دارت اشتباكات عنيفة، منذ منتصف ليل الأحد، واستمرت حتى ساعات الصباح الأولى في محاور الرملية وخنيفيس في ريف السلمية، الواقع في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة حماة، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة "فتح الشام" من طرف آخر، إثر هجوم نفذته الأخيرة على المنطقة، وسط تقدم لها ومعلومات مؤكدة عن سيطرتها على حاجزين في محور خنيفيس، وقيام الفصائل بتفجير أحد هذه الحواجز خلال السيطرة عليها. وترافقت الاشتباكات مع قصف مكثف من قبل القوات الحكومية والطائرات الحربية على مناطق الاشتباك، بالإضافة إلى استهدافات متبادلة بين الطرفين، أسفرت عن إعطاب آليات، ومقتل وإصابة عدد من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الفصائل.
ونفذ طيران التحالف الدولي، مساء الأحد، إنزالاً جويًا على ريف دير الزور الغربي، استمر أكثر من ساعة، بالقرب من قرية الكبر. وأكدت مصادر ميدانية، من سكان الريف الغربي، أن عملية الإنزال الجوية نفذتها خمس طائرات تابعة للتحالف الدولي، بالقرب من محطة الكبر، لإي ريف دير الزور الغربي، والتي تحتوي على أهم مقرات تنظيم "داعش"، وتعد آخر نقاط تمركز التنظيم في محافظة دير الزور، في اتجاه الرقة، حيث اشتبك جنود التحالف مع عناصر التنظيم المتواجدين بالقرب من المحطة على الفور، ما أسفر عن مقتل عدد من عناصر التنظيم، وأسر بعض منهم، حيث استمرت العملية ما يقارب ساعة.
وأضافت المصادر أن مجموعات دعم من التنظيم حاولت الوصول إلى مكان الإنزال، لكن تم استهدافهم من قبل طيران الحماية، الذي كان يغطي مكان العملية، لمنع وصولهم إلى المكان.
وفرض التنظيم، بعد انتهاء العملية، طوقًا أمنيًا على المكان، وقرر منع التجوال والاقتراب، واعتقال أي شخص يخالف ذلك، كما قام عناصر من أمنيي التنظيم بالتشديد على مقاهي الإنترنت، ومطالبة أصحاب المقاهي بتزويدهم بأسماء الأشخاص الذين يترددون بشكل يومي على المقهى.
ووقعت اشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، في أطراف بلدتي زمرين وأم العوسج في ريف درعا، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، بينما استهدفت القوات الحكومية بالرشاشات الثقيلة، منتصف ليل الأحد، مناطق في بلدة داعل، في ريف درعا الأوسط.
وقصفت القوات الحكومية مناطق في مخيم اليرموك في جنوب العاصمة، دون أنباء عن وقوع إصابات، كما قصفت، بعد منتصف ليل الأحد، أماكن في منطقة الراشدين وسوق الجبس، غرب حلب، بينما تعرضت مناطق في بلدة خان طومان وقرية خلصة، في ريف حلب الجنوبي، لقصف من قبل القوات الحكومية، دون أنباء عن خسائر بشرية.
وتجددت الاشتباكات، صباح الإثنين، في محاور كفير الزيت وكفر العواميد ودير مقرن في شمال غرب وادي بردى، بين القوات الحكومية وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لهما من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة "فتح الشام" من جهة أخرى، فيما قُتل شخصان جراء استهداف القوات الحكومية بالرشاشات الثقيلة مناطق في بلدة دير مقرن، في وادي بردى، الأحد، حيث شهدت منطقة الوادي اشتباكات بين الطرفين في محاور في شمال غرب الوادي، حاولت الفصائل خلالها تحقيق تقدم في التلال المشرفة على كفير الزيت، واستعادة نقاط في تلال قريبة من دير مقرن، تقدمت إليها القوات الحكومية، الأحد، في ضهر المسابي، القريبة من ضهرة النحيلة، شمال غربي وادي بردى، وترافقت الاشتباكات بين الجانبين مع عشرات الضربات الجوية والصاروخية والمدفعية، التي استهدفت وادي بردى، بعد معاودة القوات الحكومية تصعيد عملياتها العسكرية، نتيجة عدم التوصل إلى اتفاق حول قضية المياه ومنابعها ومحطات ضخها في عين الفيجة، والتي تقوم على انسحاب المقاتلين من النبع ومحطات الضخ ومحيطها، ورفع أعلام النظام فوقها، حتى لو لم تسيطر عليها القوات الحكومية عسكريًا، وبقيت في يد جهة محايدة مقربة من النظام، ومسؤولة عن عمليات ضخ المياه ومراقبتها، حيث لم يجرِ الاتفاق بين الجانبين عبر الوسطاء، على الرغم من تأكيد قادة ميدانيين أنهم لا يستخدمون قضية قطع المياه عن العاصمة دمشق كورقة ضغط في العمليات العسكرية الجارية في وادي بردى، أبلغ قادة من النظام وحزب الله اللبناني الوسطاء أنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق جدي وكامل فلتعطش دمشق شهرًا، "حتى نرتاح سنين أخرى من قضية المياه".
ونُشرت نسخة من ورقة الوسطاء عن الاتفاق بين طرفي القتال، الأحد، والذي يشترط إعادة ضخ المياه من نبع عين الفيجة ووادي بردى إلى العاصمة دمشق، وأن على كل طرف الالتزام بتنفيذ الاتفاق، الذي سيتم تنفيذ بنوده بعد إعادة ضخ المياه إلى العاصمة دمشق، على أن يتحمل كل جانب مسؤولية عرقلة الاتفاق أو إعاقة تنفيذ بنود، حيث يقوم الاتفاق، الذي تم في وادي بردى، على تحييد المياه عن أي اشتباكات أو اقتتال، وإدخال ورشات صيانة لإصلاح النبع ومضخات المياه، وإعادة ضخ المياه إلى العاصمة دمشق، لإثبات أن الفصائل ليست هي من قطعت المياه عن العاصمة، وكان اتفاق وقف إطلاق النار يقوم على تحييد المياه عن العمليات العسكرية الجارية في المنطقة، وضمان دخول ورشات الإصلاح وعدم التعرض لها، وجاء في الاتفاق:
- يعفى المنشقون والمتخلفون عن الخدمة العسكرية لمدة ستة أشهر.
- تسليم السلاح المتوسط والثقيل والخفيف.
- تسوية أوضاع المطلوبين لأي جهة أمنية.
- عدم وجود أي مسلح غريب في المنطقة من خارج قرى وادي بردى، ابتداء من بسيمة إلى سوق وادي بردى.
- بالنسبة للمسلحين من خارج المنطقة، يتم إرسالهم بسلاحهم الخفيف إلى إدلب مع عائلاتهم.
- بالنسبة لمقاتلي وادي بردى فمن يرغب منهم بالخروج من المنطقة يمكن أن يخروج إلى إدلب بسلاحه الخفيف.
- عدم دخول الجيش إلى المنازل
- دخول الجيش إلى قرى وادي بردى، ووضع جواجز عند مدخل كل قرية، عبر الطريق الرئيسية الواصلة بين القرى العشرة.
- يمكن لأبناء قرى وادي بردى من المنشقين أو المتخلفين العودة إلى الخدمة في قراهم بصفة دفاع وطني، ويعد هذا بمثابة التحاقهم بخدمة العلم أو الخدمة الاحتياطية.
- نتمنى عودة الموظفين المطرودين إلى وظائفهم.
"ها نحن الآن نعد العدة، وفي كل يوم سنعد العدة، وسنربي أجيال الخلافة"، جملة قالها عنصر من تنظيم "داعش" في إصدار جديد تحت مسمى "أحياني بدمه"، يجدد اعتماد هذا التنظيم على الأطفال، حين يظهر "خطاب القامشلي"، وهو طفل مقاتل من "أشبال الخلافة"، وشقيق "أبو البراء القامشلي"، المقاتل أيضًا في التنظيم، والذي قتل في منطقة تل براك، في ريف القامشلي الجنوبي، حيث ظهر "خطاب" في عملية "رجم" رجل بتهمة "زنا المحصَّن"، وهو يحمل الحجارة ويشارك في عملية "الرجم"، وقال هذا الطفل، الذي ظهر في الشريط المصور، في حديثه عن نفسه، إن أحد أشقائه، وبعد مقتل شقيقه، العنصر في التنظيم، أراد اصطحابه إلى "ديار الكفر في القامشلي"، إلا أنه رفض، وهدد شقيقه بالإبلاغ عنه عند حواجز التنظيم، وأنه سيبقى في "أرض الخلافة" إلى أن يصطفيه الله، وأنه يشعر بـ "اللذة والسعادة"، على الرغم من قصف الطيران، وأن أخوانه المهاجرين أحب إليه من أهله القاعدين عن الجهاد، وأنه إذا لم يتب أهله سيقطف رؤوسهم.
وأظهر الشريط المصور الشاب محمد صالح محمد الأحمد على أنه "عميل للقوات الكردية" والذي تحدث في "اعترافاته" قائلاً إنه خدم في صفوف القوات الكردية "واجب الدفاع الذاتي"، وأنهم داهموا منزله واعتقلوه بعد أداء خدمته، بتهمة "العمالة لتنظيم داعش"، وأنهم أبلغوه بوجوب العمل كعميل للتنظيم وأن يدخل أية مفخخة أو دراجة أو سيارة ملغمة إلى مناطق سيطرة القوات الكردية، وأنهم سيقومون بتصوير مقاطع فيديو بعد استبدال المفخخات بقنابل صوتية، وأنه تواصل مع عناصر أمنيين في تنظيم "داعش"، حيث اعتقله الأخير ليعترف بأنه "عميل للقوات الكردية"، كما أظهر الشريط شخصين، هما علوان تيسير الكعفور وعبد الكريم رحوم السنجاري، اللذين قالا في اعترافاتهما إنهما يعملان لصالح القوات الكردية.
وأظهر الفيديو، الذي صور عملية الإعدام للشبان الثلاثة، في حديقة لألعاب الأطفال (ملاهي)، طفلاً يبلغ من العمر نحو 10 سنوات، يلقب بـ "أبي معاذ الشامي"، وهو يقوم بذبح محمد الأحمد بواسطة سكين، بعد ربطه إلى إحدى الألعاب، وقام بفصل رأسه عن جسده، فيما أظهر الشريط علوان الكعفور مقيدًا إلى سياج الحديقة، وطفل صغير دون سن الخامسة، يلقب بـ "أبي البراء الشامي"، وهو يطلق النار عليه من مسدس، بينما ذبح خطاب القامشلي، الذي ظهر في بداية الشريط المصور، المدعو "السنجاري"، وفصل رأسه عن جسده عند سكة قطار.
ويعد هذا الشريط المصور الثاني خلال الأيام العشرة الأخيرة، حيث يعتمد الشريطان على الأطفال ومقاتلي "أشبال الخلافة" المنضمين إلى تنظيم "داعش"، والذين يعمد التنظيم إلى إظهار مدى رضاهم عن هذا الانخراط في صفوف "جيش الخلافة"، ومدى ارتياحهم للبقاء في "أراضي الخلافة الإسلامية" المزعومة، معتمدًا عليهم في عمليات الذبح والإعدام وتقطيع الرؤوس، لتصبح الطفولة السورية تائهة ضائعة بين فكي تنظيم "داعش"، الذي خلق أرضية جديدة لانضمامهم، إضافة لاستغلاله الأرضية المخلوقة مسبقًا، والتي فرضتها ظروف الحرمان والتشرد وانعدام التعليم والعمل، حيث انتهز الفرصة ليتجه نحو ضم هؤلاء الأطفال من جنسيات سورية وغير سورية، وليزيد على ذلك بإلزام الأطفال بالسير على خطى ذويهم، ممن كانوا عناصر في تنظيم "داعش"، وتحطيم روابط النسب والدم، عبر إظهار الرضى الكامل عن حياتهم التي يعيشونها في مناطق سيطرة التنظيم.
وما هذا الإصدار الجديد إلا إثبات جديد على تصاعد العنف المغطى في وجوه الأطفال بـ"القناعة والرضا"، فمن تفجير عبد الرحمن شداد (أبي نمر السوري) لطفلته فاطمة، بمساعدة زوجته، وتفخيخهما لابنتهما الأخرى إسلام، مجهولة المصير، إلى إصدار "حدثني أبي"، وصولاً إلى إصدار التنظيم "أحياني بدمه"، تضيع الطفولة السورية بين تفجيرها، أو استخدمها في الذبح والقتل والإعدامات.
ونشر "داعش"، في 30 من كانون الأول / ديسمبر 2016، إصدارًا بعنوان "حدثني أبي"، وهو إصدار آخر اعتمد على الأطفال بشكل كامل، موجهًا الحديث، على لسان أطفال، ينقلون ما أخبره بهم آباءهم، المنضمون في وقت سابق إلى صفوف تنظيم "داعش"، قبل مقتلهم، كما أظهر الشريط قياديًا ميدانيًا من جنسية غير سورية، وهو يشرح للأطفال المنضمين إلى "أشبال الخلافة"، كيفية اقتحام ثكنة عسكرية، ومن ثم عرض إصدارات سابقة للتنظيم من عمليات ذبح وقتل وإعدام بحق معتقلين أو أسرى لدى التنظيم، وأظهر الشريط عددًا من الأطفال بأسماء طلحة التركي، وأمين الشيشاني، وصلاح الدين التركستاني، وعبد العزيز القرغيزي، ومسلم القرغيزي، وأبو إسماعيل الحمصي، كما أظهر أحد شرعييه، ويدعى أبو زيد المغربي، وهو يعطي "درسًا شرعيًا" لعناصر التنظيم الأطفال، فيما عبر أحد الأطفال المقاتلين في التنظيم عن رغبته في التدرب كثيرًا حتى يصبح انغماسيًا مثل أبيه.
وانتهى إصدار "حدثني أبي" بمشاهد لعملية تدريب أطفال على "اقتحام منزل"، حيث تم توزيع ستة أشخاص من المعتقلين والأسرى لدى تنظيم "داعش"، وقام أولهم بإطلاق النار على رأس شاب يدعى حسين الإبراهيم، بتهمة "العمالة لصحوات الردَّة"، وهو مقيد في حمام داخل المبنى، بينما أعدم الثاني، وهو رجل متقدم في السن، بتهمة أنه "عميل لمرتدي القوات الكردية"، فيما تم إعدام الثالث والرابع على أنهما "عنصران من النظام"، بإطلاق النار عليهما من اثنين من الأطفال المقتحمين للمبنى، كذلك تم إعدام رجل يدعى صلاح خضر الحسن بتهمة أنه "أحد جنود صحوات الرِّدَّة"، بإطلاق النار عليه من قبل أحد "أشبال الخلافة" في المبنى ذاته، في حين أعدم آخر، ويدعى إسماعيل الهرفيل، بتهمة أنه من "مخابرات الحكومة الأردنية المرتدة"، حيث أظهر الشريط أنه يقوم برمي نفسه من على مبنى مرتفع، ليسقط على الأرض ويفارق الحياة مباشرة، بعد ملاحقته من قبل طفلين مقاتلين.
وفي 27 من كانون الأول 2016، نشرت تقارير عن الطفلة المفخخة المفقود إسلام عبد الرحمن شداد، حيث إن الطفولة السورية يكاد لا يخبو لهيب التجارة بها، إلا وتعود للنهوض من الرماد، فمن قتل الأطفال الشبه يومي بطائرات القوات الحكومية، إلى قتلهم على يد طائرات التحالف الدولي والقوات التركية، إلى تجنيدهم في صفوف القتال من قبل معظم الجهات الحركات والتنظيمات المقاتلة على الأرض السورية، لحين التجارة بهم، وتعدت هذه التجارة حدود المعروف، لتنقسم في وقت متزامن إلى تجارات عدة، هي إخفاء وتعتيم على قضية طفلة سورية تم تفخيخها وتفجيرها، والمتاجرة الإعلامية وتسليط الضوء على أطفال آخرين، وصولاً إلى استغلال الأطفال في تنفيذ العمليات وإيصال رسائل إلى أطفال آخرين لعل بعضهم يقتنع وينضم ليزيد من "جيش أشبال الخلافة".
ولا يزال مصير الطفلة، ذي الأعوام الثمانية، مجهولاً، وهي ابنة عبد الرحمن شداد، المعروف بلقب "أبو نمر السوري"، القيادي الأمني الذي كان يعمل تحت عباءة جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، واغتيل في حي تشرين، عند أطراف العاصمة دمشق، بطلقات نارية أصابته بشكل مباشر وقتلته، ليبقى الغموض يلف مصير ومكان تواجد ابنته إسلام وزوجته أم نمر، التي أكدت مصادر موثوقة أنها هي من ساعدته في عملية تفخيخ طفلتيهما فاطمة، التي تم تفجيرها عند غروب شمس الـ 16 من كانون الأول 2016، وإسلام، التي أكدت المصادر أنه تم تفخيخها هي الأخرى، ليتم تفجيرها في مكان آخر في العاصمة دمشق، إلا أنه تم العدول عن قرار تفجير الطفلة الثانية لأسباب غير معروفة حتى الآن، رجحت المصادر أنها قد تكون بسبب عدم تمكنها من الوصول للهدف المحدد.
وفي 16 من كانون الأول 2016، وبعيد الساعة الرابعة بتوقيت دمشق، هزّ انفجار عنيف حيًا دمشقيًا، يقبع في منتصف المدينة، وهو حي الميدان. وتضاربت المعلومات في البداية حول طبيعة الانفجار، الذي حدث داخل قسم شرطة الميدان، ومرت الدقائق ولم تزل المعلومة الدقيقة مجهولة، من عبوة ناسفة، إلى تفجير شخص لنفسه بحزام ناسف، إلى تفجير مواطنة متسولة نفسها في قسم الشرطة، لتظهر جثة طفلة، وليأتي الخبر اليقين في شريط مصور.
فاطمة ابنة عبد الرحمن شداد، الملقب بـ"أبي نمر السوري"، طفلة سورية تبلغ من السنوات تسعًا، تظهر في الشريط المصور مع أختها إسلام، التي تنقصها بنحو سنة من العمر، وسيدة مخفية الوجه تقبلهم قبل أن تمضي الطفلتان في طريقهما الذي رسمه والدهما، بعد أن أحاط خصريهما بحزامين ناسفين.
وأبو نمر السوري هو من سكان المنطقة الواقعة بين حيي برزة والقابون، الواقعين عند أطراف العاصمة دمشق، وانضم في البداية إلى صفوف "جبهة النصرة"، ثم ترك الأخير لينضم إلى صفوف تنظيم "داعش" في غوطة دمشق الشرقية، قبيل المعارك التي دارت بين الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية وتنظيم "داعش" وطرد الأخير من الغوطة، ليترك بعدها أبو نمر العمل التنظيمي مع تنظيم "داعش"، ويعود وينضم إلى حركة "أحرار الشام" الإسلامية، ويعمل معهم في قطاع القابون، في الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، كـ"قيادي أمني". وأكدت المصادر أن سبب عمله كأمني في حركة "أحرار الشام" هو خبرته وعلاقاته داخل العاصمة دمشق. وعاد أبو نمر السوري لفك ارتباطه بالحركة، والعمل بشكل مستقل تحت عباءة وحماية "جبهة النصرة" (جبهة فتح الشام) حاليًا، حيث أكدت مصادر مقربة من أبي نمر السوري، أنه لا يظهر إلا قليلاً، ولا يخرج من مكان تواجده إلا ليلاً، ويرتدي حزامًا ناسفًا بشكل دائم، وأن الشريطين المصورين جرى تصويرهما من قبل أبو نمر وزوجته، وهما الشريطان اللذان ظهر فيهما أبو نمر السوري وزوجته وطفلتيهما فاطمة التي فجرت نفسها في قسم شرطة الميدان، وإسلام التي دُفعت لتفجير نفسها، إلا أن الخطة المرسومة لها لم تنجح، فجرى العدول عن قرار تفجيرها لنفسها.
كما أن عبد الرحمن شداد، الذي ظهر في الشريط المصور فجر شقيقه وزوجة شقيقه نفسيهما في وقت سابق، حيث أكدت مصادر أن شقيق وزوجة شقيق أبي نمر السوري فجرا نفسيهما في أحد المناطق في العاصمة دمشق في العام 2014، خلال مداهمة القوات الحكومية لمنزلهما.
وعلى الصعيد الميداني، أطلق تنظيم "داعش" طائرة مسيَّرة في سماء ريف منطقة الباب، في الريف الشمالي الشرقي لحلب، حيث استهدفت بقنابل تجمعًا لمقاتلي "الفرقة 23"، العاملة في عملية "غضب الفرات"، في محيط بلدة قباسين، القريبة من مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث خلف الاستهداف من الطائرة المسيَّرة 30 جريحًا على الأقل في صفوف مقاتلي الفرقة، بعضهم جراحهم خطرة، وجرى نقلهم إلى مستشفيات في الأراضي التركية.
وارتفع عدد الأشخاص الذين قتلوا، السبت، إلى 70 على الأقل، جراء تفجير صهريج مفخخ، استهدف مقر "المحكمة الشرعية" في مدينة أعزاز، الواقعة في الريف الشمالي لحلب، بالقرب من الحدود "السورية – التركية"، ومن ضمن المجموع العام للخسائر البشرية، 24 من مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية وحرس المحكمة، بالإضافة إلى خمسة من أعضاء المحكمة ولجانها القانونية، وسبعة أشخاص نازحين من العراق ، وثمانية آخرين لا يزالون مجهولي الهوية إلى الآن، في حين أن الـ31 المتبقين هم مواطنون مدنيون، من بينهم خمسة أطفال دون سن الـ 18، وجاء هذا الارتفاع بعد العثور على جثث مفقودين في منطقة التفجير، بالإضافة إلى مقتل مواطنين متأثرين بإصابتهم جراء التفجير، وعدد الشهداء لا يزال مرشحًا للارتفاع، لوجود جرحى ومفقودين، وبعض الجرحى في حالات خطرة، حيث تعد هذه أعلى حصيلة للخسائر البشرية في مدينة أعزاز جراء تفجير عربة مفخخة فيها.
وأكدت مصادر موثوقة أن عملية إنزال جرت، بعد ظهر السبت، في منطقة الكبر، الواقعة في الريف الغربي لدير الزور، والقريبة من منطقة معدان في شرق الرقة، وحطت أربع طائرات مروحية، يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، في المنطقة الواقعة بين قريتي الكبر والجزرة، في ريف دير الزور الغربي، ترافقها طائرتان حربيتان كانتا تقومان بتأمين الحماية وتغطية المكان، حيث تم استهداف سيارة تحمل عناصر من تنظيم "داعش"، ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا في السيارة، ونصب العناصر، الذين نزلوا من الطائرات المروحية، حواجز على الطريق بين قرية الكبر ومحطة المياه القريبة منها، وبينها وبين قرية الجزرة.
وأكدت المصادر أن من بين العناصر الذين نفذوا عملية الإنزال في منطقة الكبر عناصر يتحدثون العربية، ولم يتعرضوا للمدنيين الذين مروا في المنطقة ساعة تنفيذ عملية الإنزال، فيما قامت العناصر المنفذة للإنزال بالهجوم على محطة المياه القريبة من قرية الكبر، حيث تم قتل وأسر عدد من عناصر تنظيم "داعش"، واصطحاب جثث عناصر التنظيم معهم خلال مغادرتهم المنطقة. وأضافت المصادر أن العملية تمت بين الساعة 2:45 بعد الظهر والساعة الريعة مساءً، وأن الطائرات شوهدت قادمة من الشمال السوري، فيما أسفرت العملية عن مقتل ما لا يقل عن 25 من عناصر تنظيم "داعش" إضافة إلى أسر عناصر آخرين من التنظيم.
واستكمل وقف إطلاق النار سريانه لليوم العاشر على التوالي، السبت، وفقًا للاتفاق "الروسي – التركي"، الذي بدأ تطبيقه عند منتصف ليل الخميس، 30 كانون الأول 2016، فيما استمرت الخروقات المستمرة في المناطق السورية، حيث تمكنت فصائل "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" و"أحرار الشام" من استعادة السيطرة على بعض المزارع، التي تقدمت إليها القوات الحكومية وحزب الله اللبناني، غرب وشمال شرقي كتيبة الصواريخ، في محور بلدة حزرما في الغوطة الشرقية، عقب اشتباكات عنيفة بين الطرفين، على خلفية هجوم معاكس للفصائل على المنطقة، ترافقت مع استهداف وإعطاب آليات فيما بينهم، وقتل عدد من عناصر الطرفين. وشهدت الغوطة الشرقية حركة نزوح لعشرات العوائل من مناطق النشابية والزريقية وحوش الصالحية، في منطقة المرج في غوطة دمشق الشرقية، في اتجاه المناطق الواقعة في القطاع الأوسط من غوطة دمشق الشرقية.
بينما شهدت منطقة وادي بردى استمرار العمليات العسكرية التي عاودت القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها البدء بها عقب فشل المرحلة الأولى من المفاوضات بين سلطات النظام والقائمين على وادي بردى، بوساطة روسية، حيث تستمر الاشتباكات بين القوات الحكومية وحزب الله اللبناني من جهة، والفصائل المقاتلة الإسلامية وجبهة "فتح الشام" من جهة أخرى، في محاور عين الفيجة وبسيمة ودير مقرن وكفير الزيت وكفر العواميد، حيث تحاول القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها تحقيق تقدم واستعادة السيطرة على مواقع جديدة في وادي بردى، وتتزامن الاشتباكات مع قصف من قبل القوات الحكومية بمزيد من القذائف المدفعية وصواريخ، يعتقد أنها من نوع "أرض – أرض"، وسط تنفيذ الطائرات عشرات الضربات الجوية التي استهدفت بسيمة وعين الفيجة، في ظل معلومات مؤكدة عن مقتل عناصر من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في القصف والاشتباكات والاستهدافات الجارية بين الطرفين.
وتمكنت القوات الحكومية من تحقيق تقدم في نقاط في محيط منطقة ضهرة النحيلة، القريبة من دير مقرن، في حين قُتل ثلاثة عناصر من المخابرات العسكرية، التابعة للقوات الحكومية، في تفجير آلية مفخخة عند موقع للقوات الحكومية في بلدة سعسع، الواقعة في الريف الغربي لدمشق، في حين لم يتبين حتى الآن فيما إذا كانت الجثة الرابعة لعنصر من القوات الحكومية، أو لمدني تصادف وجوده في المنطقة، أم لمنفذ التفجير، كما أسفر التفجير عن إصابة نحو 10 أشخاص آخرين بجراح، بينهم أربعة أطفال وأربع مواطنات، فيما سقطت قذيفة صاروخية على منطقة جنوب ملعب العباسيين، وسط العاصمة، ما أسفر عن أضرار مادية، في حين قصفت القوات الحكومية أماكن في تل مصيبين وبلدة حيان، في ريف حلب الشمالي، كما قصفت الطائرات الحربية مناطق في تلة الجمعيات وأماكن في منطقتي حوير العيس وخلصة، في الريف الجنوبي لحلب.
وقصفت طائرات حربية مناطق في قرية الكسيبية ومنطقة ايكاردا، في ريف حلب الجنوبي، ولم ترد أنباء عن إصابات، كما قصفت القوات الحكومية، بصاروخ يعتقد أنه من نوع "أرض – أرض" أماكن في منطقة الملاح، الواقعة في الريف الشمالي لحلب، وسمع دوي انفجار في مدينة حلب، ناجم عن سقوط قذيفة على منطقة في حي حلب الجديدة.
وعلى صعيد متصل جددت القوات الحكومية استهدافها بالرشاشات الثقيلة مناطق في بلدة اليادودة، غرب درعا، كما قصفت مناطق في درعا البلد في مدينة درعا، في حين دارت اشتباكات في الريف الشرقي لدرعا بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة ومقاتلين من جبهة "فتح الشام" من جهة أخرى، حيث تركزت الاشتباكات في محوري الوردات ومجيدل في منطقة اللجاة، في محاولة من الأخير التقدم في المنطقة وفك الضغط عن بلدة محجة، التي تحاصرها القوات الحكومية، والواقعة على أوتوستراد "درعا – دمشق".
وفتحت القوات الحكومية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في بلدتي العجرف والصمدانية، في ريف القنيطرة، وقصفت طائرات حربية مناطق في بلدتي كفرزيتا واللطامنة في ريف حماة الشمالي، بينما قصفت القوات الحكومية مناطق في قريتي الدلاك وعيدون في ريف حماة الجنوبي، فيما قصفت الفصائل الإسلامية مناطق في بلدة محردة، التي يقطنها مواطنون من أتباع الديانة المسيحية، وتسيطر عليها القوات الحكومية، في ريف حماة الشمالي الغربي، كما فتحت القوات الحكومية نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي الوعر في مدينة حمص، فيما نفذت طائرات حربية غارات عدة على مناطق قرب بلدة الفوعة، في ريف إدلب الشمالي الشرقي، والتي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية. ونفذت طائرات حربية غارات على مناطق في محيط بلدة تفتناز، في ريف إدلب، بينما قصفت الفصائل الإسلامية مناطق في بلدة الفوعة، ففي ريف إدلب الشمالي الشرقي.
وتتواصل الاشتباكات بين القوات التركية وقوات "درع الفرات"، المكونة من الفصائل المقاتلة والإسلامية، من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في محيط مدينة الباب وريفها، والواقعة في الريف الشمالي الشرقي لحلب، حيث تشهد المنطقة معارك كر وفر بين الطرفين. ويحاول تنظيم "داعش" صد الهجمات التي تنفذها القوات التركية وقوات "درع الفرات" على مناطق سيطرته، فيما يحاول الأخير تحقيق تقدم في المنطقة، وتقليص سيطرة التنظيم، حيث تقوم بهجمات متلاحقة في عدد من المحاور، بغطاء من القصف المكثف الذي يستهدف مناطق الاشتباك، كما شهدت مدينة الباب ومناطق أخرى يسيطر عليها تنظيم "داعش"، في ريف حلب الشمالي الشرقي، قصفًا مكثفًا من قبل القوات التركية والفصائل العاملة ضمن العملية المدعومة تركيًا.
وتأتي هذه الهجمات بعد وصول تعزيزات عسكرية ضخمة، استقدمتها القوات التركية إلى الأراضي السورية، مؤلفة من آلاف الجنود والآليات والعتاد والذخيرة، والتي وصلت إلى ريف حلب الشمالي الشرقي، لبدء تركيا عمليتها العسكرية الكبرى في الباب، مع الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن عملية "درع الفرات"، من أجل السيطرة على المدينة، وطرد تنظيم "داعش" من أكبر معاقلها المتبقية في ريف حلب.
وحصلت تركيا، في منتصف كانون الأول 2016، على الضوء الأخضر الروسي، الذي يسمح لها بالتقدم نحو مدينة الباب والسيطرة عليها، وطرد تنظيم "داعش" منها، في أعقاب الاتفاق على تهجير نحو 27 ألف شخص، من بينهم أكثر من سبعة آلاف مقاتل من مربع سيطرة الفصائل في القسم الجنوبي الغربي من مدينة حلب، نحو ريف حلب الغربي، ولأن هذا التقدم والسيطرة على مدينة كبيرة وذات استراتيجية سيتيح المجال أمام القوات التركية لمنع استغلال قوات "سورية الديمقراطية" ثغرة الباب والسيطرة عليها، والتي ستمكن قوات الأخير من وصل مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية ببعضها في المقاطعات الثلاث (الجزيرة - كوباني – عفرين)، فيما خلفت الاستهدافات المكثفة للمدينة بالقذائف والصواريخ، مع القصف والغارات المكثفة التي شهدتها أماكن في مدينة الباب، والتي رافقت العمليات العسكرية على مدينة الباب، دمارًا واسعًا في المدينة، في ممتلكات مواطنين والمرافق العامة، وجاء تصعيد القصف بشكل أكبر على مدينة الباب والبلدات والقرى القريبة منها، والخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، بعد أول هزيمة تلقتها القوات التركية ومقاتلي الفصائل العاملة في "درع الفرات"، في 21 كانون الأول 2016.
وتمكنت فصائل "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" و"أحرار الشام" من استعادة السيطرة على بعض المزارع التي تقدمت إليها القوات الحكومية وحزب الله اللبناني، السبت، غرب وشمال شرق كتيبة الصواريخ، في محور بلدة حزرما في الغوطة الشرقية، عقب اشتباكات عنيفة بين الطرفين، على خلفية هجوم معاكس للفصائل على المنطقة، ترافق مع استهداف وإعطاب آليات فيما بينهم، وقتل وأصيب عدد من عناصر الطرفين، وشهدت الغوطة الشرقية حركة نزوح لعشرات العوائل من مناطق النشابية والزريقية وحوش الصالحية في منطقة المرج، في اتجاه المناطق الواقعة في القطاع الأوسط من غوطة دمشق الشرقية.
وتتواصل الاشتباكات بين قوات "سورية الديمقراطية" المدعمة بطائرات التحالف الدولي من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في ريف الرقة الشمالي، حيث تمكنت قوات "سورية الديمقراطية" من التقدم والسيطرة على قريتين قرب منطقة الكروان، وترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل بين الجانبين، في ظل معلومات عن خسائر بشرية في صفوفهما.
وسمع دوي انفجار على طريق "سراقب – آفس" في ريف إدلب الشرقي، تبين أنه ناجم عن انفجار عبوة ناسفة بسيارة يستقلها قيادي في جبهة "فتح الشام"، ما أسفر عن أضرار مادية، دون معلومات عن خسائر بشرية، في حين خرج عدد من الفتيات، في قرية الجانودية الواقعة في ريف مدينة جسر الشغور، في مظاهرة في القرية، طالبوا من خلالها بإسقاط وزارة التربية الحرة، والقائمين عليها، وذلك لسوء التعليم وعدم الاعتراف بالشهادات المنبثقة عن الوزارة. وترافقت المظاهرة مع إطلاق رصاص في الهواء من قبل عناصر حركة إسلامية تسيطر على القرية، وذلك لتفريق المظاهرة، قوبلت بمشادات كلامية بين العناصر والفتيات عقبها اعتقال عناصر من الحركة لأهالي عدد من الفتيات.
وسقطت قذيفة صاروخية على منطقة جنوب ملعب العباسيين، وسط العاصمة، ما أسفر عن أضرار مادية، دون معلومات عن خسائر بشرية، فيما قصفت القوات الحكومية أماكن في تل مصيبين وبلدة حيان، في ريف حلب الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. وقصفت الفصائل الإسلامية والمقاتلة مناطق في قرية عين ذكر، الخاضعة لسيطرة جيش "خالد بن الوليد"، المبايع لتنظيم "داعش"، في ريف درعا الغربي، في حين جددت القوات الحكومية استهدافها بالرشاشات الثقيلة لمناطق في بلدة اليادودة، غرب درعا.
وقصفت طائرات حربية مناطق في بلدة اللطامنة، في ريف حماة الشمالي، دون معلومات عن خسائر بشرية، في حين تشهد منطقة وادي بردى استمرار العمليات العسكرية، التي عاودت القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها البدء بها، صباح السبت، عقب فشل المرحلة الأولى من المفاوضات بين سلطات النظام والقائمين على وادي بردى، بوساطة روسية، حيث تستمر الاشتباكات بين القوات الحكومية وحزب الله اللبناني من جهة، والفصائل المقاتلة الإسلامية وجبهة "فتح الشام" من جهة أخرى، في محاور عين الفيجة وبسيمة ودير مقرن وكفير الزيت وكفر العواميد، حيث تحاول القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها تحقيق تقدم واستعادة السيطرة على مواقع جديدة في وادي بردى، وتتزامن الاشتباكات مع قصف من قبل القوات الحكومية بمزيد من القذائف المدفعية وصواريخ يعتقد أنها من نوع "أرض – أرض"، وسط تنفيذ الطائرات عشرات الضربات الجوية التي استهدفت بسيمة وعين الفيجة بوادي بردى، ومعلومات مؤكدة عن مقتل عناصر من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في القصف والاشتباكات والاستهدافات الجارية بين الطرفين, ووردت معلومات عن تمكن القوات الحكومية من تحقيق تقدم في نقاط في محيط منطقة ضهرة النحيلة، القريبة من دير مقرن.
وأكدت مصادر أن حزب الله والقوات الحكومية، بعد عدم تمكنهم من تحقيق تقدم استراتيجي في محوري بسيمة وعين الفيجة، عمدا إلى فتح جبهة جديدة من الجهة الشمالية الغربية لوادي بردى، وهي جبهة "هريرة - كفر العواميد – برهليا"، في محاولة لفرض سيطرتها على هذه المنطقة، التي تعد ذات أهمية استراتيجية. وأكدت المصادر أن حزب الله والنظام يحاولان، عبر هذا المحور، قطع خطوط الإمداد التي تربط وادي بردى بالقلمونين الشرقي والغربي، وبقية المناطق السورية، حيث تتيح طرق عبر الجرود والجبال المحيطة بوادي بردى للمشاة، للعبور من هذه المناطق نحو مناطق أخرى يقصدونها في القلمون، ومنها إلى مناطق سورية أخرى، إضافة إلى محاولتهما استغلال الظروف الجوية لخدمة العمليات العسكرية، حيث أكدت مصادر أن الطرق الواصلة إلى وادي بردى عبر جرودها وجبالها تغلق بشكل كامل مع هطول الثلوج في المنطقة، وما أخر النظام وحزب الله هو عدم تعرض المنطقة لأي هطول ثلجي حتى الآن.
وعادت العمليات العسكرية في منطقة وادي بردى بعد عدم التوصل لاتفاق حول قضية المياه ومنابعها ومحطات ضخها في عين الفيجة، والتي تقوم على انسحاب المقاتلين من النبع ومحطات الضخ ومحيطها ورفع أعلام لنظام فوقها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر