هزّت انفجارات متتالية ريف حلب الشرقي، وقالت مصادر متقاطعة إنها ناجمة عن انفجارات في مطار الجراح العسكري، يرجح أنها لمستودعات ذخيرة وأسلحة في المطار الذي سيطرت عليه القوات الحكومية السورية وحلفاؤها في عام 2017، وتسببت الانفجارات بمقتل وإصابة عناصر من القوات الحكومية السورية وحلفائها.
دارت اشتباكات بوتيرة عنيفة بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة، وجيش خالد بن الوليد المبايع بتنظيم "داعش" من جهة أخرى، على محاور في محيط بلدتي حيط وسحم الجولان، في حوض اليرموك بالقطاع الغربي من ريف درعا، قضى على إثرها مقاتلان اثنان أحدهما قائد لواء مقاتل، جراء الهجوم الذي نفذه التنظيم على المنطقة.
واندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، على محاور في محيط البحوث العلمية في الأطراف الغربية لمدينة حلب، وسط استهدافات متبادلة، دون ورود أنباء عن خسائر بشرية، في حين سمع دوي انفجارات ناجمة عن سقوط قذائف على منطقة في شارع تشرين بالقسم الغربي من مدينة حلب، ومناطق أخرى في أطراف المدينة، ما أدى لأضرار مادية، ولا معلومات عن إصابات.
وشهدت مناطق في بلدة اللطامنة، والأراضي المحيطة بها، وأماكن في منطقة لطمين وقريتي الزكاة والأربعين وبلدة كفرزيتا ومحيطها، عمليات قصف مدفعي من القوات الحكومية السورية، بعدد من القذائف الصاروخية والمدفعية، ما تسبب بأضرار مادية، فيما لم ترد معلومات عن خسائر بشرية، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات أنه ارتفع لأكثر من 409 عدد القذائف المدفعية والصاروخية التي أطلقتها القوات الحكومية السورية خلال 15 يوماً من تصعيدها القصف مع المسلحين الموالين لها، على كل من ريف حماة الشمالي وريفي إدلب الجنوبي والغربي ومنطقة سهل الغاب بشمال غرب حماة.
وكان المرصد السوري نشر خلال الأيام الماضية، أن مصادر موثوقة أكدت له أن القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها تعمد لاستهداف أراضي زراعية ومحاصيل، في محيط البلدات والمدن والقرى الواقعة قطاع إدلب الجنوبي وسهل الغاب وشمال حماة، حيث طالت الحرائق مئات الهكتارات الزراعية، ويتركز القصف بشكل أكبر على كل من منطقتي اللطامنة وكفرزيتا، في تعمد من قبل النظام وحلفائه لإحراق المحاصيل الزراعية في هذه المناطق، فيما تحدثت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن القوات الحكومية السورية تعمد في خطوط التماس بينها وبين مناطق سيطرة الفصائل، لتهديد الأهالي بحرق محاصيلهم الزراعية، في حال لم يدفعوا لهم أتاوة تقدر بمبلغ نحو ألف ليرة سورية عن كل دونم من الأرض الزراعية العائدة لهم، حيث تقصد مسلحون موالون للنظام قبل أيام بحرق أرض زراعية خلال تواجد سيدتين فيها، انتقاماً لعدم دفعهما الأتاوة، ما أدى لاحتراق السيدتين داخل محصولهم الزراعي، حيث نشر المرصد السوري يوم الأربعاء الماضي أن مواطنتين اثنتين فارقتا الحياة بعد أن تعمد مسلحون موالون للنظام حرق محصولهم الزراعي في منطقة الجلمة الواقعة في ريف حماة الشمالي الغربي، وأكد أهالي أن المسلحين الموالين للنظام، عمدوا لحرق المحصول، خلال تواجد المواطنتين داخله، بذريعة رفض أصحاب المحصول، دفع مبلغ مادي مقابل السماح لهم بحصاد أرضهم في القرية، ما تسبب بحرق المحصول ووفاة السيدتين على الفور واحتراق جثتيهما.
وسمع دوي انفجار خلال الساعات الماضية في مدينة الرقة، التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي، ناجم عن إلقاء مجهولين قنبلة يدوية على تجمع لمواطنين في المدينة، في منطقة سيف الدولة بوسط المدينة، عقبها حظر تجوال في المدينة فرضته قوات الأمن الداخلي، وسط استياء من قبل المواطنين من عمليات التجنيد الإجباري التي تجري بحق شبان لاقتيادهم إلى أداء “واجب الدفاع الذاتي”، حيث جرت عمليات سوق عشرات الشبان من المدينة وريفها خلال الساعات الـ 72 الماضية.
وكان رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، خروج العشرات في مظاهرة بحي الرميلة في مدينة الرقة، طالب المتظاهرون خلالها “بخروج قوات سورية الديمقراطية من مدينة الرقة”، حيث تأتي هذه المظاهرة في أعقاب التوتر الذي تشهده المدينة خلال الأيام القليلة الماضية، إذ كانت مظاهرة، ونشر المرصد السوري حينها، أنه رصد عودة التوتر إلى مدينة الرقة، التي شهدت مساء الثلاثاء من العام 2018، مظاهرات ضمت عشرات المواطنين من سكان مدينة الرقة، طالبوا خلالها بـ خروج قوات سورية الديمقراطية من المدينة وتسليم إدارتها لسكانها، وشملت المظاهرات منطقتي المشلب والرميلة بالأطراف الشرقية والشمالية الشرقية من مدينة الرقة، وتصاعد التوتر بعد وصول دوريات من قوات الأمن الداخلي وقوات سورية الديمقراطية إلى منطقة التظاهر، ومعلومات عن اعتقال متظاهرين في المدينة.
وكان رصد المرصد السوري ليل الـ 27 من أيار / مايو من العام الجاري 2018، توترًا في مدينة الرقة، بين قوات سورية الديمقراطية المدعومة من قبل التحالف الدولي من طرف، وبين لواء ثوار الرقة من طرف آخر، والمترافق مع سماع إطلاق نار بشكل متقطع، ومظاهرة في حي الرميلة بالمدينة، وذلك في محاولة لمنع قوات سورية الديمقراطية من اعتقال قيادي من لواء ثوار الرقة، حيث رصد المرصد السوري تدخل التحالف الدولي لحل الخلاف والتوتر الجاري بين كل من لواء ثوار الرقة وقوات سورية الديمقراطية، بعد تحشدات من كل الطرفين بالمنطقة، ترافقت مع سماع إطلاق نار بشكل متقطع، وسط خروج مظاهرة في حي الرميلة بالمدينة، وذلك في محاولة لمنع قوات سورية الديمقراطية من اعتقال قيادي من لواء ثوار الرقة.
وكان نشر المرصد السوري في الـ 18 من أيار / مايو الجاري من العام 2018، أنه قتل 28 على الأقل من عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من الجنسية السورية، جراء الانفجارات التي شهدتها مستودعات للذخيرة والوقود في مطار حماة العسكري الواقع إلى الغرب من مدينة حماة، ولم ترد معلومات فيما إذا كان الانفجارات ناجمة عن خلل فني أو هجمات استهدفت المستودعات، والتي تسببت حينها بدمار كبير وتصاعد الدخان بشكل كثيف في سماء المنطقة.
كذلك كانت القوات الحكومية السورية تمكنت في الـ 13 من أيار / مايو من العام 2017، من تحقيق تقدم جديد استراتيجي، واستعادة السيطرة على مطار الجراح العسكري المعروف باسم “مطار كشيش”، بعد 9 أسابيع من طرد تنظيم "داعش" للقوات الحكومية السورية التي تقدمت في مطلع آذار / مارس الماضي من العام الجاري 2017، وتمكنت من دخول مطار الجراح العسكري، حيث كان شهد مطار الجراح العسكري في تشرين الأول / أكتوبر من العام 2014، تحليق طائرة حربية امتلكها تنظيم "داعش" من أصل 3 طائرات، حيث شوهدت تحلق حينها على علوٍ منخفض، في أجواء المنطقة، بعد إقلاعها من مطار الجراح العسكري، ليتمكن التنظيم قبل أيام من الآن من طرد القوات الحكومية السورية من المطار الاستراتيجي واستعادة السيطرة عليه.
وشوهدت تحلق حينها على علوٍ منخفض، في أجواء المنطقة، بعد إقلاعها من مطار الجراح العسكري، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن تنظيم داعش أصبح يمتلك 3 طائرات حربية قادرة على الطيران والمناورة، يعتقد أنها من نوع ميغ 21 وميغ 23، حيث يشرف ضباط عراقيون من الجيش العراقي المنحل، وهم عناصر من تنظيم داعش، يشرفون على تدريب، المزيد من عناصر التنظيم أصحاب الخبرات، على قيادة هذه الطائرات، من خلال دورات تدريبية، في مطار الجراح العسكري، أو ما يعرف بمطار كشيش العسكري، الواقع في ريف حلب الشرقي، والذي يعد أهم معسكرات تنظيم "داعش" في سورية، وأبلغ سكان من المناطق المحيطة بالمطار، نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان في حلب، أنهم شاهدوا طائرة على الأقل، تحلق على علوٍ منخفض، في أجواء المنطقة، بعد إقلاعها من مطار الجراح العسكري، وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد بها السكان تحليق لطائرة تقلع من المطار على علو منخفض، وأبلغت المصادر الموثوقة ذاتها، المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن تنظيم "داعش" استولى على هذه الطائرات، بعد سيطرته على المطارات العسكرية التابعة للنظام في محافظتي حلب والرقة، ولم تؤكد هذه المصادر، ما إذا كان تنظيم "داعش" يمتلك صواريخ لاستخدامها بشكل هجومي.
واستهدفت طائرات حربية مجددًا مناطق في الجيب الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش" في القطاع الجنوبي من ريف الحسكة، حيث قصفت طائرات يرجح أنها للتحالف مجدداً، مناطق في قرية هداج، ما تسبب بمقتل رجل وزوجته ومعلومات عن سقوط عدد آخر من الجرحى، ليرتفع إلى 14 على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا في جولتين من القصف خلال الساعات الـ 24 الماضية، والشهداء هم رجل وزوجته قتتلوا خلال قصف مساء السبت، و 12 مواطنًا على الأقل من عائلة واحدة بينهم سيدة و3 من أبنائها من ضمنهم مواطنة و5 آخرين من العائلة ذاتها هم 4 أطفال ومواطنة، في القصف من قبل طائرات التحالف الدولي على قرية هداج في القطاع الجنوبي من ريف الحسكة، والتي لا تزال تحت سيطرة تنظيم "داعش".
وعلى صعيد آخر، سمع دوي انفجار على طريق الخرافي في الريف الجنوبي للحسكة، ناجم عن انفجار يرجح استهداف دورية لقوات سورية الديمقراطية ما تسبب بمقتل وإصابة عدد من عناصر الدورية، في حين عثر على جثتين لشخصين لا يزال مجهولا الهوية، وعليهما آثار تعذيب، بالقرب من منطقة أم مدفع في ريف الحسكة الجنوبي الغربي.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان اجتماع المئات من وجهاء وأعيان عشائر عربية سورية من مختلف المناطق السورية في منطقة دير حافر بريف حلب الشرقي، والتي كانت سابقاً تحت سيطرة تنظيم "داعش"، وجرى السيطرة عليها من قبل القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية بقيادة العميد في القوات الحكومية السورية سهيل الحسن، وبدعم وإسناد روسي، خلال العام 2017، وضم الاجتماع في بيانه الختامي الذي أعلن عنه، عن تشكيل وحدات تحت اسم "المقاومة العشائرية الشعبية"، تكون بمثابة قوات رديفة لجيش النظام السوري، وتهدف إلى طرد القوات الأميركية والفرنسية والتركية من الأراضي السورية، حيث حضر المؤتمر الواسع عدد من المسؤولين في النظام وعدد من الضباط في القوات الحكومية السورية.
والإعلان هذا عن تشكيل قوات عسكرية تحت مسمى قوات شعبية عشائرية، وإعلانها رديفة للقوات الحكومية السورية، يأتي بالتزامن مع تحضيرات النظام للخروج بقرار ينجم عنه حل للقوات الرديفة، إذ نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الجمعة الأول من حزيران / يونيو الجاري من العام 2018، أنه حصل على معلومات حول قرار غير مسبوق يعمد النظام لتطبيقه على الأراضي السورية، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري من مصادر موثوقة، فإنه من المرتقب أن تعمد سلطات النظام خلال الفترة المقبلة، إلى حل كامل القوات الموالية لها والتي كانت تشارك إلى جانب القوات الحكومية بمثابة قوات رديفة.
وأضافت المصادر أن هذا التوجه والذي يجري التحضير لاستصدار قرار بشأنه، بعد طلب روسي، جاء خلال زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى روسيا ولقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أكدت المصادر للمرصد السوري أن الطلب الروسي تضمن ليس فقط حل الميليشيات الموالية للنظام والمدعومة من قبل النظام، بل تضمن مرفقاً بحل الميليشيا المدعومة إيرانياً والممولة من قبل الجانب الإيراني، العاملة على الأرض السورية، الأمر الذي شكل استياءً واسعًا من قبل عناصر هذه القوات الرديفة، الذين شاركوا إلى جانب القوات الحكومية السورية في كل المعارك التي جرت على الأراضي السورية، معترضين على هذا القرار الذي تسعى القوات الحكومية السورية لاستصداره والذي أكدت المصادر أنه سيضم إما خيار تسريح عناصر القوات الرديفة بشكل نهائي، أو تطويعهم بشكل رسمي في صفوف القوات الحكومية.
وهذا الطلب الروسي ومشاورات سلطات النظام بخصوص استصدار القرار في فترة مقبلة، جاء بعد سلسلة التجاوزات خلال الأشهر والسنوات الماضية من قبل القوات الحكومية السورية، وتصاعد وتيرة هذه التجاوزات في المناطق التي سيطرت عليها القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها أو التي هاجمتها، حيث عمدت هذه القوات الرديفة إلى تنفيذ عمليات تعفيش لآلاف المنازل وسلب عشرات آلاف المواطنين نقوديهم وممتلكاتهم الشخصية، سواء على الحواجز أو في القرى والبلدات والمدن، التي تتواجد في حواجز ومواقع لهذه القوات، من مدينة حلب مروراً بالغوطة الغربية والغوطة الشرقية ومدينة حمص وريفها وريف حلب وريفي حمص وحماة وجنوب دمشق وريف دمشق الجنوبية ودير الزور والرقة ومناطق سورية أخرى، وما أثار حفيظة النظام والروس هو تعمد الفارين من خدمة النظام من غير المعارضين له، والمطلوبين لخدمة التجنيد الإلزامي في صفوف القوات الحكومية السورية، إلى مناطق سيطرة هذه الميليشيات الرديفة لالقوات الحكومية السورية، حيث تصاعد الاستياء بالمقابل لدى سلطات النظام من هذه الظاهرة التي استمرت خلال السنوات الماضية، وبخاصة بعد مقتل وانشقاق وإصابة عشرات الآلاف من عناصر القوات الحكومية السورية في المعارك ضد الفصائل المقاتلة والإسلامية وضد تنظيم "داعش" وهيئة تحرير الشام "جبهة النصرة"، فيما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل نحو 50 ألف عنصر من القوات السورية الرديفة التابعة للنظام والتي تقاتل في المعارك والمواجهات إلى جانبه، بالإضافة لإصابة عشرات آلاف آخرين وفرار آلاف آخرين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر