخة وتفكيكها، وتفكيك 22 عبوة ناسفة، والعثور على مضافتين للعدو، وإخلاء 27 نازحًا، والعثور على ثلاثة أحزمة ناسفة، والعثور على صاروخ قاذفة 156، وتدمير وكر للعدو، والعثور على 5000 قضيفة لسلاح "بي كي سي"، وتفجير سبع عبوات ناسفة، والعثور على 20 حاوية عتاد من النوع الخفيف. فيما تواصل القوات العراقية السيطرة على مساحات جديدة من المدينة القديمة، غرب الموصل، في إطار عملياتها لطرد "داعش" من آخر مواقعه في ثاني أكبر مدن العراق.
وبعد أكثر من ثمانية أشهر على انطلاق أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق، لاستعادة الموصل، بات تنظيم "داعش" محاصرًا داخل مساحة صغيرة في المدينة القديمة، بعدما كان يسيطر على أراضٍ واسعة منذ 2014. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، في بيان لها، الأحد، أن قوات مكافحة التطرف تحرر منطقة مكاوي، في المدينة القديمة، ورغم أن المنطقة التي لا يزال يسيطر عليها التنظيم صغيرة جدًا، إلا أن أزقتها وشوارعها الضيقة، بالإضافة إلى وجود مدنيين بداخلها، تجعل العملية العسكرية محفوفة بالمخاطر. واستعادت القوات العراقية، السبت، السيطرة على مجمع طبي، شمال المدينة القديمة، بعد معارك طويلة، لتعزل تنظيم "داعش" عن محيطه خارج مربع المدينة القديمة.
وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، عبد الأمير رشيد يار الله، في بيان له، إن وحدات الشرطة الاتحادية والرد السريع تحرر الجزء الشمالي لحي الشفاء، وتسيطر على المستشفى التعليمي "ابن سينا"، ومصرف الدم، والطب الذري، ومشروع الماء، والتحليلات المرضية، غرب الموصل. وأعرب بعض أفراد القوات العراقية عن إحباطهم بسبب القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الثقيلة ضد بعض المنشآت، كالمستشفيات، قائلين إن ذلك يطيل مدة جهود استعادتها. ومن جهته، أكد قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، استعادة حي الشفاء بالكامل، ليقتصر وجود المتطرفين حاليًا على المدينة القديمة. وقال، في بيان له: "قواتنا تتقدم في ثلاثة محاور، وتلاحق الجماعات المتطرفة في المناطق القليلة المتبقية من البلدة القديمة".
ويذكر أن التنظيم أقدم، في 21 حزيران / يونيو، أمام تقدم القوات العراقية، على تفجير جامع النوري ومنارة الحدباء التاريخية. ورغم التدمير، فإن استعادة الموقعين شكلت زخمًا لدى القوات العراقية والحكومة. واعتبر رئيس الوزراء، حيدر العبادي، أن استعادة جامع النوري إعلان بانتهاء دويلة الباطل المتطرفة. وفي اليوم التالي، أكد قائد قوات مكافحة التطرف، الفريق الركن عبد الغني الأسدي، أن الأيام المقبل ستشهد الإعلان عن النصر النهائي على "داعش".
وتراجع وزير الدفاع العراقي، عرفان الحيالي، عن وصفه معتقلي عناصر تنظيم "داعش" لدى السلطات العراقية بـ"أسرى الحرب"، مؤكدًا أنهم لن يُعاملوا كأسرى، بل كقتلة ومجرمين. وقال الحيالي، في بيان نشرته وزارة الدفاع العراقية، الأحد: "أعتذر للشعب العراقي عن اللبس الذي حصل عند حديثي عن معاملة عناصر داعش كأسرى حرب، لم أقصد المعنى الحرفي لهذا المصطلح، لأن عناصر داعش قتلة ومجرمون، وهم تنظيم متطرف لا تنطبق عليه بنود واتفاقيات الأمم المتحدة، بل يعاملون وفق القوانين العراقية النافذة".
وفي كركوك، أفاد مصدر في قوات الأمن الكردية "الآسايش"، الإثنين، بأن قوات البيشمركة أحبطت هجومًا شنه تنظيم "داعش" قرب قضاء طوز خورماتو، جنوب محافظة كركوك. وقال المصدر إن عناصر تنظيم "داعش" شنوا، في الساعات الأولى من صباح الإثنين، هجومًا على مواقع قوات البيشمركة في قرية الزركة، قرب طوز خورماتو، لتدور اشتباكات بين الجانبين. وأضاف المصدر ان قوات البيشمركة تمكنت من صد الهجوم، وإلحاق أضرار بشرية ومادية في صفوف التنظيم، مشيرًا إلى إصابة عنصرين من البيشمركة بجروح. وهذا هو الهجوم السادس الذي يشنه التنظيم على مواقع قوات البيشمركة قرب قضاء طوز خورماتو، خلال شهر.
وعلى صعيد آخر، فجر ثلاثة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة أنفسهم، بالقرب من مقر الفوج الأول لحشد الأنبار، في منطقة جزيرة البوعبيد، شرق الرمادي. وقال مصدر عسكري مسؤول إن القوات الأمنية تمكنت من تفجير الانتحاري الأول قبل وصوله المقر، فيما فجر الآخران نفسيهما عن بعد، منوهًا بإصابة عدد من المنتسبين بجروح طفيفة جراء تلك التفجيرات.
واستعرض رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، خلال اتصال هاتفي، مساء الأحد، التطورات في المنطقة، وأهمية التعاون الإقليمي لمكافحة التطرف، والقضاء النهائي على تنظيم "داعش". وهنأ العاهل الاردني العبادي بانتصارات القوات المسلحة على عصابات "داعش"، مؤكدًا موقف بلاده الداعم للعراق في حربه ضد التطرف. وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء، تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، إن العبادي تلقى اتصالاً هاتفيًا من الملك عبد الله بن الحسين، الذي قدّم التهنئة للعبادي والشعب العراقي بالانتصارات التي تحققها القوات العراقية، والنجاح في عمليات تحرير الموصل، مجددًا دعم الأردن الثابت للعراق في حربه ضد التطرف.
وقدّم العبادي شكره للأردن على التهنئة، وموقفها الداعم للعراق في محاربة التطرف، مؤكدًا عزم العراق على تحرير كل أراضيه من تنظيم داعش، وتأمين الحدود. كما استعرض العبادي التطورات في المنطقة، وأهمية التعاون الإقليمي لمكافحة التطرف.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر