اعتبارات أمنية وإستراتيجية تدفع المغرب إلى مواجهة الإرهاب في قمة الساحل الإفريقي
آخر تحديث GMT 22:30:21
المغرب اليوم -

اعتبارات أمنية وإستراتيجية تدفع المغرب إلى مواجهة الإرهاب في قمة الساحل الإفريقي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - اعتبارات أمنية وإستراتيجية تدفع المغرب إلى مواجهة الإرهاب في قمة الساحل الإفريقي

الشرطة المغربية
الرباط -المغرب اليوم

لاعتبارات أمنية وجيو إستراتيجية معقدة، شاركت المملكة في قمة دول السّاحل الإفريقي (مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد) وفرنسا، إلى جانب شركاء دوليين، وذلك من أجل بحث مكافحة الحركات الجهادية والتنظيمات الإرهابية، التي مافتئت تتصاعد مع وجود تحالف خفي بين القاعدة و”داعش” في الغرب الإفريقي.وتبقى المسألة الأمنية حاضرة بقوة في اجتماعات دول الساحل الإفريقي، خاصة أن مراكز إستراتيجية دولية عديدة كانت حذرت من الارتباطات بين الجماعات الإرهابية العاملة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل وميليشيات “البوليساريو” التي يتم تجنيد أفرادها في مخيمات تندوف، مشيرة إلى “تزايد وتيرة وجود تنظيم القاعدة و الجماعات المتطرفة التابعة له في المنطقة”.

وتهدف مجموعة الخمس في الساحل، التي تأسست في نواكشوط شهر فبراير 2014، وتضمُّ بالإضافة إلى موريتانيا كلا من مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، إلى تنسيق سياسات البلدان الأعضاء من أجل تعزيز الأمن والسلم والتنمية في فضاء الساحل والصحراء.الشرقاوي الروداني، الخبير في الشّأن الأمني الإستراتيجي، أكد أنّ “قمة دول الساحل الإفريقي تأتي في سياقات متعددة من بينها تطور العمليات الإرهابية في المنطقة برمتها”، مبرزا أن الضربات الإرهابية لجماعات “نصرة الإسلام والمسلمين” بقيادة إياد أغ غالي، وتنظيم الدولة في الصحراء الكبرى لعدنان أبو وليد الصحراوي، “شهدت ارتفاعا مهولا في موبتي، كيرينا وغوسي وشمال غرب بوركينافاسو، خصوصا بارسولوخو؛ زيادة على أن تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا والساحل عرف تغيير القيادة من خلال تولي يوسف العنابي، الذي أبدى استعدادا لشن ضربات إرهابية في المنطقة”.

وأورد الخبير ذاته أن “هناك ملامح صراع كبير بين التنظيمات الإرهابية الموالية للقاعدة وتلك التابعة لداعش في الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء، وهو ما يشكل تحولا جديدا من شأنه خلق تنظيمات أخرى في المنطقة، على غرار تنظيم ‘ولاية إفريقيا الوسطى’، الذي أصبح يشمل دول تنزانيا، والكونغو الديمقراطية وموزنبيق”، موضحا أن “ملامح شريط إرهابي جديد أصبحت تظهر وقد يهدد مجموعة من الدول في البحيرات الكبرى إن لم يكن هناك تحرك دولي محكم وإستراتيجي يعالج جميع محددات قوة الجماعات المسلحة والإرهابية”.

وأوضح المحلل ذاته أن “الأجوبة الأمنية منذ عمليات سرفال برخان وعمليات دولية أخرى لم تعط أكلها في محاربة الجماعات الإرهابية في الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء؛ ومن ثم فإن وجود مقاربات جديدة لاستعادة دور دول المنطقة ومركزيتها في محاربة نشاطات الجماعات الإرهابية أصبح مهما”.


 
كما قال المتحدث إن “مشاركة المملكة المغربية في هذه القمة لدول الساحل الإفريقي تأتي في سياقات مختلفة؛ فهي أولا أصبحت دولة فاعلة في محاربة الإرهاب والتطرف على المستوى الإقليمي، القاري والدولي، ولعل تجنيب الولايات المتحدة الأمريكية ضربة إرهابية من خلال توفير المؤسسات الأمنية المغربية معلومات دقيقة للمؤسسات الأمنية الأمريكية يبرز الدور الريادي الذي أصبحت تلعبه الرباط في محاربة الإرهاب التطرف والشبكات الدولية للاتجار بالمخدرات والسلاح”.

ويقر الخبير ذاته بأن “الأمن القومي للمملكة المغربية مرتبط بأمن هذه الدول، التي تعد عمقا إستراتيجيا لها، على اعتبار أن لها علاقات ثنائية جد متميزة مع جميع دول الساحل وغرب إفريقيا، كما أنها شريك في عمليات التنمية المهيكلة لاقتصادياتها، لأنها أول دولة ذات استثمارات ضخمة في المنطقة؛ كما أن المشروع الجيو إستراتيجي للغاز بين نيجيريا والمملكة المغربية محدد في بنية اقتصاد العديد من الدول”.

ويتوقف الخبير ذاته عند “اهتمام الرباط بالأمن والاستقرار في هذه المنطقة برمتها”، مضيفا أن “هذا الاهتمام يجسد عمق العلاقات الثنائية وأهمية هذه الدول كشريك إستراتيجي في محددات معدلات مهمة دولية، وهو ما جعل الأمم المتحدة تتجه إلى فتح مكتب أممي بالمغرب يعنى بمحاربة الإرهاب والتطرف في إفريقيا”، وتابع: “هذا التوجه يظهر فهم المنتظم الدولي الدور الكبير الذي تقوم به المملكة المغربية في استتباب الأمن والاستقرار الدولي”، مشيرا إلى أن “تطور العمليات الإرهابية في المنطقة أصبح يهدد أمن واستقرار مجموعة من الدول، خصوصا أن منطقة الحدود الثلاثة المعروفة بلبتاكو غورما أصبحت نقطة ارتكاز للجماعات المسلحة والإرهابية، وهو ما أصبح يلقي الضوء على احتمال تمدد نشاطات الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة العابرة للحدود”.

وشدّد المحلل ذاته على أن “المغرب يشكل نموذجا يملك ذاكرة استخباراتية مكنته من تفكيك شفرات ورموز لشبكات تحركات جماعات وخلايا إرهابية دولية”، معتبرا أن مشاركة المغرب في هذه القمة محددة لمسارات جديدة ولأدوار كبرى سيلعبها في استتباب الأمن والاستقرار في القارة، خصوصا أن هناك تطابقا في وجهات النظر والتحليل الميداني ومحددات الردع بين واشنطن وباريس والرباط، وختم تصريحه قائلا: “الرباط محورية في محاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة برمتها، وأهميتها تكمن في الرؤية الاستباقية، والذاكرة الاستخباراتية وضبط تحركات الخلايا والشبكات الإجرامية والإرهابية العابرة للحدود والقارات”.

قد يهمك ايضا:

إجهاض عملية للتهريب الدولي للمؤثرات العقلية في طنجة

التحقيق في عمليات نصب هوليودية باسم مسؤولين في المغرب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتبارات أمنية وإستراتيجية تدفع المغرب إلى مواجهة الإرهاب في قمة الساحل الإفريقي اعتبارات أمنية وإستراتيجية تدفع المغرب إلى مواجهة الإرهاب في قمة الساحل الإفريقي



اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 13:53 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

لجين عمران تروج لماركة حقائب شهيرة

GMT 17:42 2023 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

أفكار جديدة لديكورات غرف المكاتب المنزلية

GMT 05:48 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

تعرفي على "الصيحة" الأكثر رواجاً لتصاميم مطابخ 2019

GMT 07:11 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

أفكار لاستخدام "أسرّة الأطفال" في المساحات الصغيرة

GMT 20:54 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

عزيز بوحدوز يطلب من الجمهور المغربي أن يسامحه

GMT 07:34 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

كوكو شانيل تبيّن حبها المتجدد لتصميم المجوهرات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib