تتواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، الجمعة، حيث يحاول الجيش الروسي بسط المزيد من السيطرة على أراض أوكرانية، فيما تحاول قوات كييف استعادة الأراضي بمساعدة عسكرية من الغرب وفي آخر التطورات، كشف القائم بأعمال رئيس دونيتسك دينيس بوشيلين، عن تعرض الدفاعات الروسية في أرتيوموفسك لمحاولات اختراق "استثنائية" من قبل الجيش الأوكراني، لعرقلة تقدم القوات الروسية ومنعها من تنفيذ عمليات هجومية.
بوشلين أكد أيضا استعداد وحدات دونيتسك للتنسيق مع الوحدات القتالية الروسية في اتجاهات أرتيوموفسك للتصدي للهجمات الأوكرانية.
يأتي ذلك فيما قال رمضان قديروف، رئيسُ جمهورية الشيشان، إن مقاتلين من الشيشان انتشروا في منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا لمنع هجمات من أسماهم "جماعات التخريب الأوكرانية".
وقال قديروف، إن مقاتلين من كتيبة "زاباد-أخمات" انتشروا بالقرب من قرية نيخو-تيفكا الحدودية ونقطة تفتيش في منطقة غريفو-رون التي شهدت هجوما أوكرانيا عبر الحدود في مايو الماضي. كما طمأن سكانَ المناطق المتاخمة للحدود مع أوكرانيا بألا يشعروا بالقلق، متوعدا كل من يريد مهاجمة بيلغورود بالرد الصاعق.
وقبلها، أعلن الجيش الأوكراني، الخميس، استعادة السيطرة على أرض تجاوزت مساحتها 100 كيلومتر مربع منذ بدء هجومها. وفي المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها نجحت في قصف منشآت تصنيع طائرات مسيرة في أوكرانيا باستخدام أسلحة عالية الدقة وبعيدة المدى.
وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع في بيان إلى أن الدفاعات الجوية الروسية اعترضت خمسة صواريخ أُطلقت باستخدام منظومة "هيمارس" أميركية الصنع وأسقطت خمسا وعشرين طائرة مسيرة.
من جهتها، أكدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار الخميس في مؤتمر صحافي أن الجيش الأوكراني "يحرز تقدما" على الجبهة رغم "المقاومة القوية" للقوات الروسية، خصوصا في جنوب البلاد.
وأضافت أن القوات الأوكرانية تقدمت "أكثر من ثلاثة كيلومترات" خلال الأيام العشرة الماضية في منطقة باخموت (شرق). وفي الجنوب قالت إن الجيش الأوكراني يحقق "تقدما تدريجيا لكنه ثابت" رغم أن "العدو أبدى مقاومة قوية".
وقالت إن في هذه المنطقة "تواجه القوات الأوكرانية حقولا ملغمة" و"استخدام مسيّرات متفجرة" و"قصفا مكثفا". وأكدت ماليار أن "العدو يحشد جنود احتياط إضافيين حول باخموت حاليا" لمنع تقدم القوات الأوكرانية، وقد نقل وحدة هجومية إلى هناك من الجنوب.
في المجموع، استعاد الجيش الأوكراني "أكثر من 100 كيلومتر مربعة" في أسبوع من القتال، على ما أكد من جهته المسؤول في الجيش الأوكراني أوليكسي غروموف خلال المؤتمر الصحافي.
وأشار إلى أنه في جنوب غرب منطقة دونيتسك الشرقية، تقدم الأوكرانيون حوالى ثلاثة كيلومترات قرب بلدة مالا توكماتشكا و"ما يصل إلى سبعة كيلومترات" جنوب فيليكا نوفوسيلكا.
حرب المسيرات تشتعل
وفي وقت سابق من الخميس، قال رئيس بلدية مدينة كريفي ريه بوسط أوكرانيا، أولكسندر فيلكول، إن صواريخ روسية أصابت منشأتين صناعيتين في المدينة في الساعات الأولى من صباح، الخميس، كما أفادت تقارير بوقوع هجوم بطائرة مسيرة في أوديسا، فيما أسقطت روسيا 9 طائرات مسيّرة فوق شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو. وقالت بيلاروسيا من جهتها إنها أسقطت مسيرة أوكرانية في غوميل الحدودية.
وقال فيلكول إن ثلاثة صواريخ أصابت مؤسستين صناعيتين "لا علاقة لهما بالجيش" مما أدى إلى إصابة رجل يبلغ من العمر 38 عاما. وتضررت سيارة من حطام صواريخ أسقطتها الدفاعات الجوية". وكتب فيلكول على "تليغرام": "الدمار كبير".
يأتي ذلك فيما قال الجيش الأوكراني إنه أسقط صاروخا و20 مسيّرة روسية خلال الليل. وقال الجيش الأوكراني على "تليغرام" إن القوات الأوكرانية تمكنت من اعتراض واحد من أربعة صواريخ كروز أطلقت من بحر قزوين و20 مسيّرة أطلقت من الشمال والجنوب. وأضاف أن ثلاثة صواريخ أخرى أصابت "منشآت صناعية في منطقة دنيبروبتروفسك".
9 مسيرات أوكرانية تهاجم القرم
وفي مدينة أوديسا الساحلية الجنوبية، قالت السلطات إن الدفاعات الجوية أسقطت جميع الطائرات الروسية المسيرة البالغ عددها 18 التي اقتربت من المنطقة. كما أفادت السلطات في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا بوقوع هجوم بطائرة مسيرة، قائلة إنها أسقطت 9 طائرات مسيرة أوكرانية.
وأعلن رئيس جمهورية القرم، سيرغي أكسيونوف، عن انفجار مسيرة في بلدة دوكوتشيفو في منطقة كراسنوغفارديسكايه بشبه الجزيرة، دون وقوع إصابات، وتحطمت النوافذ في عدد من المباني السكنية، وفي المجموع، تم إسقاط أو السيطرة على 9 مسيرات خلال الليل وصباح اليوم الخميس. يُشار إلى أن منطقة كراسنوغفارديسكايه تقع في وسط شبه جزيرة القرم، وبلدة دوكوتشيفو على بعد 40 كم من سيمفيروبول.
هذا وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" Wall Street Journal، الخميس، أن اليابان تجري محادثات بشأن تزويد الولايات المتحدة بقذائف مدفعية لتعزيز المخزونات من أجل الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا على قوات روسيا.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصادر مطلعة، أن طوكيو تبحث تزويد واشنطن بقذائف مدفعية عيار 155 مليمترا بموجب اتفاق أبرم عام 2016 لمشاركة الذخيرة في إطار التحالف الأمني طويل الأمد بين البلدين.
وتزامنا، أعلنت الحكومة النرويجية، الخميس، أن أوسلو وكوبنهاغن اتفقتا على تزويد أوكرانيا بـ9 آلاف قذيفة مدفعية إضافية. وقالت الحكومة في بيان على موقعها الرسمي: "وافقت النرويج والدنمارك على تزويد أوكرانيا بـ9000 قذيفة مدفعية إضافية، وستوفر النرويج الذخيرة، والدنمارك الصمامات والمادة الدافعة". هذا واتفقت وزارة الدفاع الدنماركية مع وزارة الدفاع النرويجية، في 3 أبريل، على تزويد أوكرانيا بـ8 آلاف قذيفة مدفعية من عيار 155 ملم".
وفيما تشن القوات الأوكرانية هجومها المضاد الذي أطلقته الأسبوع الماضي ضد القوات الروسية في جنوب أوكرانيا، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الأربعاء، أن الهجوم المضاد الأوكراني سينتهي بانتصار موسكو، مضيفة: "لأننا أصحاب حق".
كما قالت في مقابلة مع "العربية" و"الحدث": "كييف هي من حظرت على نفسها إجراء محادثات معنا"، مشيرة إلى أن أي مبادرة لحل الأزمة بدون محادثات ستكون سخيفة.
وأضافت "نعمل على تطوير علاقاتنا مع الدول العربية المبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة"، مبينة أن دولاً عديدة وسياسيين قدموا رؤيتهم في مبادرات لحل الأزمة الأوكرانية.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر