موسكو تعدّل عقيدتها النووية وتهدّد الغرب عقب إعطاء الضوء الأخضر لضرب العمق الروسي مع ترقب لعودة ترامب
آخر تحديث GMT 09:04:07
المغرب اليوم -

موسكو تعدّل عقيدتها النووية وتهدّد الغرب عقب إعطاء الضوء الأخضر لضرب العمق الروسي مع ترقب لعودة ترامب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - موسكو تعدّل عقيدتها النووية وتهدّد الغرب عقب إعطاء الضوء الأخضر لضرب العمق الروسي مع ترقب لعودة ترامب

الحرب الروسية الأوكرانية
موسكو - حسن عمارة

تحيي أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، ذكرى مرور 1000 يوم على الحرب الروسية الأوكرانية، في وقت تخوض فيه قواتها المنهكة قتالا على جبهات عديدة وتتعرض فيه العاصمة كييف لضربات متكررة بطائرات مسيرة وصواريخ، ويستعد فيه المسؤولون لعودة دونالد ترامب للبيت الأبيض في يناير.
وفي دفعة معنوية للبلاد المحاصرة، أعطى الرئيس الأميركي جو بايدن الضوء الأخضر لاستخدام الصواريخ الأميركية ضد أهداف في عمق روسيا، مما قد يحد من خيارات موسكو في شن الهجمات وإمداد الجبهة.

ولكن هذا التحول الجذري في السياسة قد يُلغى عندما يعود ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، وحذر خبراء عسكريون من أن هذا التطور لن يكون كافيا بمفرده لتغيير مسار الحرب المستمرة منذ 33 شهرا.

وفي المقابل أعلنت روسيا أنها بصدد تفعيل التعديلات التي أجرتها على عقيدتها النووية، وهددت برد "مناسب وملموس" على القوى الغربية التي تدعم أوكرانيا عسكريا بعد قرار بالسماح لكييف باستخدام أسلحة تستهدف العمق الروسي.
وقال المتحدث باسم الكرملين في تعليقات نُشرت اليوم الثلاثاء إن التعديلات التي أدخلتها روسيا على عقيدتها النووية تمت صياغتها ولكن لم يتم إضفاء الطابع الرسمي عليها بعد.
ونقلت وكالة تاس الرسمية عن المتحدث دميتري بيسكوف قوله "تمت صياغتها عمليا بالفعل. وسيتم إضفاء الطابع الرسمي عليها عند الضرورة".
وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب -في وقت سابق- من أن روسيا سيكون بمقدورها بموجب التعديلات المقترحة استخدام الأسلحة النووية إذا تعرضت لضربة بصواريخ تقليدية، ولفت إلى أنها ستعتبر أي هجوم عليها بدعم من إحدى القوى النووية هجوما مشتركا.
واعتُبرت التعديلات على نطاق واسع محاولة من بوتين لرسم "خط أحمر" للولايات المتحدة وحلفائها من خلال الإشارة إلى أن موسكو ستدرس الرد باستخدام أسلحة نووية إذا سمحت تلك الدول لأوكرانيا بضرب عمق روسيا بصواريخ غربية بعيدة المدى.

وسمحت إدارة الرئيس جو بايدن لأوكرانيا باستخدام أسلحة أميركية الصنع لضرب عمق روسيا، بحسب مسؤولين أميركيين ومصدر مطلع، على القرار الصادر يوم الأحد، وذلك في تغير كبير عن سياسة واشنطن الداعمة لكييف ماليا وعسكريا منذ بدء حربها مع جارتها روسيا قبل أكثر من ألف يوم.

في سياق متصل، أصدرت وزارة الخارجية الروسية تهديدا للدول الغربية ضد السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة بعيدة المدى لضرب روسيا.
وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الوزارة، أمس الاثنين، إن استخدام أوكرانيا لتلك الأسلحة ضد روسيا يعني التدخل المباشر للولايات المتحدة وحلفائها في الحرب.
وأضافت في منشور لها على تطبيق تليغرام "رد روسيا في هذه الحالة سيكون مناسبا وملموسا"، لكنها لم تقدم تفاصيل إضافية حول الرد المحتمل.

على الطرف المقابل، وصف وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها موافقة الولايات المتحدة على استخدام الأسلحة بعيدة المدى ضد الأراضي الروسية بأنها "مغيرة للعبة" في الحرب.
وقبل اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك، صرح سيبيها قائلا: "كلما طالت المدة التي يمكن لأوكرانيا فيها الضرب، قصرت الحرب".

وبحسب تقارير وسائل الإعلام الأميركية، فقد منح الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن الإذن لأوكرانيا باستخدام صواريخ أتاكمز التي زودتها بها الولايات المتحدة، والتي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، لضرب أهداف عسكرية في منطقة كورسك غرب روسيا.
وكانت دول عدة، من بينها الولايات المتحدة، ترفض إعطاء مثل هذا الضوء الأخضر، خوفا من التصعيد مع موسكو.
من جانبه، رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الاثنين على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية بقرار الولايات المتّحدة السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية.
وقال ماكرون إن هذا التغيير في موقف واشنطن "مناسب تماما"، مبديا في الوقت ذاته أسفه، لأن ما تضمّنه البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين بشأن الحرب الدائرة في أوكرانيا أتى دون توقعاته وكان يمكن أن يكون "أكثر وضوحا"، وفق تعبيره.
ومنذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية الأخيرة، يقول مسؤولون كبار في إدارة بايدن إنهم سيستغلون الوقت المتبقي في فترته الرئاسية لضمان قدرة أوكرانيا على القتال بفعالية العام المقبل أو التفاوض على السلام مع روسيا من "موقع قوة".

ولقي آلاف الأوكرانيين حتفهم، ويعيش أكثر من ستة ملايين كلاجئين في الخارج، وانخفض عدد السكان بمقدار الربع منذ أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا برا وبحرا وجوا، مما أدى إلى اندلاع أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
والخسائر العسكرية للحرب فادحة، رغم أنها لا تزال محاطة بالسرية. وتتفاوت التقديرات الغربية العامة المستندة إلى تقارير مخابراتية على نطاق واسع، لكن أغلبها تقول إن مئات الآلاف من القتلى والجرحى سقطوا على كل جانب.
وخلفت الحرب أثرها على السكان في كل ركن من أركان أوكرانيا، حيث أصبحت الجنازات العسكرية أمرا شائعا في المدن الكبرى والقرى البعيدة، وأصبح الناس منهكين بسبب الليالي التي لا ينامون فيها بسبب صفارات الإنذار من الغارات الجوية والمعاناة.
والآن، فإن عودة ترامب، الذي تعهد بإنهاء الحرب بسرعة - دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك - تثير تساؤلات حول مستقبل المساعدات العسكرية الأميركية والجبهة الغربية الموحدة ضد بوتين، وتثير احتمال إجراء محادثات لإنهاء الحرب.

ومع دخول أوكرانيا إلى منطقة مجهولة، أصبح الشعور بالتصعيد ملموسا في الوقت الذي تسعى فيه موسكو وكييف إلى تحسين مواقعهما في ساحة المعركة قبل أي مفاوضات.
وعززت روسيا قدراتها بطائرات مسيرة هجومية إيرانية وقذائف مدفعية وصواريخ باليستية كورية شمالية. ونشرت موسكو 11 ألف جندي من كوريا الشمالية، وتقول كييف إن بعضهم اشتبكوا مع القوات الأوكرانية التي استولت على جزء من منطقة كورسك الروسية.
وقال مسؤول كبير في كييف إن بيونغ يانغ لديها القدرة على إرسال 100 ألف جندي.
في هذه الأثناء، تحاول أوكرانيا اعتمادا على عدد من أفضل قواتها الاحتفاظ بتلك المساحة الصغيرة من الأراضي الروسية التي سيطرت عليها في أغسطس لاستخدامها كورقة مساومة.

وتقول كييف إن روسيا حشدت 50 ألف جندي بالمنطقة، في حين حققت قوات الكرملين أيضا أسرع مكاسبها في شرق أوكرانيا منذ عام 2022، وكثفت الضغط في الشمال الشرقي والجنوب الشرقي أيضا.
ومع حلول فصل الشتاء، جددت موسكو يوم الأحد هجومها الجوي على شبكة الطاقة المتداعية في أوكرانيا، وأطلقت 120 صاروخا و90 طائرة مسيرة في أكبر قصف جوي منذ أغسطس آب.
وبالإضافة إلى الضوء الأخضر الأميركي بضرب أهداف عسكرية داخل روسيا بالأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة، فإن المساعدات المالية والأسلحة الخارجية تظل مهمة أيضا.
وعلى الرغم من تحقيق نمو اقتصاد متوسط على مدى عامين متتاليين، فإن الاقتصاد الأوكراني لا يزال يمثل 78% فقط من حجمه قبل الغزو. وانكمش الناتج المحلي الإجمالي بنحو الثلث في عام 2022. وقد تعرضت صناعتا الصلب والحبوب العملاقتان في أوكرانيا لضربة قوية.

أكدت بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان مقتل 11,743 مدنيا أوكرانيا، لكن بعض المسؤولين في كييف يعتقدون أن العدد أعلى من ذلك بكثير.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع الماضي، إنه يتعين على كييف أن تبذل قصارى جهدها لإنهاء الحرب العام المقبل من خلال الوسائل الدبلوماسية، لكنه رفض بشكل قاطع أي حديث عن وقف إطلاق النار قبل تقديم الضمانات الأمنية المناسبة لأوكرانيا.
وقالت روسيا إن أهداف الحرب تظل دون تغيير منذ أن قال بوتين في يونيو إنه يجب على أوكرانيا أن تتخلى عن خططها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ويجب أن تنسحب من أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها قواته جزئيا، وهو ما يعني استسلام كييف.

وتكريما للقتلى، تحتل مجموعة من الأعلام الأوكرانية الصغيرة زاوية من ساحة الاستقلال في كييف، والتي كانت في السابق القلب النابض للاحتجاجات الشعبية المؤيدة لأوروبا التي أطاحت بالرئيس الأوكراني المدعوم من موسكو آنذاك في عام 2014.
وردت روسيا على الاحتجاجات بالاستيلاء على شبه جزيرة القرم الواقعة على البحر الأسود في أوكرانيا، وبدعم التمرد شبه العسكري في الشرق الذي أسفر عن مقتل 14 ألف شخص قبل أن تنجح سلسلتان من المحادثات، في إطار ما يسمى بصيغة مينسك، في وقف القتال مع كييف.
وبعد أن اتصل المستشار الألماني أولاف شولتس ببوتين يوم الجمعة للمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين، قال زيلينسكي إن هذه الخطوة قللت من عزلة الزعيم الروسي. كما تحدث ضد فكرة إجراء مفاوضات على غرار محادثات مينسك.
وقال "نريد أن نحذر الجميع: لن يكون هناك مينسك 3؛ ما نحتاجه هو السلام الحقيقي".

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

روسيا تصر على استعادة منطقة كورسك قبل بدء المفاوضات مع إدارة ترامب لإنهاء الحرب وأوكرانيا ترفض التراجع

 

الرئيس الأميركي يسمح لأوكرانيا بضرب روسيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى رداً على القرار المفاجئ بإدخال قوات كورية شمالية في القتال

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسكو تعدّل عقيدتها النووية وتهدّد الغرب عقب إعطاء الضوء الأخضر لضرب العمق الروسي مع ترقب لعودة ترامب موسكو تعدّل عقيدتها النووية وتهدّد الغرب عقب إعطاء الضوء الأخضر لضرب العمق الروسي مع ترقب لعودة ترامب



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 08:31 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

2024 سنة تأكيد الطابع الاستراتيجي للعلاقات المغربية الإسبانية
المغرب اليوم - 2024 سنة تأكيد الطابع الاستراتيجي للعلاقات المغربية الإسبانية

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib