الرباط ـ وسيم الجندي
أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس، على أن "أفريقيا انخرطت في مسار التحول بشكل لا رجعة فيه"، مشيرا إلى أنها "تؤكد ذاتها وتفرض وجودها، في تطلع دائم إلى المستقبل، بكل ثقة واطمئنان"، لكنه شدد على أن ذلك "لا ينبغي أن ينسينا ما يقف في طريقنا من تحديات عدة، فما أحوجنا اليوم إلى إذكاء الوعي البيئي، بما يوازي حاجتنا إلى التنمية الشاملة لقارتنا".
وأضاف ملك المغرب في خطاب ألقاه، الأحد، أمام قمة قادة دول ورؤساء حكومات لجنة المناخ والصندوق الأزرق لحوض الكونغو المنعقدة في برازافيل، أن "اجتماعنا اليوم دليل على طابع الاستعجال الذي يكتسيه موضوعه بالنسبة إلى الجميع، فهو في غاية الأهمية بالنسبة إلى قارتنا، بل وللبشرية جمعاء، لما يجسده من وعي جماعي بالآثار المدمرة لتغير المناخ على القارة الأفريقية".
وشدد على أن "مسؤوليتنا الجماعية تقتضي منا اليوم أن نتجند جميعا من أجل حماية التنوع البيولوجي في أفريقيا، إذ ما فتئ استنزاف هذا الموروث المشترك يتسبب بعواقب وخيمة على السكان في حياتهم اليومية، بقدر ما يقوض أيضا فرص التنمية الاجتماعية والاقتصادية للجماعات التي تعتمد على هذا الرصيد في عيشها".
وتحدّث العاهل المغربي عن حوض الكونغو، وقال إنه "يشكل موقعا محوريا في قلب هذا الانشغال، فهو ثاني أكبر خزان للكربون، وثاني أكبر حوض نهري على الصعيد العالمي، مما يجعله أحد أكبر النطاقات الغابوية في العالم، وموطنا لما يزيد على نصف الأنواع الحيوانية في القارة الأفريقية، ومن ثم، فهو يسهم في ضبط توازن المناخ، على امتداد كوكبنا، ويجعل من أفريقيا رئة ثانية للعالم، وهذا ما يضفي على اجتماعنا في هذا المكان بالتحديد، أهمية بالغة في رسم معالم مستقبل هذا الرصيد الحيوي".
ورأى أن "الصندوق الأزرق لحوض الكونغو، الذي يشكل أهم أداة مالية للجنة المناخ لحوض الكونغو سيفضي حتما إلى إطلاق دينامية إيجابية، ستتمخض عنها جملة من المشاريع التي من شأنها أن تدعم اقتصاديات الدول الأعضاء"، وأشار إلى أن "هذا النمط الاقتصادي الجديد القائم على الماء وعلى حسن تدبيره يشكل رافعة للتنمية المستدامة".
واعتبر أن تفعيل هذا الصندوق "ينبغي أن يكون مقرونا بتعبئة جميع الفاعلين الاقتصاديين ومكونات المجتمع المدني، بما يسهم في اتخاذ تدابير ملموسة للتخفيف من آثار التغيرات المناخية والتكيف معها، ويكفل قيام نمط تنموي قائم على الصمود في وجه هذه التغيرات".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر