الرباط - المغرب اليوم
أكدت ردود فعل دولية أن الخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين، حمل رسائل قوية وواضحة وشفافة إلى مختلف الفاعلين والمؤسسات الخاصة والرسمية من أجل اتخاذ الجدية في العمل شعارا ومبدأ بغية تحقيق تطلعات المواطنين المغاربة. وشددت ردود الفعل التي ننشرها أسفله على أن خطاب جلالة الملك يعتبر في الحقيقة بمثابة “خارطة طريق لمرحلة جديدة شعارها حي على خير العمل، ولا مجال للكسل والخمول في المملكة الشريفة”.
قالت رشيدة داتي، وزيرة العدل الفرنسية السابقة وعمدة الدائرة السابعة في باريس، إن الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتولي جلالته العرش، اختط مسارا واضحا ورؤية واعدة للمغرب.
وأضافت في بلاغ أنه “انطلاقا من روح الجدية التي دعا إليها جلالة الملك محمد السادس شعبه، وعلى قاعدة الكرامة التي يستحقها جميع المواطنين، أعطى خطاب جلالة الملك محمد السادس توجها واضحا ورؤية واعدة للمغرب.
وأشارت إلى أن “المغرب، البلد المستقر والمبتكر، يمضي قدما بتصميم نحو المستقبل”، مسجلة أن الإجراءات الاقتصادية الإرادية التي أعلنها جلالة الملك تؤكد “متانة الاقتصاد المغربي” و “اندماجه الجيد” في شبكة التبادلات الدولية.
وذكرت بأن جلالة الملك جعل على الدوام من تطوير الطاقات المتجددة وقطاعات الصناعة المرتبطة بالاقتصاد الأخضر أولوية في عهده. وقالت إنه “في ظل قيادته، يشكل تطوير سيارات الهيدروجين في المغرب علامة لا جدال فيها على الطبيعة الديناميكية للاقتصاد المغربي”.
وتابعت داتي أن “جلالة الملك، وفيا لاهتمامه الدائم بالشباب، أعاد التأكيد على ثقته في عبقريتهم الإبداعية وروحهم المبتكرة”.
ولفتت الشخصية البارزة لليمين الفرنسي إلى أن جلالة الملك شجعهم على مضاعفة إبداعهم، وجعل من الشباب ركيزة من ركائز التنمية الاقتصادية للمملكة، وتعهدا بأمة كريمة ومتطلعة إلى الأمام من قناعة بأن “الالتزام الصارم للشباب المغربي هو الضمان الأكيد لتطور المملكة وتأثيرها الدولي”.
وأشارت كذلك إلى أن “وجاهة وبعد نظر المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء، فضلا عن آفاق السلام والتنمية التي تفتحها للأقاليم الجنوبية للمملكة، حفزت الاعترافات الدولية المتعددة بسيادة المغرب على ترابه، والتي تحققت بفضل الانخراط الدؤوب لجلالة الملك ”.
باولو فون شيراش: الخطاب يعكس تمسك المغرب بعلاقات “ودية” مع بلدان المنطقة
قال باولو فون شيراش، رئيس مركز التفكير الأمريكي (غلوبال بوليسي)، إن خطاب جلالة الملك يعكس تشبث المغرب بإرساء علاقات “طبيعية وودية” مع كافة بلدان المنطقة.
وأوضح فون شيراش، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جلالة الملك عبر بوضوح عن تطلعه لعلاقات طبيعية مع الجزائر، مبرزا أن هذا الموقف “إيجابي وبناء” إزاء بلد جار لا يضمر المغرب أي نوايا خبيثة تجاهه.
وبخصوص الدعم الدولي المتنامي لمغربية الصحراء، أشار أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية إلى أن هذه الدينامية الإيجابية تعكس فعالية الاستراتيجية المغربية القائمة على دبلوماسية استباقية وفاعلة، تؤتي ثمارها تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وسجل، في هذا السياق، أن عدة دول قررت فتح قنصليات عامة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، مضيفا أن دولة إسرائيل تعد أحدث دولة اعترفت بحقوق المغرب المشروعة وسيادته على صحرائه. وقال “هذا يعني أن الدبلوماسية الهادئة التي ينهجها المغرب تؤتي ثمارها”.
صمويل ميلنر: الخطاب الملكي يؤكد دور المغرب في تعزيز الاستقرار في المنطقة
قال الخبير الأمريكي، صمويل ميلنر، إن خطاب جلالة الملك محمد السادس يجسد الدور الريادي للمغرب، الذي يحرص على تحقيق الاستقرار في المنطقة، وباعتباره رائدا في مجال الدبلوماسية والابتكار والتنمية.
وأوضح ميلنر، في تصريح ، أن جلالة الملك أعرب عن تطلعه إلى عودة العلاقات مع الجزائر إلى طبيعتها وفتح الحدود بين البلدين، معتبرا أن الأمر يتعلق بمقاربة رصينة تتسم بالمودة تجاه بلد جار.
ولاحظ الخبير في السياسة الدولية أن جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، أكد “دعم المغرب الكامل” للقضية الفلسطينية ولإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
ولدى حديثه عن قضية الوحدة الترابية للمملكة، سلط هذا المحلل السابق بالمعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، ومقره بواشنطن، الضوء على الدعم الدولي المتنامي لحقوق المغرب المشروعة والتاريخية على أقاليمه الجنوبية، وآخرها، يتابع المتحدث، قرار دولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المملكة على صحرائها.
وقال إن قرار الدولة هذا يعكس “شراكة استراتيجية” بين البلدين.
يتعلق الأمر كذلك، يضيف ميلنر، بدينامية تساهم في تحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين وتقوض الادعاءات المضللة والكاذبة لميليشيا “البوليساريو” الانفصالية المسلحة.
وأبرز الخبير الأمريكي أن الخطاب الملكي يعكس أيضا دور المغرب في الجهود الرامية إلى تعزيز علاقات التعاون بين إفريقيا وأوروبا، باعتبارهما “حضارتين لديهما الكثير لتقدمانه بشكل متبادل”.
وأضاف أن المملكة تفرض مكانتها، كذلك، بصفتها رائدا إقليميا في مجال الابتكار، مذكرا بتقديم أول نموذج لسيارة تعمل بالهيدروجين، قام بتطويرها شاب مغربي، معتبرا أن هذا الإنجاز مثير للإعجاب.
أكد الباحث في العلوم السياسية، عبد الكريم قرمان، أن جلالة الملك محمد السادس ثمن في خطابه، بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين، مبادئ وقيم الجدية والالتزام.
وقال في تصريح، إن الخطاب الملكي، سلط الضوء على أهمية التقاليد الثقافية والحضارية المميزة للهوية والشخصية المغربية، القائمة على العمل والجدية في أداء الواجب والمهام، مشيرا إلى أنه ينبغي استثمار هذا الرصيد الإيجابي لتعميمه والاسترشاد والعمل به في باقي القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها.
وأضاف أن هذه المقومات الثقافية والحضارية والقيمية المتفردة بعلامة الجدية والالتزام، هي المرجع والأساس الذي إرتست عليه كل النجاحات الباهرة للدبلوماسية المغربية في تعزيز موقع المغرب بين الأمم، والدفاع على قضية الوحدة الترابية للمملكة.
وتابع قرمان، أن هذه المنطلقات، كانت وراء التألق الباهر للمنتخب المغربي في كأس العالم الأخيرة بقطر، والتي عكست الصورة الحضارية لقيم التضامن وأخلاق الأسرة المغربية في تلاحمها.
وفي نفس السياق، أشار إلى أن هذه المميزات الثقافية والابداعية هي التي دفعت المغرب للترشح الثلاثي مع اسبانيا والبرتغال، لنيل شرف تنظيم مونديال 2030، الذي سيشكل لحظة تاريخية غير مسبوقة لتلاقي وتفاعل وحوار الحضارات الأوربية والمتوسطية والإفريقية في قالب رياضي يعزز نشر ثقافة السلم والتعاون والمحبة والانفتاح على ثقافات العالم.
من جهة أخرى، أوضح الباحث والمحلل السياسي أن جلالة الملك محمد السادس، جدد التأكيد على التزام المملكة بقيم حسن الجوار ومواصلة سياسة اليد الممدودة للأشقاء بالجارة الشرقية، للتعاون وفتح الحدود ومعالجة المشاكل المطروحة بالحوار لما فيه مصلحة الشعبين ونهضة البلدين.
قال خورخي إنريكيز، البرلماني الأرجنتيني السابق والعضو البارز في حزب “المقترح الجمهوري”، إن صاحب الجلالة الملك محمدا السادس نجح في جعل المغرب يتبوأ أرقى المراتب بين الأمم.
وأكد السياسي الأرجنتيني، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب الخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس للأمة بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين، إن “الإشعاع العالمي للمغرب أمر رائع للغاية، والمتمثل في إقامة علاقات متينة مع مختلف دول العالم”.
وأشار خورخي إنريكيز ، وهو رجل قانون وكاتب عمود في الصحف الأرجنتينية الكبرى ، مثل كلارين ولاناسيون، إلى أنه يعتبر “الارتباط بالقيم الدينية والوطنية أمر ا يستحق الثناء للغاية ، فضلا عن الحفاظ على الروابط الأسرية التي هي بالفعل ركائز أساسية في إطار المفاهيم الأخلاقية مع الحرص على الحفاظ على التقاليد العريقة وتنميتها”.
وقال في السياق، إن الخطاب الملكي سلط الضوء أيضا على العلاقة التي تربط بين العرش والشعب والخصائص التي تميز المغاربة ومن جملتها، الإخلاص والجدية والاجتهاد والتفاؤل ، فضلا عن احترام التقاليد والهوية الوطنية الوحدوية.
وشدد على أنه من الجدير بالثناء أيضا الإشارة إلى أن هناك شبابا مغربيا متشبعا بهذه القيم الوطنية والأخلاقية ولا يعوزه الإبداع والابتكار، كما جاء في الخطاب الملكي.
وأضاف أن كل ذلك سمح بمستوى عال من التطور للبلاد في أكثر الجوانب تنوع ا، موضح ا أن الجوانب الاقتصادية يطبعها الاستقرار مع تسجيل نمو مضطرد في العديد من القطاعات كالفلاحة والسياحة والتعدين وصناعة السيارات وغيرها.
ومن النقاط الجديرة بالذكر والتي توقف عندها الخطاب الملكي، تجدر الإشارة إلى إنتاج أول سيارة مغربية محلية الصنع، بالإضافة إلى تقديم أول نموذج لسيارة تعمل بالهيدروجين، قام بتطويرها شاب مغربي.
وبالطبع ، على الصعيد الرياضي ، أضاف إنريكيز، لم يفت الخطاب الملكي التنويه بالأداء الممتاز الذي حققه المنتخب المغربي في كأس العالم لكرة القدم، بعد احتلاله المركز الرابع، وإقصاء فرق عتيدة في اللعبة.
وأضاف السياسي الأرجنتيني أنه يتعين إبراز جهود جلالة الملك في إدارة الموارد المائية وكذلك في مجال الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر.
وخلص إلى القول أننا أمام “خطاب يحمل في طياته الكثير من القيم التي تميز الشعب المغربي ومنها الجدية والتفاني والمسؤولية”.
أكد الصحفي السينغالي، أن الترشح المشترك للمغرب لتنظيم مونديال 2030 مع كل من إسبانيا والبرتغال، يعد اختيارا حكيما لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، سيطبع كثيرا تاريخ كرة القدم.
وقال مدير نشر مجلة “ليكيب تايب”، وهو أيضا مستشار رياضي في قناة”يوغل تي في” ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “إنه ترشيح من ثلاث أمم كروية عظيمة ، وهو ما سيضفي على هذا الملف طابعا متميزا.”
وأشار إلى أن جلالة الملك جدد التأكيد على هذا القرار في الخطاب الذي وجهه أمس السبت الى الأمة بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالته عرش أسلافه المنعمين، موضحا أنه “سيكون من الممكن تماما حضور اجتماع في البرتغال و القيام بالمثل في المغرب أو إسبانيا خلال نفس اليوم”. وقال إن هذا المعيار الجغرافي سيكون حاسما من دون شك عند اختيار البلدان المستضيفة.
كما سلط الصحفي السنغالي الضوء على البنية التحتية الرياضية والفندقية الرائعة التي تستجيب للمعايير الدولية والتي تتوفر عليها المملكة ، مشيرا ، في هذا الصدد، الى العدد الكبير من السياح بالأساس من أمريكا وأوروبا وآسيا الذين يزورون البلاد كل عام.
وأبرز أن “الاستثمارات الضخمة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس في مجالات النقل والاتصالات والخدمات تجعل المغرب من الدول الافريقية القادرة على استضافة حدث بهذا الحجم”.
وتابع أن الجمهور المغربي الشاب والشغوف بكرة القدم ، والقادر دائما على ملء الملاعب ،يشكل ” مؤهلا آخر للمملكة لاستضافة كأس العالم”.
وسجل الصحفي المتخصص أن “الجانب الأمني ، وهو أمر أساسي ، يشكل جزء من نجاحات المغرب” ، مشددا على “جودة المنصة الرياضية التقنية” التي أنشأتها المملكة بأكثر من ثمانية ملاعب تستجيب للمعايير الدولية.
كما أشار إبراهيما ديوب إلى تجربة المغرب في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى ، مذكرا بالأداء الجيد للمنتخب الوطني خلال مونديال قطر 2022 الذي وصل خلاله أسود الأطلس إلى نصف النهائي ، وهو الأول من نوعه في إفريقيا، وهو “إنجاز عظيم ينضاف إلى إنجازات المكسيك في عام 1986”
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر