تعويضات الشجر والبشر بشأن سد بولعوان تغضب دواوير في إقليم الحوز
آخر تحديث GMT 17:09:16
المغرب اليوم -

تعالت الأصوات الاحتجاجية على طريقة الإحصاء وغموض الإجراءات

تعويضات "الشجر والبشر" بشأن سد بولعوان تغضب دواوير في إقليم الحوز

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تعويضات

مشروع بناء سد أيت زياد على واد الزات بإقليم الحوز
الرباط - المغرب اليوم

أثار مشروع بناء سد أيت زياد على واد الزات بإقليم الحوز، موجة  من الاحتجاجات، فما إن خرج إلى حيز الوجود بعد مصادقة الحكومة أخيرا على إنشائه إلى جانب سد بولعوان في إقليم شيشاوة، حتى تعالت أصوات تحتج على طريقة الإحصاء وغموض الإجراءات المتخذة بخصوص تعويض سكان المنطقة، عن الأشجار والعقار والأراضي الفلاحية.

وكان بناء سد على "وادي الزات"، مطلبا للسكان ومن يمثلهم في البرلمان، لوضع حد من جهة للأضرار الفيضانية التي تضرب مناطق عدة وتخلف خسائر بشرية ومادية كبيرتين، ولتوفير ماء الشرب لدائرة أيت أورير ومدينة مراكش، ومياه السقي للأراضي الفلاحية، المساهمة في توليد الطاقة الكهربائية وتطعيم الفرشة المائية، من جهة ثانية.

وأوضح الحبيب بنطالب رئيس جامعة الغرف الفلاحية في المغرب، في تصريح لـ"هسبريس"، أن أهمية هذه المنشأة الفنية الأولى على الصعيد الوطني، تتمثل في ضبط مياه الأمطار وتثمينها لتطعيم الفرشة المائية، التي ستوفر الموارد المائية للآبار الفلاحية، وستوسع من المدارات السقوية بإقليم الحوز، وتوفر ماء الشرب له ولمراكش.

ورغم هذه النتائج الإيجابية فإن بناءه سيأتي على عدد كبير من الأشجار المثمرة، التي عمرت بمنطقة بنائه ما يزيد على قرن من الزمان، وأراض فلاحية مسقية كانت مصدر عيش لسكان عدة دواوير في جماعة تيديلي مسفيوة، معظمها تم تحفيظه فيما جزء منها تتأسس ملكيته على الاعتراف الجماعي والعرف الذي ساد أمازيغ أيت زياد.

ضبابية انطلاقة العمليات الأولى المرتبطة ببناء سد واد الزات، على حد تعبير بعض سكان جماعة تيدلي ممن التقتهم هسبريس بمنطقة الشبايك، دفعتهم إلى تنظيم وقفة احتجاجية وتأسيس تنسيقية للمطالبة بتعويض منصف عن ضم أراضيهم، التي تشكل جزءا منهم، وعبروا عن تخوفهم من انعكاساته على المناطق التي تعتمد عليه في السقي بأيت أوير والنواحي.

عبد الجليل لمباركي من ساكنة دوار أمين تغرييست، قال في تصريح لهسبريس "نعاني اليوم من مشكل عويص يتمثل في غياب المعلومة التي تخص ما يرتبط ببناء السد على واد الزات"، مضيفا" فطريقة الإحصاء لم تكن محترفة لأنه تم بطريقة عشوائية واعتباطية"، مشيرا" إلى وجود تعتيم تام بخصوص التعويض، بعد مرور خمسة أشهر عليها".

وأوضح طارق باحسين الذي يقطن بدوار "أكادير نديب"، أن "سكان المنطقة مع المصلحة العامة، شريطة استحضار حقنا فيها لأننا أولى بها، بسبب الأراضي التي ستنزع منا، ولها في قلوبنا عشق ومكانة لا تعوض بمال الدنيا"، مبرزا "أن المعضلة الكبرى هي بالنسبة إلى جزء من السكان ستنزع منهم الأراضي التي تشكل مصدر عيشهم، فيما ستبقى منازلهم محاذية للسد".

وزاد" مشكلة أخرى يجب الانتباه إليها وهي أن فئة من سكان المنطقة كانوا يشتغلون في أراضي غيرهم قرونا أبا عن جد، يحرثونها ويغرسون أشجارها"، وتساءل عن موقع هؤلاء في برنامج المشرفين على هذا المشروع الكبير، الذي سيكون مصاحبا للبيئة ويجب عليه ألا يكون ظالما لمئات السكان"، بحسب تعبيره.

تسهيل عملية التحفيظ وتبسيط الوثائق الإدارية كتوحيد الاسم، وتقريب الإدارة من المواطنين الذين يعانون من الهشاشة بهذه المنطقة الجبلية، مطالب أخرى شدد عليها عبد المولى أحنيش، مشيرا إلى ضرورة الحرص على أن يكون هذا المشروع مفيدا للسكان الذين يوجدون خارج دائرة السد، من حيث حقهم في السقي، وتقديم تسيهلات للشباب لإنشاء مشاريع سياحية.

وتابع أحنيش مطالبا" بتعويض السكان بأراض فلاحية خصبة ومسقية دون مقابل وتكون قريبة من المنطقة لتسهيل استغلال ما قد يتبقى منها، مع تجميع الساكنة في منطقة واحدة، والحفاظ على النسيج الاجتماعي والخصوصية الثقافية ونمط عيشهم"، مشيرا إلى "ضرورة توفير البنية التحتية بمنطقة الترحيل، وتعويض السكان عن مشاريعهم الاقتصادية".

ولتبديد التخوفات أجمع كل من زارتهم هسبريس، من وزارة التجهيز والحوض المائي، ومصادرها بالسلطة الإقليمية، على أن هذا المشروع الكبير، سيقوم بتعويض سكان منطقة أيت زياد المعنيين بسد واد الزات، عن الأراضي والأشجار والعقار، بشكل منصف وعادل.

فإدارة الحوض المائي أكدت في لقاء مع هسبريس" أن اختصاص الوكالة هو الموازنة المائية لسد الخصاص، وأن سد واد الزات يشكل دعامة قوية للمنظومة المائية لتزويد الحوز الأوسط ومدينة مراكش بماء الشرب، وتوفير السقي الصغير والأوسط لحفظ حقوق الناس المائية، ولا علاقة لنا بالمسطرة المتعلقة بنزع الملكية والتعويض".

وتسجيل المستفيدين من تعويضات سد واد الزات، قامت به شركة مناولة، كلفت من طرف المقاولة التي رست عليها صفقة بناء هذه المنشأة الفنية، يقول مصدر هسبريس من السلطة الإقليمية، مضيفا" حضور أعوان السلطة مؤشر على مشروعية من يقوم بعملية الإحصاء".

أما المندوب الإقليمي بوزارة التجهيز في إقليم الحوز، الجلالي سحيتة فأكد من جهته أن "ثمن تعويض الأشجار والعقار الفلاحي سيكون منصفا ومهما"، مضيفا "نريد من خلال هسبريس، أن نطمئن سكان المنطقة بأن هذه العملية لن تظلم أحدا منهم".

"كل شيء سيتم إصلاحه في الحين، وكل من تقدم بأي تعرض ستتم معالجته، فمن لم تحص له شجرة أو بقعة أرضية أو بناية، سنتدارك ذلك"، مشيرا إلى أن "التعويض لن يكون موضوع تعرض لأنه سيكون عادلا"، بحسب قول المندوب نفسه.

وقد يهمك أيضا" :

 عزيز أخنوش يأمل أن تسير المشاورات حول التعديل الحكومي بسرعة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعويضات الشجر والبشر بشأن سد بولعوان تغضب دواوير في إقليم الحوز تعويضات الشجر والبشر بشأن سد بولعوان تغضب دواوير في إقليم الحوز



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:11 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - نظام غذائي يُساعد في تحسين صحة الدماغ والوظائف الإدراكية
المغرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يُغرم شركة ميتا الأميركية بـ800 مليون دولار

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 09:41 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

لعب المغربي وليد شديرة مع المغرب يقلق نادي باري

GMT 13:28 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

افتتاح مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ41

GMT 09:55 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

عيادات تلقيح صناعي تُساعد النساء في عمر الـ 60 علي الإنجاب

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

رِجل الحكومة التي كسرت وليست رجل الوزير

GMT 07:43 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

اختاري العطر المناسب لك بحسب نوع بشرتك

GMT 16:33 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يتشبث بنجم الوداد أشرف بنشرقي

GMT 10:22 2013 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

سمك السلور العملاق يغزو الراين الألماني وروافده

GMT 18:06 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مفاجأة سارة للراغبين بالتعاقد في قطاع التعليم المغربي

GMT 08:07 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان السعودي أبو بكر سالم بعد صراع طويل مع المرض

GMT 09:55 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جولن لوبيتيغي يؤكد أن إسبانيا ستتعذب بحثا عن التأهيل

GMT 09:56 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

الأسود يقطعون 2600 كلم بين ملاعب مونديال روسيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib