أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ألقى القبض "على ثلاثة مخربين من قوة الرضوان التابعة لحزب الله في جنوب لبنان". وأشار الجيش إلى أن قوات من لواء جولاني في منطقة جنوب لبنان "عثرت على فتحة نفق تحت الأرض داخل مبنى كان يستخدمه حزب الله"، وأضاف الجيش أن القوات طوقت المبنى "الذي تحصن داخله ثلاثة مخربين من قوة الرضوان مع وسائل قتالية عديدة وعتاد يسمح بالبقاء هناك لفترة زمنية طويلة".
وأكد الجيش أن "عناصر قوة الرضوان استسلموا ومن ثم نُقلوا إلى منشأة تحقيق داخل إسرائيل".
ونشر الجيش جانباً من جلسة تحقيق لأحد عناصر حزب الله.
في المقابل أعلن حزب الله الأربعاء، عن "قصف مدينة صفد بصلية صاروخية كبيرة".
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن القصف على صفد أسفر عن إصابة شخصين، وأكدت سقوط خمسة صواريخ على المدينة.
وأعلن حزب الله أنه نفذ 24 عملية الثلاثاء، تنوعت بين القصف الصاروخي "والتصدي لمحاولات تسلل".
كما تضمنت البيانات تأكيدين عن إسقاط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين من نوع هيرميس 450.
وقالت دائرة العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان، إن الجيش الإسرائيلي "أقدم اليوم (الثلاثاء) على إلقاء صواريخ محشوة بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً" على مناطق في محافظة النبطية جنوب لبنان.
وتعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى ثلاث غارات إسرائيلية صباح الأربعاء، استهدفت اثنتان منهما حارة حريك. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان قُبيل الهجوم، إن المبنى المستهدف يستخدم "لمصالح حزب الله".
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف "مستودع أسلحة استراتيجية لحزب الله تحت الأرض في الضاحية الجنوبية".
ويأتي القصف الجديد على الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد هدوء ساد لنحو ستة أيام.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، يوم الثلاثاء، إن واشنطن أثارت "مخاوف" مع الحكومة الإسرائيلية بشأن "نطاق وطبيعة" قصفها لبيروت في الأسابيع الأخيرة.
وأضاف ميلر "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد هؤلاء الإرهابيين الذين يشكلون تهديداً لدولة إسرائيل، لكن لدينا مخاوف حقيقية بشأن طبيعة الحملة التي انطلقت في جميع أنحاء بيروت على مدى الأسابيع القليلة الماضية، على الرغم من انخفاضها في الأيام القليلة الماضية".
وقد هدد نتنياهو مساء الاثنين، في أعقاب ضربة الطائرات بدون طيار التي شنها حزب الله يوم الأحد، بأنه سيواصل ضرب الجماعة في لبنان "بلا رحمة"، بما في ذلك بيروت.
من جهته أصدر نائب زعيم حزب الله، نعيم قاسم، في وقت سابق اليوم، تهديداً خاصاً لإسرائيل، قال فيه إن الجماعة لديها "حساب جديد" لإلحاق الأذى بعدوّها.
وفي الوقت نفسه، دعا قاسم، في خطاب متلفز، إلى وقف إطلاق النار، قائلاً: "إنه الحل الوحيد للصراع الحالي". وأضاف: "إذا لم يرغب الإسرائيليون في ذلك، فسنستمر".
وقتلت الضربات الإسرائيلية على لبنان، ما لا يقل عن 2309 شخصاً خلال العام الماضي، وفقاً لأرقام الحكومة اللبنانية.
في حين قالت إسرائيل إن حوالي 50 إسرائيليا قُتلوا، بين جندي ومدني.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الثلاثاء، "إنه لن يوافق على أي اتفاق لوقف إطلاق النار لا يتضمن منع حزب الله اللبناني من إعادة التسلح وتنظيم صفوفه".
وأشار بيان صادر عن مكتبه إلى أن "رئيس الوزراء أبلغ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بأنه يعارض وقف إطلاق النار من جانب واحد، والذي لن يغير الوضع الأمني في لبنان وسيعيد البلاد إلى ما كانت عليه".
وكان الرئيس ماكرون قد دعا إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، المدعوم من إيران، فضلاً عن دعوته "لوقف صادرات الأسلحة لإسرائيل من تلك المستخدمة في قطاع غزة ولبنان".
وأوضح البيان أن نتنياهو أكد أن عمليات إسرائيل "تهدف إلى منع جماعة حزب الله الإرهابية من تهديد مواطني إسرائيل على الحدود الشمالية وتمكينهم من العودة إلى منازلهم بأمان".
ورفضت فرنسا يوم الاثنين طلباً من نتنياهو بانسحاب قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، من مواقعها في لبنان، في حين استدعت الخارجية الفرنسية السفير الإسرائيلي بشأن إطلاق قوات إسرائيلية النار على ثلاثة مواقع لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.
وأوضح البيان أن نتنياهو فوجئ بنية الرئيس الفرنسي استضافة مؤتمر في باريس حول قضية لبنان، تشارك فيه دول مثل جنوب أفريقيا والجزائر، اللتان "تعملان على حرمان إسرائيل من حقها الأساسي في الدفاع عن النفس، بل وترفضان حقها في الوجود"، وفق ما جاء في البيان.
وصرح ماكرون قائلاً إن على نتنياهو أن يتذكّر أن إسرائيل "أُنشئت" بقرار من الأمم المتحدة، معتبراً أنه لا يجب أن "يتنصل من قرارات" المنظمة الدولية، في إشارة إلى تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر 1947 على خطة لتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية.
من جهة أخرى، قال مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء قال في رسالة إلى الرئيس ماكرون إن إسرائيل تأسست من خلال "حرب الاستقلال التي خاضتها بدماء مقاتلينا الأبطال، وكثير منهم من الناجين من الهولوكوست، ومنهم من نجوا من نظام فيشي في فرنسا". مضيفاً أن الأمم المتحدة وافقت خلال العقود الماضية على مئات القرارات المعادية للسامية ضد إسرائيل.
قوات إسرائيلية أزالت ألغاماً أرضية وتقيم حواجز جديدة على الحدود بين هضبة الجولان المحتلة وشريط منزوع السلاح على الحدود مع سوريا.
وذكرت المصادر أن هذه الخطوة تشير إلى أن إسرائيل ربما تسعى للمرة الأولى إلى إصابة أهداف لحزب الله من مسافة أبعد من جهة الشرق على الحدود اللبنانية، بينما تنشئ منطقة آمنة تمكنها من القيام بحرية بعمليات استطلاع ومراقبة تحركات عناصر الحزب ومنع التسلل.
وبالإضافة إلى الضربات الجوية الإسرائيلية التي ألحقت أضراراً جسيمة بحزب الله الشهر الماضي، يتعرض الحزب حالياً لهجوم بري إسرائيلي من الجنوب وقصف من البحر المتوسط غرباً.
ومن خلال توسيع جبهتها في الشرق، تستطيع إسرائيل أن تشدد قبضتها على طرق إمداد حزب الله بالأسلحة والتي يمر بعضها عبر سوريا.
دعا مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى إجراء تحقيق في الغارة الجوية الإسرائيلية التي قتلت 23 شخصاً في شمال لبنان يوم الاثنين.
وقال المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، إن الغارة على قرية أيطو ذات الأغلبية المسيحية أثارت "مخاوف حقيقية" فيما يتعلق بالقانون الإنساني الدولي.
وأضاف لورانس أن من بين القتلى عائلة لبنانية نازحة من الجنوب تتكون من 12 امرأة وطفلين، كانت تستأجر المبنى السكني الذي دمره القصف.
وكافح عمال الإنقاذ لانتشال الجثث من تحت الأنقاض، في قرية أيطو، بعيداً عن بؤرة الصراع في جنوب لبنان ووادي البقاع وأجزاء من بيروت.ولم يعلق الجيش الإسرائيلي بعد على الغارة.
ودفعت الضربات الجوية الإسرائيلية عائلات أعضاء حزب الله، في المناطق التي تنشط فيها الجماعة عادة، إلى النزوح إلى أجزاء أخرى من البلاد، مما أثار مخاوف في جميع أنحاء لبنان من أن الأهداف الإسرائيلية قد تكون في أي مكان.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوم الثلاثاء أيضاً، إن أكثر من ربع لبنان أصبح الآن مشمولاً بأوامر الإخلاء العسكرية الإسرائيلية.
وأضافت ريما جاموس إمسيس، مديرة الوكالة في الشرق الأوسط، في مؤتمر صحفي، "الناس يستجيبون لدعوات لإخلاء، ويفرون بلا شيء تقريباً".
وأدت أوامر الإخلاء، إلى جانب الغزو البري الإسرائيلي وحملة القصف، إلى نزوح جماعي للشعب اللبناني من المناطق المتضررة.
ووفقاً للحكومة اللبنانية، نزح أكثر من 1.2 مليون شخص من القرى والمدن الكبرى في الجنوب، وانتقلوا شمالاً إلى بيروت وطرابلس ومدن أخرى.
وانتهى الأمر بالعديد منهم في ظروف غير آمنة وغير صحية في الملاجئ في العاصمة وحولها، واستُخدمت المدارس والمحلات التجارية لإيواء الناس.
قد يُهمك ايضـــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر