الدار البيضاء - جميلة عمر
دعا رئيس مجلس النواب التشيلي السيد فيديل إسبينوزا، اليوم الأربعاء في الرباط، إلى الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلاده والمغرب إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة القائمة بينهما، وذلك في ظل الرهانات والتحديات المشتركة التي يواجهها البلدين، مبرزًا مستوى العلاقات المتميزة القائمة بين البلدين والشعبين الصديقين، وخصوصا الدينامية غير المسبوقة في العلاقات بين برلماني الجانبين، مذكرا في هذا الصدد بمتانة الروابط والقيم المشتركة الحضارية والإنسانية التي تجمع البلدين
وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن المسؤول التشيلي، برفقة السيد روبرتو ليون، البرلماني، والرئيس السابق للمجموعة الجيو سياسية لبرلمانات أميركا اللاتينية والكرايبي لدى الاتحاد البرلماني الدولي، أكد أن تثمين ودعم مجلس النواب التشيلي لمبادرة البرلمان المغربي إرساء "منتدى برلماني إفريقي أمريكو لاتيني" نابع من قناعته الراسخة بكون هذا المنتدى سيشكل الفضاء الأمثل لإسماع صوت شعوب القارتين بخصوص هذه التحديات لاسيما المرتبطة منها بقضايا الهجرة والتغيرات المناخية
وبخصوص موقف برلمان التشيلي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، شدد السيد فيديل إسبينوزا أن هذا الموقف لم يأت من فراغ، بل هو ثمرة العلاقات البرلمانية الثنائية المتميزة والتي توطدت بعد الزيارتين اللتين قام بهما مجلس المستشارين برئاسة السيد حكيم بن شماش إلى جمهورية التشيلي، إضافة إلى زيارة وفد برلماني تشيلي للمملكة المغربية بدعوة من مجلس المستشارين في فبراير 2017، والتي تميزت بزيارة الأقاليم الجنوبية، مضيفا أن الوفد التشيلي وقف خلال هذه الزيارة على الأوراش التنموية الكبرى التي عرفتها المنطقة، والأمن والاستقرار الذي يعرفه المغرب في ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس
وعبر رئيس مجلس المستشارين السيد حكيم بن شماش، عن اعتزازه الكبير بأهمية هذه الزيارة ودورها في تعزيز الدينامية القوية التي تشهدها العلاقات المغربية التشيلية وتوطيد علاقات التعاون بين المؤسستين التـشريعيين للبلدين والشعبين الصديقين، مبرزًا أهمية الزيارة التاريخية للملك محمد السادس إلى جمهورية التشيلي سنة 2004، والآفاق الواعدة التي فتحتها هذه الزيارة في توسيع مجال التعاون على مختلف الأصعدة في إطار التعاون جنوب ـ جنوب، وأكد أن المغرب والتشيلي تجمعهما روابط تاريخية وحضارية مشتركة ويتقاسمان مجموعة من القيم الإنسانية، مبديا إعجابه ب"النموذج الديمقراطي ومسلسل الإصلاحات والمصالحات التي جعلت من التتشيلي نموذجا رائدا في أميركا الجنوبية على مختلف المستويات".
وعلى المستوى البرلماني، ذكر السيد بن شماش بزيارتين قام بهما على رأس وفدين عن المجلس إلى التشيلي خلال شهري يناير/كانون الثاني، ويوليو/تموز 2017، والتي تميزت بعقد مباحثات مع كبار المسؤولين الحكوميين، ورئيسي مجلسي البرلمان التشيلي، وتوجت بالتوقيع على اتفاقية للتعاون مع مجلسي البرلمان التشيلي، كما حظي الوفد المغربي بشرف استقباله من قبل رئيسة الجمهورية السيدة ميشيل باشليت، كما تطرق رئيس المستشارين إلى مبادرة البرلمان المغربي بإحداث "منتدى برلماني إفريقي أمريكو لاتيني"، والدعم الذي لقيته هذه المبادرة من مختلف البرلمانات الوطنية والمنظمات الإقليمية والقارية في إفريقيا وأميركا اللاتينية، معتبرا أن كل الشروط أضحت اليوم ناضجة من أجل تأسيس هذا المنتدى كإطار للعمل المشترك والترافع لفائدة مصالح وقضايا الشعوب الافريقية واللاتينية، وشدد أيضا على ضرورة استثمار الفرص الكبيرة المتاحة، وخصوصا تلك المرتبطة بالموقع الجيو استراتيجي للبلدين من أجل الارتقاء بمستوى العلاقات التجارية والاقتصادية، حيث أعلن في هذا السياق عن عزم مجلس المستشارين تنظيم أسبوع للمغرب في أميركا اللاتينية في العاصمة التشيلية سانتياغو، ولم يفت رئيس مجلس المستشارين التعبير عن امتنانه الكبير للموقف النبيل والحكيم للبرلمان التشيلي والداعم لمبادرة الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل بشأن الصحراء المغربية، والذي عبر عنه القراران الصادران عن مجلسي البرلمان التشيلي في 3 و 8 يناير/كانون الثاني الجاري، وحضر هذا اللقاء عضو مكتب مجلس المستشارين وممثله الدائم لدى برلمان أميركا الوسطى ، السيد أحمد الخريف والخليفة الرابع لرئيس المجلس، السيد عبد القادر سلامة، ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية ـ التشيلية في مجلس المستشارين السيد عبد الحميد فاتيحي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر