كييف - جلال ياسين
اجتمع نحو 150 خبيرا بالأمن السيبراني في حلف شمال الأطلسي "الناتو" بالعاصمة الإستونية تالين هذا الأسبوع ، استعدادا لحرب إلكترونية متوقعة. ووفقا لما ذكره موقع "بوليتيكو"، فإن اللقاء الذي حضره أكثر من 1000 متخصص بأمن الإنترنت من أعضاء "الناتو" وحلفائه في جميع أنحاء العالم، ركز على تقييم واختبار وتعزيز دفاعات الحلف الإلكترونية. وجاء هذا الاجتماع نظرا لأن سيناريو الحرب الإلكترونية الشاملة بات واقعيا لـ"الناتو" منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بفبراير الماضي.
وقال الكولونيل بيرند هانسن، رئيس فرع الفضاء الإلكتروني في "الناتو": "الأمر جديّ ولم يعد خياليا. مثل هذه الحروب قد تحدث في الواقع". من جانبه، قال الكولونيل في البحرية الأميركية تشارلز إليوت، مدير التدريبات، للصحفيين "كانت التدريبات ناجحة"، رافضا إعطاء المزيد من التفاصيل حول نقاط الضعف التي تم اكتشافها. بدوره، قال مساعد الأمين العام لحلف "الناتو" للاستخبارات والأمن ديفيد كاتلر: "لا تزال الحرب الإلكترونية قائمة على تفضيل المهاجم على المدافع. آمل أن نتمكن من تغيير تلك الديناميكية".
في حين أشار مسؤولون مشاركون إلى أنهم أدرجوا سيناريوهات من هجمات إلكترونية كانت نفّذت على البنية التحتية الأوكرانية هذا العام، بما في ذلك شبكات الكهرباء، مشيرين إلى أن القادم مشابه.
وأتى هذا الاجتماع بعدما اتهمت عملاقة التكنولوجيا شركة "مايكروسوفت" الأميركية روسيا بالتخطيط لشن هجمات جديدة تستهدف البنى التحتية للجارة. وأشار الاتهام أيضاً إلى أن الهجمات المخطط لها ستنفّذ بضربات صاروخية خصوصاً بعد انسحاب قوات موسكو من مناطق في أوكرانيا، في إِشارة إلى خيرسون. كما أوضح أن الكرملين يسعى اليوم إلى توسيع الهجمات الإلكترونية بهدف تعطيل سلاسل التوريد العسكرية والإنسانية وإضعاف الدعم الغربي لكييف. وقالت عملاقة التكنولوجيا أيضاً إن هذه الحملة يمكن أن تكون إنذاراً من روسيا بتوسيع نطاق الهجمات الإلكترونية خارج حدود أوكرانيا.
كذلك شددت على أن موسكو قد تركّز كذلك على البلدان والشركات التي تزود أوكرانيا بسلاسل التوريد الحيوية للمساعدات والأسلحة هذا الشتاء. يذكر أن تقارير كثيرة كانت تحدّثت خلال الأشهر السابقة التي مرّت بها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، عن اختراقات روسية نفّذت لأنظمة الأقمار الصناعية الأوكرانية وشركات الطاقة وغيرها من البنية التحتية الحيوية، مما أثار المخاوف الدولية حول كيفية نشر موسكو لقدراتها السيبرانية المتطورة بعد ذلك.
ومايكروسوفت نفسها كانت اتهمت روسيا العام الماضي، بتنفيذ هجمات على شركات البنية التحتية في أوكرانيا وبولندا بهدف مهاجمة الشركات المشاركة في تقديم المساعدة العسكرية والإنسانية لأوكرانيا. كما أكدت أن 55% من حوالي 50 منظمة تعرضت لهجمات روسية منذ فبراير/شباط الماضي هي شركات بنية تحتية حيوية، مشددة على أن خبراء محليين ساعدوا على احتواء تأثيرات تلك الهجمات.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر