سياسيون يناقشون الوضع العربي والاختلالات التي تعصف به في مدينة أصيلة
آخر تحديث GMT 08:37:21
المغرب اليوم -

دعا عمرو موسى إلى إعطاء القضية الفلسطينية مكانتها المركزية في الأزمة

سياسيون يناقشون الوضع العربي والاختلالات التي تعصف به في مدينة أصيلة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سياسيون يناقشون الوضع العربي والاختلالات التي تعصف به في مدينة أصيلة

الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى
الرباط - وسيم الجندي

ناقش سياسيون وخبراء ومفكرون في مدينة أصيلة المغربية الوضع العربي، والاختلالات التي تعصف به، مقدمين سبل صياغة تصور من شأنه وضع حد لنزيفه المتواصل. ودعا عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، إلى إعطاء القضية الفلسطينية مكانتها المركزية في مقاربة الوضع العربي، والأزمة التي يتخبط فيها، مشيرًا إلى أن "المصلحة الحقيقية للعالم العربي تكمن في أن تحل القضية الفلسطينية حلا عادلا منصفا".

واعتبر عمرو موسى، الذي كان يتحدث في افتتاح الندوة الفكرية الرابعة لموسم أصيلة الثقافي الدولي الـ40، والتي انطلقت أشغالها تحت عنوان "مأزق الوضع العربي الراهن: الممكن والآفاق"، أن "المبادرة العربية لسنة 2002 هي صفقة القرن، لأنها صفقة متوازنة، كونها تتحدث عن الأمن للطرفين وعن حقوق الطرفين، والتعايش بين الطرفين، وتطبيع العلاقات بين الطرفين، والاعتراف المتبادل بين أطرافها. هذه هي صفقة القرن"، مشيرا إلى أن "أي صفقة لا تؤدي إلى صيغة منصفة ومقبولة لن يكتب لها البقاء... ونحن نريد لأي حل أن يكتب له البقاء، من هناك فأفكارنا ومواقفنا يجب أن تكون محترمة".

وأشار موسى إلى أن العرب لا يمكنهم أن يديروا ظهورهم ببساطة، ومن دون سبب لقضية اعتبروها عادلة، ودافعوا عنها لعشرات السنين. وفي معرض تحليله للوضع على المستوى الإقليمي، اعتبر موسى أن "الوضع في المنطقة لا يرتبط فقط بإسرائيل، ولكن أيضا بتركيا وإيران"، مشيرا إلى أن المشكلة مع إسرائيل تعتبر حديثة ويمكن التعامل معها، وحلها واضح لا يستند إلى عشرات السنين والقرون. كما أوضح أنه بات من الضروري التفكير في بناء نظام عربي إقليمي جديد، يأخذ بالاعتبار وجود تركيا وإيران وإسرائيل، وينظم العلاقات على المستوى الإقليمي.

وحول الأزمة التي يجتازها العالم العربي، اقترح موسى، كوصفة لإخراج النظام العربي الجديد، تشكيل نواة من ست أو سبع دول عربية، تتفق على مصالح مشتركة، وتلتحق بها باقي الأقطار. وكنموذج لذلك، تحدث موسى عن اتفاقية أغادير للشراكة الاقتصادية والتبادل الحر بين المغرب وتونس والأردن ومصر، والتي أبرمت خلال الشهور الأخيرة لتوليه حقيبة وزارة الخارجية المصرية، وهي الفترة التي كان فيها محمد بن عيسى، أمين عام منتدى أصيلة، يتولى بدوره وزارة الخارجية في المغرب. وقال إن "هذه صيغة بدأ بها الاتحاد الأوروبي، كانت تسمى سوقا مشتركة تتكون من ستة أعضاء".

وتباينت آراء المشاركين في الندوة حول الأسباب الرئيسية للأزمة، وتراوحت بين تغليب العوامل الخارجية، والتدخلات الأجنبية الدولية والإقليمية، وبين من يرد هذه الأزمة إلى أسباب داخلية، وفشل الأنظمة والسياسات الداخلية للدول العربية. وقدمت خلال الندوة التي شارك فيها زهاء 40 سياسيا ومثقفا وباحثا من أنحاء العالم العربي، مجموعة من الاقتراحات لتجاوز الوضع العربي الحالي، وعلى رأسها الإصلاحات السياسية والمجتمعية.

وفي تقديمه لموضوع الندوة، أشار محمد بن عيسى، الأمين العام لمنتدى أصيلة، إلى أنها جاءت "استجابة لنداء ملح يلاحق النخب والرأي العام على السواء في كل الأقطار العربية، سواء تلك التي تعاني ظروفا صعبة أو مثيلاتها التي تتوجس من المجهول". وقال بن عيسى "إن الإحساس بالأزمة ووطأة الظروف شعور يعاني منه أغلبية العرب، لأنهم أولا جزء من هذا العالم المضطرب، ولأن لهم نصيبا من مشاكلهم الداخلية... وليس مأزق الوضع العربي قدرا ومصيرا، بقدر ما هو حالة عابرة، قد تطول وقد تقصر، ولا ينفع معها جلد الذات والتعبير عن الأسف واليأس".

وأضاف بن عيسى موضحا "حينما نتحدث عن مأزق الوضع العربي، فإننا لا نعمم ولا نبالغ، وإنما نعني تحديدا مناطق بعينها، تعرف للأسف الشديد أزمات بلغت مستوى الحروب الداخلية؛ وكأن العقل السياسي فيها أخذ عطلة ممددة، أو استقال عن التفكير بتعبير المفكر الراحل محمد عابد الجابري".

وتابع مستدركا أنه في المقابل "توجد مناطق أخرى تنعم بالكثير من مظاهر الاستقرار، يجوز اعتبارها أمثلة وتجارب يمكن أن تسعف الباحثين والمحللين، بملامح وخطط عمل لتجاوز الأوضاع العسيرة التي تعصف بها".

وقالت الكاتبة البحرينية سميرة إبراهيم بن رجب إن الأمة العربية "متفقة على كونها تعيش أزمة هزت أركانها وتنخر كياناتها... وهي أزمة جاءت من الداخل لذا لا حل لها إلا من الداخل، باعتبار أن الخارج استغل الاستياء الداخلي بسبب رفض ممارسات معينة من أجل محاولات التسرب والتدمير".

وتحدث الكاتب والمحلل السياسي الأردني صالح القلاب عن "سقوط جماعي مدو في امتحان قرن كامل"، موضحا أن الأمر يتعلق بـ"انفجار هائل، أخطر ما فيه هو أنه حول البلاد العربية إلى ساحات صراع دولية، وإلى ميادين للصراع المذهبي الطائفي والصراع الإقليمي"، علاوة على آفة الإرهاب. وأضاف القلاب، وزير الإعلام الأردني الأسبق، أن هناك قضايا ضاغطة على العالم العربي، ومن أهمها "الطائفية التي تعد أكبر صراع في التاريخ لا يقوم على أساس، وغياب أحزاب وطنية تستقطب جماهير واسعة وتؤطرها، وفشل أحزاب ترتدي لبوس الدين أو القومية أو الأممية في أداء الأدوار المناط بها القيام بها".

بدوره، قال المحلل السياسي اللبناني محمد قواص، إن البلدان العربية "شهدت وتشهد مأزقا دائما متواصلا، عاما بعد عام، وتعرف براكين متفجرة، إلا أن بعضها تمكنت من إيجاد علاجات محلية مثمرة، وترياق للأزمة، فيما عجزت أخرى عن ذلك". مبرزا أن القضية الفلسطينية، وهي الموضوع الذي ينظم علاقات العرب بالعالم وبأنفسهم، شكلت على مدى عقود موضوعا للمزايدة من أجل التحكم أو المعارضة أو تبرير الإرهاب والإسلام السياسي.

أما محمد تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، فقد رأى أن انتكاسة يونيو/حزيران 1967 لم تكن انتكاسة عربية عسكرية فحسب، بل انتكاسة معرفية واقتصادية واستراتيجية. وقال إن العرب يعيشون أزمة ثقافية ومعرفية حقيقية تتجلى في إشكالية التربية والتعليم، مشددا على أن بداية الإصلاح تبدأ من إصلاح الإنسان العربي.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسيون يناقشون الوضع العربي والاختلالات التي تعصف به في مدينة أصيلة سياسيون يناقشون الوضع العربي والاختلالات التي تعصف به في مدينة أصيلة



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب
المغرب اليوم - استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب

GMT 05:47 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

3 لاعبات من الحسنية في المنتخب المغربي النسوي

GMT 03:03 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

وعود صينية تٌضمد جراح أسهم شركات الألعاب

GMT 20:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سوني تطلق سماعة أذن لاسلكية بسعر منافس جدًا

GMT 13:05 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أغرب حالات الولادة في الحيوانات

GMT 06:47 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العراق يقلّص زراعة محاصيل الشتاء إلى النصف

GMT 06:37 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفضل المعالم السياحية في "إيبوه" الماليزية

GMT 00:27 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

معرض V & A دندي واحدٌ مِن أجمل المتاحف في العالم

GMT 06:01 2014 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

أشغال الجلد الطبيعي مميزة للغايّة

GMT 06:44 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

استراتيجية التوتر: رهان قوة جديد حول الصحراء..

GMT 16:22 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

طريقة تحضير خبز الصاج باللبن الرايب

GMT 06:24 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

أهم منتجعات التزلج على الجليد في أوروبا وبأسعار مميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib