شهد الجيب الأخير المتبقي لتنظيم "داعش" عند ضفاف نهر الفرات الشرقية في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، غارات جوية مكثفة ومتواصلة تنفذها طائرات التحالف الدولي على مواقع ونقاط وآليات التنظيم في هجين ومناطق أخرى ضمن الجيب. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن حدة القصف والاستهدافات تصاعدت خلال الساعات القليلة الماضية، بالتزامن مع ترقب مستمر لبدء "قوات سورية الديمقراطية" عملية عسكرية برية في المنطقة.
ووثق المرصد السوري وقوع خسائر بشرية في صفوف التنظيم على خلفية الضربات المكثفة هذه، حيث قتل ما لا يقل عن 11 عنصراً من التنظيم بينهم قيادي محلي، وبذلك فإنه يرتفع إلى 30 على الأقل عدد عناصر التنظيم الذين قتلوا خلال الاستهدافات الجوية المكثفة على مواقع وآليات لتنظيم "داعش" أيام الأحد والاثنين والثلاثاء الماضية.
وبذلك، يرتفع إلى 624 عدد مقاتلي تنظيم "داعش" ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات ضمن الجيب الأخير للتنظيم، بينهم 357 قتلوا في الشهر الثاني من العمليات العسكرية، وذلك منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الماضي ، فيما كان المرصد السوري قد وثق 347 من "قوات سورية الديمقراطية" بينهم 208 على الأقل قضوا في الشهر الثاني من العمليات العسكرية، كذلك أعدم تنظيم "داعش" 5 مدنيين بتهمة التعامل مع قوات سورية الديمقراطية، كما أعدم التنظيم 10 مقاتلين من قوات سورية الديمقراطية بعد أسرهم، كما رصد المرصد السوري وقوع مئات الجرحى من مدنيين ومن طرفي القتال، إضافة لإحداث مزيد من الدمار في البنى التحتية وممتلكات المواطنين
انتشال المزيد من الضحايا من تحت الأنقاض
وفي محافظة دير الزور أيضاً، تتواصل عملية انتشال العالقين تحت الأنقاض على خلفية قصف طائرات التحالف على مناطق في بلدة الشعفة الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" بريف دير الزور الشرقي مساء الأحد الماضي، حيث رصد المرصد السوري انتشال 10 جثث جديدة من تحت أنقاض الدمار الذي خلفه قصف التحالف، ليرتفع إلى 38 عدد الذين استشهدوا وقضوا جراء عملية القصف هذه، وهم 32 مدنياً من عوائل تنظيم "داعش" بينهم 13 طفلاً دون سن الـ 18 و12 مواطنة، فيما تبين أن الـ 6 الآخرين هم من عناصر التنظيم، قضوا جميعاً في استهداف طائرات التحالف الدولي لمنازل عوائل من تنظيم "داعش" في بلدة الشعفة عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وبذلك فإنه يرتفع إلى 82 بينهم 35 طفلاً دون سن الـ 18 و28 مواطنة، ومن ضمن الشهداء 28 من الجنسية السورية بينهم 14 طفل و11 مواطنة، أما باقي الشهداء فغالبيتهم من الجنسية العراقية من عوائل عناصر في تنظيم “داعش”، ممن استشهدوا في بلدتي هجين والشعفة خلال 3 جولات من الاستهداف من قبل التحالف الدولي خلال أيام الخميس والجمعة والأحد الـ 8 و الـ 9 والـ 11 من شهر تشرين الثاني الجاري، فيما لا يزال عدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود جرحى بجراح متفاوتة بالإضافة لوجود مفقودين ومعلومات عن شهداء آخرين.
وصول آليات عسكرية وأسلحة ثقيلة الى ريف حلب
وإلى محافظة حلب، وصلت آليات عسكرية مدججة بأسلحة ثقيلة ومتوسطة وعناصر من القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها أمس الثلاثاء إلى منطقة "تل رفعت" في ريف حلب الشمالي، حيث مواقع سيطرة هذه القوات. ولم يعلم حتى اللحظة ما إذا كانت هذه التعزيزات العسكرية استقدمتها القوات الحكومية السورية إلى المنقطة لغرض ما، أم أنها عملية تبديل نوبات لحواجز ونقاط القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها في المنطقة.
وتشهد محاور التماس في ريف حلب الشمالي بين الحين والآخر استهدافات واشتباكات بين القوات الحكومية السورية وحلفائها، وبين الفصائل العاملة في المنطقة. وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أفاد سابقاً أنه رصد عمليات تحشد القوات الحكومية السورية مع القوات الإيرانية والمسلحين الموالين لها في القطاعين الشمالي والشمالي الشرقي من ريف حلب، حيث مناطق التماس مع الفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة في المنطقة والمدعوم معظمها من القوات التركية، للبدء بعملية عسكرية في المنطقة، إذ بدأت هذه التحشدات منذ مطلع شهر أيلول / سبتمبر الماضي، مستقدمة المزيد من التعزيزات العسكرية من دبابات وعربات مدرعة، وأسلحة ثقيلة ومتوسطة بالإضافة للمقاتلين، تزامناً مع تحركات للمعارضة السورية من فصائل مقاتلة وإسلامية وتعزيز القوات التركية لمواقعها وتحصيناتها.
وعلم المرصد السوري أن تعزيزات القوات السورية بلغت ما يزيد عن 5000 عنصر من الجيش والمسلحين الموالين له من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، وعشرات الآليات والمدرعات والدبابات، انتشرت على محاور ممتدة من منطقة سد الشهباء وصولاً لخطوط التماس مع عفرين، مروراً بأم حوش وتل رفعت وحربل وعين دقنة ومنغ ومطارها ودير جمال ومحيط نبل والزهراء، ومحاور في ريف حلب الشمالي الشرقي، خشية هجوم قد يستهدف مواقعها، في حال أقدمت على إطلاق معركة إدلب، التي تحشدت لها بأكثر من ألفي مدرعة عسكرية وعشرات الآلاف من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، معظم استقدموا من جبهات شهدت سابقاً معارك ضد تنظيم "داعش" أو الفصائل المقاتلة والإسلامية.
تحرير الشام تعزز مواقعها شرق إدلب
تشهد مناطق الهدنة التركية الروسية والمنطقة منزوعة السلاح، عمليات قصف واستهدافات متبادلة بين القوات الحكومية السورية والفصائل، حيث رصد المرصد السوري قامت فصائل عاملة بالقطاع الجنوبي من ريف حلب، بقصف مواقع القوات الحكومية السورية في منطقة خان طومان. كذلك قصفت القوات الحكومية السورية أماكن في كفرحمرة وأماكن أخرى في أطراف حلب الشمالية والشمالية الغربية، في حين سقطت 3 قذائف صاروخية أطلقتها الفصائل على أماكن في حي شارع النيل بالقسم الغربي من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية السورية. وجددت القوات الحكومية قصفها الصاروخي مساء الثلاثاء على أماكن في أطراف بلدة اللطامنة بالريف الشمالي الحموي.
وفي الريف الإدلبي، رصد المرصد السوري تجدد الاشتباكات في محور الكتيبة المهجورة شرق إدلب، بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة، وهيئة تحرير الشام وفصائل أخرى عاملة في المنطقة من جهة أخرى، بالتزامن مع استقدام "تحرير الشام" لمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة الواقعة على مقربة من غرفة قيادة عمليات القوات الحكومية السورية شرق إدلب، وذلك بعد التعزيزات التي استقدمتها قبل نحو 48 ساعة.
وكان المرصد السوري نشر منذ ساعات، أن القوات الحكومية السورية جددت خرقها لمناطق الهدنة الروسية التركية في محافظات إدلب وحماة وحلب واللاذقية، حيث رصد استهداف القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها بنيران رشاشاتها الثقيلة مناطق في محيط بلدة اللطامنة وبعدة قذائف مدفعية مناطق في قرية البانة الواقعتين ضمن المنطقة منزوعة السلاح في الريف الشمالي لحماة، كما قصفت القوات الحكومية السورية مناطق في قرية آباد غرب بلدة أبو الضهور بريف إدلب الشرقي، ومناطق أخرى في قرية قطرة بريف معرة النعمان الشرقي. كذلك تعرضت أماكن في بلدة جزرايا بالريف الجنوبي لحلب، لقصف من قبل القوات الحكومية دون أنباء عن خسائر بشرية.
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات أنه تتواصل عمليات القصف والاستهدافات المتبادلة ضمن المنطقة منزوعة السلاح بمحور الكتيبة المهجورة في ريف إدلب الشرقي، بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جانب، وفصائل عاملة بالمنطقة من جانب آخر، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين الطرفين في المنطقة، فيما وثق المرصد السوري خسائر بشرية على خلفية القصف والاستهدافات والاشتباكات، إذ قتل ما لا يقل عن 3 عناصر من القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها في المنطقة، وسط معلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الفصائل.
كذلك علم المرصد أن "هيئة تحرير الشام" استقدمت تعزيزات عسكرية خلال الـ 48 ساعة الفائتة إلى نقاط التماس مع القوات الحكومية السورية في المنطقة الواقعة على مقربة من غرفة قيادة عمليات القوات الحكومية السورية بالقطاع الشرقي من ريف إدلب، ومع مقتل المزيد من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها، فإنه يرتفع إلى 21 عدد قتلى القوات الحكومية السورية وحلفائها ممن قتلوا ضمن المنطقة منزوعة السلاح في أرياف حماة واللاذقية وإدلب وحلب، خلال عمليات قصف واستهدافات واشتباكات مع فصائل عاملة في المناطق أنفة الذكر في الفترة الممتدة من الـ 15 من شهر تشرين الأول الفائت من العام الجاري، وحتى اليوم الثلاثاء الـ 13 من شهر تشرين الثاني الجاري.
وكان المرصد السوري نشر الثلاثاء، أن المنطقة منزوعة السلاح ومناطق الهدنة التركية الروسية المطبقة في حلب وحماة وإدلب واللاذقية، تشهد استمرار الخروقات في مناطق متفرقة منها. حيث رصد المرصد فجر الثلاثاء، اشتباكات عنيفة جرت على مقربة من غرفة قيادة عمليات القوات الحكومية السورية شرق إدلب، وتحديداً في محور الكتيبة المهجورة بالقطاع الشرقي من ريف إدلب، جرت بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل عاملة في المنطقة من ضمنهم جهاديين من جهة أخرى، ترافقت مع عمليات قصف واستهدافات متبادلة، إذ قصفت القوات الحكومية السورية أماكن في محاور طويل الحليب والمشيرفة بالتزامن مع استهداف الفصائل مواقع القوات الحكومية السورية في المنطقة، فيما لا تزال عملية الاستهداف والقصف متواصلة حتى الآن بشكل متقطع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر