نتائج الانتخابات العامة الإيطالية تكشف عن المزيد من الضغوط على الاتحاد الأوروبي
آخر تحديث GMT 17:11:42
المغرب اليوم -

ازدهار الأحزاب الشعبية يثير الرعب في بروكسل ويزيد من صعوبة "البريكسيت"

نتائج الانتخابات العامة الإيطالية تكشف عن المزيد من الضغوط على الاتحاد الأوروبي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - نتائج الانتخابات العامة الإيطالية تكشف عن المزيد من الضغوط على الاتحاد الأوروبي

الانتخابات العامة الإيطالية
لندن - سليم كرم

يثير ازدهار الأحزاب الشعبية في الانتخابات العامة الإيطالية، الرعب في بروكسل والاتحاد الأوروبي، الذي يُلقي عليه باللوم على كل من الموروث الاقتصادي الإيطالي المستمر منذ عشر سنوات، والفشل في السيطرة على الهجرة، ويجد أيضا مشكلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومعسكر مؤيدي الخروج الذي يقوده نايغل فاراغ، فسرعان ما يلاحظ العديد أن المخاوف الكامنة في إيطاليا تعكس تلك التي تسببت في خروج بريطانيا من الكتلة الأوروبية، ولكن سيكون من الخطأ أن نعتقد أن هذا النصر للمشاعر المعادية للاتحاد الأوروبي، والمعادية لليورو ستساعد في المفاوضات الحالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بل على العكس تماما، والواقع أن الاستياء مع أوروبا في إيطاليا من المرجح أن يجعل عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أكثر صعوبة، وليس أسهل، حيث التمرد في الدول المؤسسة للكتلة.

واستدعي البريطانيون لبروكسل لاتخاذ نهج عملي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعزم ثابت للدفاع عن البناء السياسي الأوروبي والسوق الموحدة، ولكن الخطر الآن هو أن بروكسل تضاعف جهودها. وكان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ضربة لأوروبا، ولكن انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وصعود الحكم الاستبدادي في أوروبا الشرقية، وتفكك الديمقراطيات الوسطية في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، قد صاغ تصويت بريطانيا بالموافقة على مغادرة الاتحاد، وستؤدي نتيجة الانتخابات هذه إلى تعميق هذا الشعور بإنعدام الأمن في الاتحاد الأوروبي، هذه النتيجة تثير الرعب في بروكسل، وسط العديد من مخاوف انعكاس تلك النتائج التي تسببت في مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي على إيطاليا.

ومر عقد من الزمان منذ الأزمة المالية، ولكن أوروبا لا تزال تكافح من أجل السيطرة على نفسها، ولكن لا تؤكد نتائج الانتخابات الإيطالية هذا الصباح إلا هذا الاتجاه، ويظهر العد المبكر بأنه لا يوجد حزب واحد أو مجموعة من الأحزاب قادرة على تأمين الأغلبية، ولكن أكثر من 50% من الإيطاليين صوتوا للأحزاب الشعبية الأوروبية مثل حركة النجوم الخمسة أو رابطة مكافحة المهاجرين بشكل صارم سابقا الرابطة الشمالية.

ويمكننا الآن أن نتوقع ما سيحدث في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، حيث لن تتمكن إيطاليا من حكومة تعمل على استقرار البلاد، وعلى الرغم من بعض التقدم الذي أحرز في الميزانيات العمومية لمصارف روما، لا تزال إيطاليا غارقة في الدين العام بنسبة 130% من الناتج المحلي الإجمالي، وتعطل ببطء نمو الناتج المحلي الإجمالي، وضعف الإنتاجية، وتزايدت بطالة الشباب، هذه هي العوامل الأساسية التي تفسر خيبة أمل الشعب الإيطالي مع كل من بروكسل ودرجة الحكم الخاصة بها، والتي تشعر الإيطاليون أن الاتحاد فشل في مساعدتهم خاصة في العمالة والمساواة والهجرة.

وستؤدي هذه النتيجة أيضا إلى إضعاف آمال بروكسل في أن يؤدي انتخاب إيمانويل ماكرون في فرنسا إلى إعادة طموح للمشروع الأوروبي، الذي استند إلى إقناع ألمانيا بتمويل مشاريع تقاسم الأعباء في منطقة اليورو. وبإلقاء نظرة على وعود حركة خمس نجوم أو الليغا، سنجد أن هذا أمر مستبعد للغاية، فالشعب الألماني لن يرمي أمواله على إصلاحات سيئة، كما أن إصلاحات السيد ماكرون، تحتوي على مخاطر، بجانب أن الرد المعتاد على نتيجة الانتخابات الإيطالية هي التغاضي عن الفوضى، بحيث نلاحظ أن "كل شيء لا يتغير، يمكن أن يبقى كل شيء على حاله".

وكان لدى إيطاليا نحو 65 حكومة منذ عام 1945، ومجموعة من رؤساء الوزراء المعينين حديثا، ولكن التصويت المناهض للمؤسسة واضحا جدا، فقد قامت اليغا بتطهير فورزا إيطاليا من سيلفيو برلسكوني إلى اليمين، في حين تلقى الحزب الديمقراطي الوسطي في ماتيو رينزي سقوطًا كبيرًا، وربما انخفض بنسبة 20%، وجاءت حركة خمس نجوم بزيادة حوالي 10% قبل السيد رينزي، وسجلت نحو ضعف حصة التصويت على فورزا.

ويكمن الخطر الآن في أن هذه النتيجة ستدفع بروكسل وباريس وبرلين إلى دفاع أعمق عن أنفسهم، كما أن احتمال وجود تحالف غير قوي بين خمس نجوم وحزب ماتيو سالفيني يثير الرهبة، وكل هذا لن يؤدي إلا إلى إثارة الغضب وخيبة الأمل لدى 80% من الإيطاليين الذين تظهر استطلاعات الرأي أن تصويتهم لا يعوض شيئا.

ومنذ وقت ليس ببعيد، يمكن التعامل مع الموروث السياسي الإيطالي على أنه فريد، ليس أكثر من ذلك، ومن الشمال إلى الجنوب، ومن إسبانيا إلى هولندا، تتأثر أوروبا الآن بحكومات الأقلية والائتلافات الضعيفة، حتى ألمانيا القوية، أخذت ستة أشهر لتشكيل حكومة، وليست في مأمن من هذه القوى المركزية الجديدة، وحيثما يكون هناك تركيز للقوة في الشرق في بولندا والمجر، فإن الانجراف يعود الآن إلى الاستبداد وليس الديمقراطية، وفي نهاية المطاف، فإن هذا التراجع العميق مع حالة عدم اليقين العميق بالنسبة للنخبة السياسية في أوروبا، هو أمر يزيد الأمور تعقيدا من جانب حكومات الأقليات الضعيفة.

وتناشد رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، أوروبا بنهج أكثر واقعية، ولكن الخطر الواضح الآن هو أن هذه النتيجة التي تشكل تهديدا جديدا للمشروع الأوروبي، ستدفع بروكسل وباريس وبرلين إلى التعمق في دفاعاتهم.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتائج الانتخابات العامة الإيطالية تكشف عن المزيد من الضغوط على الاتحاد الأوروبي نتائج الانتخابات العامة الإيطالية تكشف عن المزيد من الضغوط على الاتحاد الأوروبي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib