الدار البيضاء – رضى عبد المجيد
التزمت دولتا السعودية والمغرب الصمت طيلة السنة الماضية 2018، رغم تلميحات الأولى بعدم "مغربية الصحراء"، إلا أن تقريرًا بثته قناة "العربية" مؤخرًا يتحدث عن "غزو المغرب للصحراء بعد انسحاب المستعمر الإسباني"، أخرج المغرب من صمته واستدعى سفيره في الرياض احتجاجًا على هذا التقرير.
أقرأ أيضًا:بوريطة يبحث مع بومبيو سبل التعاون بشأن القضايا الإقليمية بين المغرب وأميركا
وقالت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، أن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ألمح خلال لقائه الأخير مع قناة "الجزيرة" القطرية إلى تحفظات بلاده الجادة، على جولة ولي العهد السعودي التي شملت دولا عربية، خاصة بعد الإدانة الدولية لمقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول. وردا على سؤال حول سبب عدم استضافة الرباط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في أثناء جولة قام بها مؤخرا إلى دول عربية أخرى، قال بوريطة: "إن الزيارات الرسمية يتم إعدادها مسبقا، وفقا للبروتوكول".
وكانت تقارير قد تحدثت عن رفض ولي العهد السعودي زيارة المغرب بعد علمه بعدم استقباله من قبل الملك محمد السادس، حيث اقترح الجانب المغربي أن يكون اللقاء برئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ليتم إلغاء الزيارة، التي شملت عدة محطات في شمال إفريقيا للأمير محمد بن سلمان.
وأثار الشريط الوثائقي الذي بثته قناة "العربية" أزمة معلنة بين البلدين، حيث تحدث عن "غزو المغرب لمنطقة الصحراء بعد مغادرة المستعمر الإسباني عام 1975"، وهو الطرح الذي تدعمه الجزائر والبوليساريو.
وبالموازاة مع استدعاء السفير المغربي في الرياض، انسحبت المملكة بشكل نهائي من المشاركة في العمليات العسكرية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في الحرب اليمنية.
وتمر العلاقات بين المملكتين المغربية والسعودية من أسوأ مراحلها عبر التاريخ، بعد مرحلة فتور غير مسبوقة أثرت على العلاقات بين البلدين. ولم تعبر الرباط في الصيف الماضي، عن أي موقف تجاه أزمة السعودية مع كندا، بخلاف باقي الدول العربية التي اصطفت إلى جانب السعودية، بعد طرد السفير الكندي من الرياض واتهام كندا بالتدخل في شؤون المملكة العربية السعودية. ولم تصدر الخارجية المغربية أي بيان يخص أزمة السعودية مع كندا، إلى جانب قطر، وهو ما يعكس التوتر في العلاقات بين المملكتين.
وتوترت العلاقات بين الطرفين بعد توقيع المغرب على 11 اتفاقية مع قطر في مختلف المجالات، بما فيها الاقتصاد والسياحة والتجارة والطاقة والثقافة وغيرها، وهو ما لم يرق للسعودية التي لم تعبر عن ذلك بشكل علني، لكنها ردت على طريقتها، عندما منحت صوتها لصالح الملف المشترك للولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك، لتنظيم كأس العالم في كرة القدم لعام 2026، على حساب الملف المغربي. ولم تكتف السعودية بالتصويت ضد المغرب في الثالث عشر من يونيو الماضي في موسكو، بل حشدت الدعم لصالح الملف الأميركي، بإقناع اتحادات كروية أخرى بالتصويت ضد الملف المغربي الذي خسر رهان تنظيم المونديال.
وقبل يوم التصويت على البلد المنظم للمونديال، أصدر مستشار ولي العهد ورئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، تركي آل الشيخ، عدة رسائل أظهر من خلالها موقف بلاده من ملف المغرب لتنظيم مونديال 2026، وأقحم السياسة في الرياضة، عندما قال بأن من يطلب الدعم يجب عليه أن يتوجه إلى الرياض، وأن المغرب أخطأ البوصلة بتوجهه إلى "الدويلة"، في إشارة إلى قطر، كما قال بأن السعودية ستنظر إلى مصالحها عوض الالتفات إلى اعتبارات أخرى.
وفي محاولة لتجاوز الأزمة، وجه الملك محمد السادس أواخر شهر أغسطس الماضي، من خلال وزير السياحة محمد ساجد، دعوة إلى العاهل السعودي من أجل زيارة المغرب، وهو الأمر الذي لم يتم في نهاية المطاف.
وقد يهمك أيضًا:بوريطة يتوجه إلى واشنطن بدعوة من وزير الخارجية الأميركي
بوريطة يُشارك في الاجتماع الوزاري للاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر