توقعات متواضعة تحاوط مؤتمر برلين بشأن ليبيا وأردوغان يهدّد أوروبا
آخر تحديث GMT 10:29:44
المغرب اليوم -

المغرب يعبّر عن استغرابه من عدم دعوته ومصر تقدّم ورقة مقترحات

توقعات متواضعة تحاوط مؤتمر برلين بشأن ليبيا وأردوغان يهدّد أوروبا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - توقعات متواضعة تحاوط مؤتمر برلين بشأن ليبيا وأردوغان يهدّد أوروبا

الجيش الوطني الليبي
برلين - المغرب اليوم

على بُعد ساعات قليلة من انطلاقِ مؤتمر برلين بشأن ليبيا، بدأت تتسرب بعض بنود مسَوَّدة المؤتمر والتي تشير إلى إمكانية تشكيل قوة أمنية عسكرية لمحاربة الإرهاب في ليبيا واستمرار قرار حظر السلاح لليبيا، بالإضافة إلى ضغوطٍ عربيةٍ أوروبية على المؤتمر من أجل تجميد الاتفاقية الموقعة بين تركيا وحكومة فايز السراج، في حين تعيش برلين ترقبًا أمنيًا وسياسيا في الساعاتِ التي تسبق انعقاد قمة حول ليبيا تُحضّرُ لها ألمانيا منذ أكثر من خمسةِ أشهر، حيث نجحت برلين بفرض نفسِها وسيطًا مقبولًا لدى طرفي الصراع الليبي بعد أن تجنّبت الاصطفاف مع طرفٍ ضد آخر.

وستحضر المؤتمر الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى مصر وإيطاليا وتركيا والجزائر والإمارات والكونغو، إلا أن التوقعات بشأن الحل لا تزال متواضعة، لا سيما في ظل تعنّت العديد من الأطراف، وعلى رأسها تركيا، التي هدد رئيسها رجب طيب أردوغان أوروبا، السبت، في مقال نشر في مجلة بوليتيكو، إما بحماية ودعم حكومة الوفاق الليبية برئاسة فائز السراج وإما الإرهاب. كما دعا أوروبا إلى دعم ما تقوم به بلاده في ليبيا بتقديم دعم عسكري لحكومة السراج إن كانت تريد إنهاء الصراع الليبي. واستبق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤتمر برلين حول ليبيا بمقال كتب فيه أن السلام هناك لا يتحقق إلا عبر البوابة التركية، وخيّر الأوروبيين في مقاله الذي نُشر في مجلة "بوليتيكو" الأميركية/ politico بين انتقال الإرهاب إلى أراضيهم أو المساهمة في بقاء حكومة الوفاق برئاسة "السراج".

بدوره، وصف المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، الرئيس التركي بـ"قائد الإرهاب" في العالم، مشيرا إلى أنه يقود ما وصفها بـ"العصابات الإرهابية" في طرابلس. وأضاف، الجمعة، أن "تركيا لم تكن عبر التاريخ ممر سلام لليبيا، فالسلام يمر عبر القضاء على التواجد التركي في ليبيا"، وأكد أن "أكثر من 2000 إرهابي تم نقلهم إلى ليبيا من تركمان سوريا وميليشيات لواء سمرقند وسلطان مراد ونور الدين زنكي وعناصر إرهابية أخرى، عن طريق مطاري معيتيقة ومصراته". وتابع "قوات حكومة (الوفاق برئاسة فايز) السراج مكونة من مجموعة مليشيات مدرجة على لائحة مجلس الأمن مثل البيدجا والعمو". وشدد المسماري، على أن "أردوغان هو المسؤول عن الإرهاب في أوروبا، ويقود الإرهابيين في طرابلس ويروج الإشاعات قبل مؤتمر برلين". وأوضح المتحدث باسم الجيش الليبي أن "تصريحات أردوغان مليئة بالأكاذيب ويحلم بأشياء لا يمكن تحقيقها على الأرض مع وجود الجيش الليبي".

وفي هذا السياق الذي يحاذر الإفراط في التفاؤل، رأى مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن الصراع في ليبيا بات يشبه الصراع السوري بشكل متزايد، وأضاف للصحافيين المرافقين لوزير الخارجية مايك بومبيو عندما سئل عن فرص نجاح القمة "أعتقد أنها معقدة للغاية وكلٌ متشبث بموقفه لذا فإن توقعاتي متواضعة". من جهته، أقر المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة بصعوبة الوضع في البلاد التي مزّقتها الحرب والفوضى منذ سنوات. إلا أنه أعرب عن أمله في تمديد هدنة طرابلس التي صمدت إلى حد كبير لمدة أسبوع على الرغم من إخفاق الجانبين (حكومة الوفاق والجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر) في توقيع اتفاق خلال محادثات في موسكو توسطت فيها روسيا وتركيا يوم الاثنين. وقال غسان سلامة في مقابلة مع رويترز مساء السبت: "أستطيع أن أؤكد وصول مقاتلين من سوريا"، مقدرا عددهم بما يتراوح بين ألف وألفين. بدوره، أبدى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس تفاؤلا حذرًا، فكما ألمانيا لا تتوقع بقية الدول المشاركة في المؤتمر حصول عجائب في هذا الملف الشائك.

نزع سلاح الميليشيات

وكانت مصادر أكدت مساء السبت، أن "مؤتمر برلين" حول ليبيا سيبحث نزع سلاح الميليشيات عبر لجنة أمنية ليبية، بالإضافة لتشكيل لجنة دولية تشرف على تنفيذ بنود الاتفاق الذي سيُبرم، كما كشفت تلك المصادر عن بنود يتم التشاور حولها حاليًا لوضعها في مسودة الاتفاق الذي سيتم توقيعه في برلين، ومن هذه البنود، تشكيل لجنة من الدول التي ستشارك في قمة برلين للإشراف على تنفيذ بنود الاتفاق، الذي سيتم التوصل إليه، بجانب وجود لجنة أممية تعمل في نفس السياق. وفي نشاط دولي غير مسبوق، أكدت قوى عالمية كبرى استعدادها لحضور المؤتمر والضغط من أجل إيجاد حلول لوقف الاقتتال، فأعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، مشاركته في المؤتمر، إلى جانب فرنسا وبريطانيا، ودول عربية وأوروبية أخرى، كما أعلن الكرملين مشاركة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مؤكدًا دعم موسكو لإيجاد حل سياسي في ليبيا، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أجندة المؤتمر تتماشى بشكل كامل مع قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن التسوية الليبية.

وفي سياق متصل، كشفت الرئاسة المصرية تفاصيل ورقة ستقدمها القاهرة، اليوم الأحد، أمام مؤتمر برلين حول ليبيا لحل الأزمة. وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة مصر، إن القاهرة ستتقدم بورقة تتضمن كافة العناصر التي تم التوافق عليها لحل الأزمة، ومنها آلية واضحة الملامح تشمل تسريح الميليشيات وجمع أسلحتها، وإعادة بناء وتأهيل المسار السياسي والاقتصادي. وقال في تصريحات من العاصمة الألمانية برلين بثتها وسائل إعلام مصرية مساء السبت، إنه كانت هناك اتصالات ولقاءات مكثفة خلال الأسبوعين الماضيين بين الرئيس عبد الفتاح السيسى وعدد من زعماء وقادة دول العالم، ودارت كلها حول سبل معالجة الأزمة الليبية، وتم خلالها الاتفاق على وقف إطلاق النار، وضرورة أن يتبع ذلك مسار سياسي شامل يضم كافة الأطراف ويتعامل مع الجوانب الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية.

مصر لا تتعامل مع ميليشات

وأوضح راضي أن موقف مصر ثابت ولم يتغير، فهي لا تتعامل مع ميليشيات أو تنظيمات مسلحة، ولكن تتعامل مع الجيوش الوطنية النظامية الشرعية، وهذا أمر يجب أن يكون واضحا في مؤتمر برلين، وذكر أن وقف إطلاق النار يتطلب وجود بعض النقاط المهمة، منها اقتسام الثروات بشكل عادل، وأن تكون هناك آلية منضبطة يتم من خلالها توزيعها بشكل عادل، مع وقف تدفق المقاتلين الأجانب الذين يتم إرسالهم من الخارج. وأكد المتحدث الرسمي أن مصر من أكثر الدول التي يمكن أن تتضرر من الوضع في ليبيا التي تعد أمنا قوميا لها، مضيفا أن مصر تقوم بتأمين حدودها مع ليبيا والتي تبلغ 1200 كيلو من جانب واحد، وتتم مراقبتها بالقوات الجوية وهو أمر مكلف ماليا، وما تم تدميره من سيارات دفع رباعي عبر الحدود الليبية يقدر بالآلاف، وأدى لتجنب مصر دخول المقاتلين والإرهابيين إليها. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد وصل إلى ألمانيا، السبت، للمشاركة في فعاليات مؤتمر برلين حول ليبيا المقرر عقده اليوم الأحد، تلبية لدعوة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وبمشاركة عدد من رؤساء الدول الإقليمية، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بإلاضافة إلى ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة.

وعلى الجانب الآخر، عبّرت المملكة المغربية عن "استغرابها العميق" لإقصائها من المؤتمر المتوقع انعقاده في 19 يناير في برلين حول ليبيا، ففي بيان صادر عن الخارجية المغربية، مساء السبت، أعلنت الرباط أنها "كانت دائما في طليعة الجهود الدولية"، الرامية إلى "تسوية الأزمة الليبية"، وذكر المغرب باضطلاعه بـ "دور حاسم"، في إبرام اتفاقيات الصخيرات، حول الأزمة في ليبيا. ونبهت الخارجية المغربية الرأي العام الدولي، بأن اتفاق الصخيرات في المغرب، هو "الإطار السياسي الوحيد"، الذي يحظى بدعم مجلس الأمن الدولي، وبـ "قبول جميع الفرقاء الليبيين"، من أجل تسوية الأزمة في ليبيا، فبصريح العبارة، أعلن المغرب أنه "لا يفهم المعايير، ولا الدوافع"، التي "أملت اختيار البلدان"، المشاركة في اجتماع برلين حول ليبيا. واستنكر المغرب أن ألمانيا "البعيدة عن تشعبات" الأزمة الليبية، "لا يمكنها تحويل لقاء برلين"، إلى "أداة للدفع بمصالحه الوطنية".

ومن جهة ثانية، التزم المغرب بـ "مواصلة انخراطه"، إلى "جانب الأشقاء الليبيين"، و"البلدان المعنية والمهتمة بصدق"، من أجل "المساهمة في إيجاد حل" للأزمة الليبية. يذكر أن المرصد السوري لحقوق الانسان أكد، الجمعة، أن عملية نقل المقاتلين التي تقوم بها تركيا من الأراضي السورية إلى داخل الأراضي الليبية، متواصلة، مشيرًا إلى أن عدد المجندين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن بلغ نحو 1750 "مرتزقا"، في حين أن عدد المجندين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1500 مجند، وسط استمرار عمليات التجنيد بشكل كبير سواء في عفرين أو مناطق درع الفرات.

إغلاق الموانئ النفطية

يذكر أن قبائل ليبية موالية للجيش الوطني الليبي عمدت إلى إغلاق الموانئ النفطية في شرق ووسط البلاد، الجمعة، معتبرة أن عائداتها تمول الميليشيات في طرابلس. وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا في بيان السبت "حالة القوة القاهرة" بعد إيقاف صادرات النفط من موانئ البريقة وراس لانوف والحريقة والزويتينة والسدرة بشرق البلاد. وأضافت المؤسسة أن إغلاق الموانئ سيؤدي إلى خسائر في إنتاج النفط الخام بمقدار 800 ألف برميل يوميا، وقُدر إنتاج النفط الليبي بنحو 1.3 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي قبل إغلاق الموانئ. إلى ذلك، أعرب سلامة عن أمله تمديد هدنة طرابلس التي صمدت إلى حد كبير لمدة أسبوع على الرغم من إخفاق الجانبين (حكومة الوفاق وقائد الجيش الليبي خليفة حفتر) في توقيع اتفاق خلال محادثات في موسكو توسطت فيها روسيا وتركيا يوم الاثنين.

قد يهمك ايضا :

المغرب يعرب عن استغرابه لعدم دعوته لمؤتمر برلين حول ليبيا

تونس ترفض "دعوة ألمانيا المتأخرة" لمؤتمر برلين حول ليبيا

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توقعات متواضعة تحاوط مؤتمر برلين بشأن ليبيا وأردوغان يهدّد أوروبا توقعات متواضعة تحاوط مؤتمر برلين بشأن ليبيا وأردوغان يهدّد أوروبا



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب
المغرب اليوم - استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب

GMT 09:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى
المغرب اليوم - أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى

GMT 09:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك
المغرب اليوم - عمرو دياب يتصدّر ميدان

GMT 05:47 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

3 لاعبات من الحسنية في المنتخب المغربي النسوي

GMT 03:03 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

وعود صينية تٌضمد جراح أسهم شركات الألعاب

GMT 20:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سوني تطلق سماعة أذن لاسلكية بسعر منافس جدًا

GMT 13:05 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أغرب حالات الولادة في الحيوانات

GMT 06:47 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العراق يقلّص زراعة محاصيل الشتاء إلى النصف

GMT 06:37 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفضل المعالم السياحية في "إيبوه" الماليزية

GMT 00:27 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

معرض V & A دندي واحدٌ مِن أجمل المتاحف في العالم

GMT 06:01 2014 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

أشغال الجلد الطبيعي مميزة للغايّة

GMT 06:44 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

استراتيجية التوتر: رهان قوة جديد حول الصحراء..

GMT 16:22 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

طريقة تحضير خبز الصاج باللبن الرايب

GMT 06:24 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

أهم منتجعات التزلج على الجليد في أوروبا وبأسعار مميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib