طرابلس ـ فاطمة السعداوي
تشهد العاصمة الليبية، طرابلس، حالة من الانفلات الأمني، عقب اشتباكات اندلعت، مساء السبت، بين مليشيات حكومتي "الإنقاذ" و"الوفاق". وأكدت مصادر إعلامية محلية، نقلاً عن شهود عيان، أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة آخرين، من المليشيات التابعة لمصراتة، خلال المواجهات العنيفة التي تشهدها منطقة وادي الربيع، في طرابلس، مشيرة إلى أن الاشتباكات نشبت بواسطة الأسلحة الثقيلة والدبابات، في منطقة وادي الربيع، بين مليشيات تابعة لحكومة الوفاق، غير المعتمدة، ويمثلها ما تعرف بـ"كتائب طرابلس"، والتي يترأسها هيثم التاجوري، بتحالف مع "قوة الردع المشتركة"، بقيادة عبدالغني الككلي، فيما تتمثل الجبهة المضادة في مليشيات حكومة الإنقاذ، متمثلة فى كتيبة "المرسي"، وكتائب أخرى متحالفة معها.
ويسود الهدوء مختلف أرجاء شرق العاصمة، بعد ليلة من الاشتباكات العنيفة، التي دارت رحاها في مناطق عين زارة وصلاح الدين ووادي الربيع، بين قوات حكومة الوفاق، وقوات الحرس الوطني، الموالية لحكومة الإنقاذ.
ووفق شهود عيان، فإن أغلب طرقات هذه المناطق أغلقت بالسواتر الترابية من قبل مسلحي الطرفين، قبل أن يندلع القتال بشكل عنيف. ويقول أحد الشهود إنه شاهد دبابات وسيارات مصفحة تجوب المنطقة، قبل أن يبدأ القتال، ويسمع دوي القنابل والرصاص بشكل عنيف.
وفي توضيح لها، قالت "كتيبة ثوار طرابلس"، التابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق، في بيان لها، إنها سيطرت على مقر شركة "النهر الصناعي"، في وادي الربيع، والتي كانت تتمركز فيها قوة تابعة لـ"العصابات"، في إشارة إلى قوات الحرس الوطني.
وأكدت أنها ستسعى، بالتعاون مع القوات الأخرى التابعة لوزارة الداخلية، إلى تطهير طرابلس، وإخراج الميليشيات منها. ورغم الهدوء الحذر في المنطقة، إلا أن السواتر الترابية لا تزال تغلق طرقاتها، بالتوازي مع إعلان المجلس البلدي لمنطقة عين زارة دعوته الأهالي إلى عصيان مدني، احتجاجًا على الأعمال القتالية التي أوقفت الحياة، خصوصًا مع بدء أول أيام الامتحانات في بالمدارس.
وتشير خارطة المجموعات المسلحة في العاصمة، طرابلس، إلى أن المجموعات المسلحة، التي أعلنت ولاءها للحرس الوطني، التابع لحكومة الإنقاذ، لا تزال تسيطر على معسكر الصواريخ في صلاح الدين، والذي يعد مركزها الرئيس، بالإضافة إلى عدد آخر من المواقع العسكرية، جنوب وشرق العاصمة، بينما تسيطر قوات حكومة الوفاق على أغلب أنحاء العاصمة، خصوصًا شمالها ووسطها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر