اتَّهمت فصائل "الجيش السوري الحر" في محافظة حلب، القوات الحكومية بقصف الأحياء التي تسيطر عليها لإيهام العالم بأن "الجيش الحر" هو من يقصف المدنيين في حلب، كما طالبت فصائل المعارضة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري ووضع حد لما وصفتها "بجرائم قوات النظام في حلب وريفها".
ودانت فصائل الحر اليوم السبت، الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها الأحياء المدنية الخاضعة لسيطرة القوات النظامية في الجهة الغربية من مدينة حلب شمالي البلاد، والتي أودت بحياة العشرات من المدنيين بين قتلى وجرحى معظمهم من النساء والأطفال.
واصدرت كتائب الجيش الحر بياناً حمل اسماء 19 فصيلاً في حلب، أدان استهداف تجمعات المدنيين في حلب وريفها من قبل الطائرات السورية والروسية وصواريخ أرض – أرض وقذائف الهاون التي تنطلق من الثكنات العسكرية التي تتمركز فيها قوات النظام في حلب والتي أودت بحياة عدد من المدنيين. وأكدت فصائل الجيش الحر سعيها الدائم لتحييد المدنيين وعملها الدؤوب في التأكد من اتخاذ مقاتليها كافة الاحتياطات اللازمة لمنع سقوط مدنيين في المعارك الدائرة ضد قوات الأسد ومجموعات المرتزقة الأجنبية المتحالفة معها".
وطالب بيان فصائل الجيش الحر، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن بضرورة اتخاذ كافة الاجراءات والتدابير لمنع قوات الأسد من نشر مقراته ومرابض مدفعيته في المناطق المدنية واستخدام المدنيين دروعاً بشرية وطالب بإلزام النظام بتحييد مناطق المدنيين بحلب وريفها والحيلولة دون استخدام ملف محاربة الإرهاب باستهداف المدنيين ودعم أي تقدم لقوات الأسد المجرم من قبل الطائرات الروسية لتصفية الحسابات الدولية بتدمير المدن والبلدات السورية وحرف الأنظار عن انتهاكات النظام بشكل يومي واستخدامه القصف العشوائي.
بيان فصائل الجيش الحر دعا أيضاً المجتمع الدولي إلى "اتخاذ إجراءات عقابية بحق مرتكبي جرائم حرب ضد المدنيين"، كما طالب المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية بتوثيق جرائم النظام التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
يذكر أن الأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام شهدت أمس يوماً دامياً بسقوط اكثر من 50 قتيلاً واكثر من 300 جريح معظمهم من النساء والأطفال بقصف مدفعي وصاروخي طال حيي الفرقان والسكن الجامعي ، وسط تبادل الاتهامات بين القوات النظامية والمعارضة حول المسؤولية عن قصف المدنيين بحلب.
وقال مصدر عسكري سوري ان وحدات من الجيش العاملة في حلب وسعت من نطاق سيطرتها في الريف الشمالي بعد تكبيد المجموعات التي وصفتها "بالإرهابية "خسائر فادحة .
وأضاف المصدر العسكري في تصريح نقلته وكالة الانباء السورية " سانا " بأن وحدات من الجيش “دكت مواقع الإرهابيين الذين يستهدفون المناطق السكنية في حلب. وأشار إلى أن وحدات الجيش وسعت في عمليات نوعية من نطاق سيطرتها في محيط طريق الكاستيلو واستعادت محلجة التبغ وكتل أبنية الكولونيز ومحلجة الثورة وعدداً من المعامل والمنشآت الاقتصادية في منطقة الخالدية” بريف حلب الشمالي ".
ولفت المصدر إلى أن وحدات من الجيش ضيقت الخناق على المجموعات الإرهابية بريف حلب الشمالي وكبدتها خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد الحربي ودمرت أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم.
وأحكمت وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية خلال الأيام الماضية سيطرتها على كامل مزارع الملاح الشمالية والجنوبية وأبنية المحالج وسرحيل ومبنى الشرطة وعدد من كتل الابنية في منطقة الليرمون وقطعت نارياً طريق الكاستيلو على أطراف مدينة حلب الشمالية
وأعلنت القوات الحكومية اليوم، تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى في جميع الأراضي السورية، بعد انتهاء التهدئة خلال أيام عيد الفطر الثلاثة، منتصف ليل أمس الجمعة.
ورغم التهدئة المعلنة خلال الأيام الثلاثة الفائتة، فإن مناطق عديدة خاضعة لسيطرة المعارضة تعرضت لقصف القوات النظامية والطيران الحربي الروسي، ما أدى إلى سقوط ضحايا، كان أكبرهم عددا في بلدة دركوش الحدودية مع تركيا بريف إدلب الغربي، والذي وصل إلى 20 قتيلا و50 جريحا مدنيا، سقطوا جراء غارة روسية على سوق شعبي أمس.
كما لقي 25 مدنيا على الأقل مصرعهم وأصيب أكثر من 50 آخرين، في حي الفرقان الخاضع لسيطرة النظام غربي مدينة حلب ليل أمس، إثر سقوط صواريخ أرض - أرض قرب مدرسة التمريض، الأمر الذي لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عنه، وسط اتهام النظام فصائل المعارضة بالوقوف وراءه، وتأكيد المعارضة أنها لا تمتلك صواريخ من النوعية التي ظهرت في الصور التي نشرتها وسائل الإعلام النظامية وقالت إنها سقطت في الحي.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي تبنى بالإجماع، قرارا بوقف الأعمال القتالية في سورية في 26 شباط/فبراير الفائت، وافقت عليه القوات النظامية وفصائل المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية، ولم يشمل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة المصنفين كتنظيمين إرهابيين دوليا، غير أن الهدنة لم تصمد طويلا وتعرضت لكثير من الخروقات، تزامنا مع تعثر مباحثات جنيف بين النظام والمعارضة، والتي توقفت إثر انسحاب وفد المعارضة منها.
واعلنت "قوات سورية الديمقراطية" سيطرتها الكاملة على حي الحزاونة جنوبي مدينة منبج بريف حلب الشرقي، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي تنظيم "داعش" .وذلك بعد هجوم شنته قواتها فجر اليوم، وسيطرت على أجزاء من حي الحزاونة الواقع عند المدخل الجنوبي الى مدينة منبج الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بريف حلب الشرقي، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي التنظيم لتصبح على بعد كيلو متر واحد عن مركز المدينة.
وقال مصدر عسكري في "الديمقراطي" أن القوات تواصل تقدمها بحي الحزوانة، فيما تتركز الاشتباكات الآن في محيط دوار الدلة داخله، مشيرا إلى أن أكثر ما يعيق تقدم القوات، الألغام الأرضية التي نشرها التنظيم في شوارع وأزقة الحي، إذ فكت الكتيبة الهندسية نحو 80 لغما منذ ساعات الصباح الأولى اليوم، حسب المصدر.
وأضاف المصدر العسكري أن معارك كرّ وفرّ تدور بين الجانبين في محيط دوار الكتاب والمدرسة الشرعية غربي منبج، مبينا أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 13 عنصرا من القوات، بينهم ستة قضوا قنصًا، وإصابة ثمانية آخرين بجروح، فيما قتل ثمانية من مقاتلي التنظيم، واستولت القوات على ذخائر وأسلحة فردية بعد انسحاب التنظيم من مواقع في الحي.
في الأثناء، شن طيران التحالف الدولي أربع غارات على الفرن الآلي وسط مدينة منبج، ومحيط كراج بلدة الخفسة الخاضعة للتنظيم أيضا بريف حلب الشرقي، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى مدنيين لم يعرف عددهم بعد.
وكان ثمانية مدنيين قتلوا وأصيب خمسة آخرون، جميعهم من عائلة واحدة أمس، أثناء محاولتهم الخروج من منبج عبر طريق قرية الياسطي شمال شرق المدينة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر