أكدت يوليا سكريبال، نجلة عميل الأعصاب الروسي، أنها تتعافى في المستشفى، وأن قوتها تتزايد يوميًا، في أول تصريح لها منذ هجوم ساليسبري، وتحدثت الفتاة البالغة من العمر 33 عامًا مؤخرًا بعد شهر تقريبا من العثور عليها، فاقدة الوعي على مقعد إلى جانب والدها سيرغي سكريبال، وهو جاسوس روسي سابق، كلاهما مسمومان بغاز أعصاب.
وجاء ذلك بعد ساعات فقط من بث تلفزيون الدولة الروسية مقابلة مع ابنة عم يوليا سكريبال، التي تدعي أنها تحدثت إليها في مكالمة هاتفية من المستشفى، وفي بيان أصدرته سكوتلاند يارد بعد ظهر الخميس قالت السيدة سكريبال "استيقظت منذ أكثر من أسبوع، والآن يسرني أن أقول إن قوتي تتزايد بشكل يومي، أنا ممتنة للاهتمام بي، وبالعديد من الرسائل حسن النية التي تلقيتها"، مضيفة "يوجد الكثير من الناس الذين أشكرهم على شفائي، وأحب أن أذكر بشكل خاص أهل ساليسبري الذين قدموا لمساعدتي عندما عجزت أنا وأبي على الحركة، وعلاوة على ذلك، أود أن أشكر الموظفين في مستشفى مقاطعة سالسبوري على رعايتهم ومهنيتهم"، موضحة" أنا متأكدة من أنك تقدر أن هذه الحلقة بأكملها مشوشة إلى حد ما، وآمل أن تحترم خصوصيتي وخصوصية عائلتي خلال فترة النقاهة".
وجاء ذلك بناء على بث مكالمة هاتفية مزعومة بين السيدة سكريبال وابنه عمها فيكتوريا، والتي عُرضت على قناة روسيا الأولى التلفزيونية، ولم يتم التحقق من صحة الاتصال الهاتفي.
وقالت المرأة التي تدعي أنها يوليا في حديثها إن والدها سيرغي "على ما يرام" وهو نائم"، وأضافت "الجميع يتعافى، وقد نجا الجميع، ولم يقع أي ضرر يتعذر إصلاحه، هذا كل شيء، وسأخرج قريبا من المستشفى".
ويأتي ذلك بعد أن قالت فيكتوريا، ابنة أخ السيد سكريبال، إنها تريد زيارة أقاربها في المملكة المتحدة وإعادة يوليا إلى "الوطن الأم روسيا"، وقالت فيكتوريا سكريبال التي تعيش في ياروسلافل بالقرب من موسكو إنها التقت بممثلي السفارة البريطانية يوم الثلاثاء وإنهم وعدوا بعمل كل شيء ممكن للحصول على تأشيرة، ومن المتوقع أن تسافر إلى بريطانيا في غضون أيام.
وجاء ذلك في الوقت الذي عقد فيه السفير الروسي في المملكة المتحدة ألكسندر ياكوفينكو مؤتمرا صحافيا في لندن عصر، الخميس، لمهاجمة الطريقة البريطانية في التعامل مع هجوم ساليسبري، وابتسم ياكوفينكو في مؤتمر صحافي مطول، وحاول أن يسلّط الأضواء على الكرملين، ونفى أن تكون روسيا متورطة في الهجوم، وعلى مدار الساعة، أنكر السيد ياكوفينكو المزاعم، بما في ذلك الإدعاء بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صرح بأن "الخونة سيعاقبون"، على الرغم من وجود لقطات فيديو للرئيس الروسي يقول ذلك.
وردا على الادعاء بأن الكرملين يقوم بتخزين غازات الأعصاب، قال إنه لا يوجد أي دليل وأن القصة الكاملة حول نوفيشوك بدأت في الولايات المتحدة في التسعينات، وتابع "هذا لا علاقة له بروسيا، نحن لم ننتجه أبدا، ولم نمتلك أبدا نوفيشون، إنه صُنع لبعض الدول الأخرى وبعض العلماء".
على الرغم من طلب روسيا الانضمام إلى التحقيق الذي تجريه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي تم رفضه يوم الأربعاء، فقد ادعى ياكوفينكو أن غالبية المجتمع العالمي لا يدعم بريطانيا.
وكرر السيد ياكوفينكو التأكيد على ادعاءات زملائه، فقال إنه من الغريب أن يكون عدد من الروس، المعروفين بمعارضتهم للكرملين، قد ماتوا على الأرض البريطانية في السنوات الأخيرة، وأضاف "الكثير من المواطنين الروس ماتوا هنا في المملكة المتحدة في ظروف مريبة للغاية ... سؤالي هو لماذا يحدث هنا؟".
وردًا على سؤال من أحد المراسلين لماذا يبدو أن السفارة الروسية تسخر من بريطانيا بشأن هجوم ساليسبري، قال ياكوفينكو إن الكرملين يأخذ الأمر "بجدية"، موضحا "نحن نستخدم في هذا الموقف شعورا بالفكاهة البشرية لأن بعض التصريحات ليست في الحقيقة صديقة للحس السليم، ولكن نأخذ كل شيء على محمل الجدن بالنسبة لنا، إنها ليست مزحة".
ويأتي ذلك بعد أن زعمت مصادر أمنية بريطانية أنها حددت المعمل الروسي الذي صنع الغاز، ويقال إن مصادر "وايتهول" واثقة جدا من أنهم وجدوا مصدر السم الذي ساعد على تشكيل استنتاجات الحكومة بأن روسيا متورطة بشكل كبير في الهجوم، غير أن وزير الأمن، بن والاس، قال إن بريطانيا لن تفرج عن المزيد من المعلومات الاستخبارية لتهدئة من يشكك في التحقيق، مضيفا أن القيام بذلك سيعرض حياة الناس للخطر، وقال لراديو هيئة الإذاعة البريطانية "لا نريد الدخول في مزاد هولندي حيث يتدفق الناس أكثر فأكثر، غالبا ما يكتسب الذكاء من قبل أشخاص يخاطرون بحياتهم وبأمن بلد يتعرض للخطر، إنه ليس دليلا روتينيا يمكنك تقديمه في المحكمة، يجب عليك اتخاذ قرار حكيم كحكومة حول ما إذا كنت ستخاطر بحياة ذلك الشخص، أو ما إذا كنت ستعرض للخطر قدرات البلد"، ولفت "دعونا نكون واضحين تماما، تم استخدام عامل الأعصاب في سالسبوري، ونعتقد أنه تم تصنيعه في روسيا".
ويأتي ذلك في أعقاب نزاع غاضب بين وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، ورئيس حزب العمل البريطاني جيريمي كوربين، مساء الأربعاء، والذي بدأ عندما اتهم زعيم حزب العمل وزير الخارجية بالمبالغة في نتائج مختبر الدفاع البريطاني، بورتون داون.
وقال الرئيس التنفيذي لمختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية الحكومي غاري أيتكينهيد، إنه أكد استخدام "عامل الأعصاب العسكري" الذي يمكن تصنيعه من قبل جهة فاعلة في الدولة فقط، وأضاف أن المختبر لم يتمكن من تأكيد التورط الروسي، وهو ما أوضحه بورتون داون في وقت لاحق أنه لم يكن جزءا من مهمته، ومع ذلك، استغل السيد كوربين التعليقات ليدل على كذب أن السيد جونسون بتأكيد المعمل تورط روسيا.
وانضم إليه فلاديمير بوتين، الذي اتهم المملكة المتحدة بشن حملة "مناهضة لروسيا"، وصف جونسون الليلة الماضية تصريحات السيد كوربين بأنها "مؤسفة"، مضيفا أن زعيم حزب العمل اختار أن يقف بجانب الكرملين ضد حكومته، وكتب على تويتر "من المؤسف أن جيريمي كوربين يلعب الآن لعبة روسيا ويحاول تشويه سمعة بريطانيا تجاه هجوم سالسبوري".
وتمّ رفض طلب روسيا الأنضمام إلى التحقيق، حيث في التصويت في لاهاي، أيد ستة فقط من الأعضاء الـ 41 طلب روسيا، 15 صوتوا ضدها، و17 امتنعوا عن التصويت، وغاب 2، و واحد لا يحق له التصويت، وطلبت موسكو عقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي مساء الخميس بشأن الهجوم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر