تفاصيل سبب رفض المغاربة لحزب العدالة والتنمية في الأنتخابات المغربية
آخر تحديث GMT 20:12:05
المغرب اليوم -

تفاصيل سبب رفض المغاربة لحزب العدالة والتنمية في الأنتخابات المغربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تفاصيل سبب رفض المغاربة لحزب العدالة والتنمية في الأنتخابات المغربية

الانتخابات التشريعية في المغرب
الرباط -المغرب اليوم

صباح الخميس، تلقى تنظيم الإخوان ضربة موجعة عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات النيابية في المغرب، حيث مُني حزب العدالة والتنمية الإخواني بخسارة موجعة بعد أن حصل فقط على 12 مقعدا من إجمالي 396 مقعدا في البرلمان.وكان العدالة والتنمية قد فاز بـ125 مقعدا في انتخابات 2016، فيما صار نصيبه من مقاعد مجلس النواب حاليا لا يتجاوز 12 مقعدا في الترتيب الثامن بين الكتل البرلمانية، وهو تراجع وصفه متابعون بـ"الهزيمة النكراء".

وتصدر حزب التجمع الوطني للأحرار (ليبرالي) نتائج الانتخابات التشريعية في المغرب بحصوله على 97 مقعدا، كما حصل حزب الأصالة والمعاصرة على 82 مقعدا، وحزب الاستقلال على 78 مقعدا، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على 35 مقعدا، وحزب الحركة الشعبية على 26 مقعدا، وحزب التقدم والاشتراكية على 20 مقعدا والاتحاد الدستوري على 18 مقعدا، والعدالة والتنمية على 12 مقعدا، بينما نالت باقي الأحزاب الأخرى 12 مقعدا.

فكيف وصل العدالة والتنمية إلى السلطة؟ ولماذا انهارت شعبيته وتلقى هذه الضربة القاسية؟

يقول الباحث المغربي في القضايا الجيوسياسية أمين صوصي علوي، إن المغرب واجه "مدا إخوانيا كبيرا بعد أحداث ما عرف باسم الربيع العربي الذي عصف بالمنطقة. هذا المد استغل عاطفة الجماهير وعززته وسائل الإعلام الخارجية التي كانت تدعم الأحداث وما سُمي من جانب الغرب بمصطلح الفوضى الخلاقة، الذي تم استخدام تنظيم الإخوان كأحد الأدوات لتنفيذه في المنطقة".

وفي حديث مع موقع  أعلامي ، يوضح علوي أن "الجماعة استخدمت كأداة لتبرير التدخل الخارجي في الدول العربية لخلق بيئة استعمارية جديدة"، مشيرا إلى أنها "تسللت إلى الحكم في المنطقة العربية بمخططات تختلف في كل دولة على حسب طبيعتها، ففي بعض الدول استخدم الإرهاب والعنف كطريق للوصول إلى السلطة، وفي دول أخرى استغلت الجماعة المشاركة الديمقراطية في الانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية للوصول إلى السلطة منذ عام 2011، وفي الوقت ذاته كانت لكل دولة آلياتها في مواجهة ظاهرة مد الإسلام السياسي في تلك الفترة وما تبعها".

وبخصوص المغرب، يقول علوي إن "الجغرافيا السياسية للبلاد لعبت دورا في مواجهة تيارات الإسلام السياسي"، فيما أطلق عليه اسم "استراتيجية الاحتواء"، بمعني أنه "لم تحدث مواجهة عنيفة مباشرة مع تنظيم الإخوان، الذي ركب موجة المظلومية ورسخها في عقلية الحشود وقدم نفسه على أنه أقصي من الحياة السياسية، واستغل الشعارات الدينية من أجل اللعب على مشاعر الجمهور لحصد الأصوات في الانتخابات".

للخلف دُر

وعن أسباب الانتكاسة التي لحقت بالإخوان يقول الباحث المغربي، إن "مشروع الإخوان اصطدم مع النظام السياسي في المملكة ورفضه الشارع، لأن الحكم في البلاد قائم على البيعة للملك، لذلك لم تفلح محاولات التنظيم في شق الصف. هذه الجزئية حرمتهم من التفرد بالعاطفة الدينية".

ويشير علوي إلى قدرة المملكة المغربية بما لها من تاريخ، على التعامل مع التيارات الراديكالية في التصدي لمشروع الإسلام السياسي، وقبل التجربة الإخوانية كانت هناك تجربة اليسار التي حاول من خلالها هذا التيار هز استقرار الدولة والقفز على السلطة بتحريك "البروليتاريا"، لكنها فشلت.

ويرى الباحث السياسي أن "مشاركة حزب العدالة والتنمية الإخواني في الحكم كشفت للجمهور زيف شعاراته، وأنه غير قادر على تحقيق وعوده التي أطلقها قبل الانتخابات، لذلك وجد المشروع نفسه في صدام مع الشارع المغربي"، مشيرا إلى أن "التجربة السياسية كانت كاشفة لحزب العدالة والتنمية، وكانت نتيجة طبيعية لسنوات من الفشل أن يرفض الشعب المغربي وجودهم في البرلمان والحكومة من جديد".

ويشير علوي إلى أن "الإخوان في المغرب حاولوا تصدير أنفسهم باعتبارهم المعبرين عن رغبة المجتمع في تطبيق الشريعة، وكذلك المتاجرة بالقضايا العربية والإسلامية الكبرى، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وربطوا ربطا مشبوها بين هذه القضايا ومشروعهم السياسي للوصول إلى المناصب العليا"، مؤكدا أن "الدولة لم تكن غافلة لكنها كانت تراقب كل هذه التصرفات الاستغلالية. حزب العدالة والتنمية أصر على خلق المشكلات واستغلالها لصالح أهدافه السياسية، لدرجة افتعال الأزمات وحشد الجماهير في الشارع بهدف الضغط على الملك لتمكينهم من بعض الملفات".

تناقض وولاءات خارجية

ويؤكد علوي أنه "بمجرد وصول الإخوان للسلطة تنكروا للشعارات التي طالما دعوا إليها، ولم ينجحوا في تنفيذ أي من وعودهم للجماهير"، موضحا أنهم "وجدوا أنفسهم أمام استحقاقات تمس المواطن في قضايا مثل الدعم والتعليم، فبدأت الشعارات تختفي واتُّخذت قرارات لا تصب في صالح المواطن، وهو ما أدى إلى زيادة رقعة الرفض الشعبي للإخوان بشكل كبير، وبالتالي استنفذوا كل المخزون العاطفي لدى المواطن، وهو ما نتج عنه الهزيمة الساحقة في الانتخابات. حدث تصويت عقابي ضدهم".ويرى الباحث المغربي أن "العدالة والتنمية سيحاول البحث عن بدائل أخرى لإعادة التموضع في المشهد السياسي المغربي بعد هزيمته النكراء في الانتخابات البرلمانية، لكنه سيأخذ وقتا لترتيب أوراقه والبحث عن طريق للعودة من جديد إلى المشهد السياسي".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تفاصيل عن عزيز أخنوش السياسي المغربي الذي أطاح بحزب العدالة والتنمية

هزيمة قاسية لـ العدالة والتنميةوتجمع الأحرار يتصدر الانتخابات في المغرب

   
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاصيل سبب رفض المغاربة لحزب العدالة والتنمية في الأنتخابات المغربية تفاصيل سبب رفض المغاربة لحزب العدالة والتنمية في الأنتخابات المغربية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 18:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال "العتاولة 2"
المغرب اليوم - أحمد السقا يعلّق على المنافسة بين أبطال

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 10:12 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أسعار الذهب تتراجع بأكثر من 30 دولاراً وسط ارتفاع الدولار

GMT 12:40 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 18:38 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

وفاة معتقل داخل محكمة الاستئناف في طنجة

GMT 12:37 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

محاولات لإقناع الواعد باسي بتمثيل المغرب

GMT 13:31 2018 الأحد ,08 تموز / يوليو

محمد الشناوي يوضح أنه لم يلتفت إلى أي عروض

GMT 00:51 2018 الخميس ,21 حزيران / يونيو

كهف مظلم في نيوزيلندا تضيئه الديدان المتوهجة

GMT 08:28 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نحو 60% من الصينيين يتعرضون لفقدان شعر مبكر وزيادة الصلع
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib