الرباط - المغرب اليوم
قال النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، إن “ورش تنفيذ منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية يوجد في صلب اهتمامات المملكة المغربية، بالنظر لأهميتها في تغيير النموذج التنموي القاري ليصبح أكثر قدرة على الإنتاج وخلق الفرص للجميع، كما سيمكن هذا المشروع القاري الهام من إحداث عدد كبير من مناصب الشغل لفائدة الشباب وإنقاذ 30 مليون مواطن إفريقي من الفقر المدقع، وتحسين دخل 68 مليون شخص، مع زيادة الثروة القارية بـ 450 مليار دولار”.
وأضاف ميارة، في مداخلة له خلال الدورة العادية الثانية من الانعقاد التشريعي السادس للبرلمان الإفريقي، أن “المغرب عمل على المساهمة في بناء نموذج قاري للتنمية المشتركة، من خلال مجموعة من المشاريع والبرامج الدامجة بعدد كبير من دول القارة، تهم تطوير البنيات التحتية والتكوين الجامعي والمهني وتعزيز السيادة الغذائية والطاقية والأمن الصحي وتثمين الموارد الداخلية وتقوية المنظومات الصناعية”.
وأشار النعم ميارة، خلال اللقاء المنظم اليوم الإثنين بميدراند بجمهورية جنوب إفريقيا، إلى أن “المغرب يعمل على تبادل الخبرات والممارسات الفضلى الخاصة بالبرامج الاقتصادية والتنموية، بجانب تقوية المنظومات المالية والبنكية لعدد كبير من دول القارة، وهو ما مكن من ارتفاع القيمة الإجمالية للمبادلات التجارية الثنائية للمغرب مع الدول الإفريقية بنسبة 9.5 في المئة كمتوسط سنوي، بالموازاة مع تقوية الاستثمارات المغربية في إفريقيا، التي تتكون أساسا من الاستثمارات المباشرة في إفريقيا جنوب الصحراء، مما جعل المغرب أول مستثمر إفريقي بالقارة”.
وانسجاما مع “روح التعاون والتضامن والتآزر التي تشكل محور عقيدة التعاون بين المملكة المغربية وأشقائها الأفارقة”، أكد ميارة أن “المغرب يعمل على الاستثمار من أجل تعزيز الأمن الغذائي القاري، وذلك بمواكبة مجموعة من الدول الإفريقية في بناء استراتيجيات فلاحية متقدمة لتقوية السيادة الغذائية وتعزيز القدرة على المنافسة في الزراعة الدولية وولوج أسواق جديدة، كما يعمل من خلال المكتب الشريف للفوسفاط على تطوير سلسلة قيمة قارية متطورة ستمكن إفريقيا خلال سنوات من الولوج بشكل عادل ومنصف إلى الكميات الكافية من الأسمدة”.
وشدد رئيس مجلس المستشارين على أن “المغرب يعتمد رؤية واضحة لتنفيذ مشاريع ستغير الوجه الفلاحي للقارة وستعزز أمنها الغذائي، لعل أبرزها العمل على إنشاء منصة صناعية لإنتاج الأسمدة بإثيوبيا بتكلفة تصل لـ3.7 مليارات دولار وبطاقة إنتاجية تناهز 2،5 مليون طن سنويا من الأسمدة موجهة للأسواق المحلية وأسواق التصدير، بجانب فتح مصنع بغانا سيكون مخصصا لصناعة الأسمدة، ومصنع ثان بنيجيريا سيكون مخصصا لصناعة الأمونيا التي تُستعمل في التخصيب الزراعي”.
وعلى المستوى الطاقي، ذكّر النعم ميارة بأن “المغرب وجمهورية نيجيريا الاتحادية يعملان على إنجاز خط الغاز بين البلدين يمر عبر مجموعة من دول غرب القارة، وهي مبادرة طموحة لتثمين القدرات والموارد الإفريقية وإعادة تشكيل الخريطة الطاقية الإقليمية وتعزيز القدرات اللوجيستية والتنافسية للغاز الإفريقي وتقوية تموقعه في السوق الأوروبية، وستبلغ استثمارات هذا المشروع حوالي 25 مليار دولار”.
وجاء في الكلمة ذاتها أن “كل تلك المبادرات تشكل تعبيرا عن إيمان المغاربة وملوكهم بمبادئ التعاون جنوب-جنوب والتضامن والتآزر بين دول القارة الإفريقية، وهو ليس بخيار جديد أو وقتي أو مرتبط بملف ما، بل هي عقيدة مرجعية في الديبلوماسية المغربية منذ الاستقلال”.
وقال النعم الميارة إن “عزم بلادي على تطوير التعاون والتضامن مع كل الأشقاء الأفارقة، لا يضاهيه إلا تشبثها بإنجاح كل الأوراش المؤسساتية التي يعمل على تنفيذها الاتحاد الإفريقي، وفي مقدمتها تقوية دور البرلمان الإفريقي كتعبير فعلي لشعار القارة: صوت واحد، قارة واحدة، وهذا التطوير المؤسساتي الذي يقوم به الاتحاد الإفريقي لن ينجح بدون تضافر الجهود المشتركة وتعزيز الوحدة والاستقرار بكل دول القارة”.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر