تقرير صحفي أميركي حول حرب اليمن يكشف ذروة العذاب والجوع التي يعيشها الشعب
آخر تحديث GMT 00:18:47
المغرب اليوم -

الأطفال يموتون بسبب سوء التغذية وعائلات مشردة ومتسولون منتشرون في الشوارع

تقرير صحفي أميركي حول حرب اليمن يكشف ذروة العذاب والجوع التي يعيشها الشعب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تقرير صحفي أميركي حول حرب اليمن يكشف ذروة العذاب والجوع التي يعيشها الشعب

اليمن يكشف ذروة العذاب والجوع
واشنطن ـ يوسف مكي

 

كشف مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، ديكلان والش، عن تجربته الصحفية في اليمن البلد العربي الأكثر فقراً في المنطقة، حيث عاين المآسي التي يعيشها الشعب اليمني بسبب الحرب. وقال في تقرير أعده للصحيفه: "أحضر النادل في إحدى مطاعم العاصمة اليمنية صنعاء، الصحون الممتلئة باللحم الضأن المطهو ببطء مع أكوام الأرز، مع قطعة من الحلوى "الكنافة"، وهي الطبق الكلاسيكي العربي المليء بالجبن."

تقرير صحفي أميركي حول حرب اليمن يكشف ذروة العذاب والجوع التي يعيشها الشعب

وأضاف:"بعد ساعة عدت إلى العمل، في جناح المستشفى الذي كان مليئا بالأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية، وعظام وجوههم كانت واضحة، فهم بين الحياة والموت، بسبب الحاجة إلى المال، ووجبة طعام جيدة." وأوضح أنه "إذا صدمك ما وصفته، و شعرت بشعور مقيت، فقد أنتابني أيضا مثل هذا الشعور، فغالبا ما تكون مناطق الأزمات متناقضة بشكل صارخ، ولكن في اليمن، الوضع مختلف، فالمشكلة ليست نقص الغذاء، ولكنها أن عدداً قليلاً جدا من الشعب يمكنه شراء ما يحتاج من الطعام والغذاء."

تقرير صحفي أميركي حول حرب اليمن يكشف ذروة العذاب والجوع التي يعيشها الشعب

وقال والش:"ضربت سنوات الحرب والحصار وأرتفاع التضخم، الاقتصاد اليمني، مما يعني أنه حتى لا توجد شبكة أمان، ونتيجة لذلك، يجتمع المتسولون خارج المتاجر بحثاً عن لقمة عيشهم في مدن يأكل فيها الجياع أوراق الأشجار المغلية، كما أن المطاعم التي تبيع الطعام الُمغذي تقع على بعد بضع مئات الأمتار من المناطق التي تعاني من الجوع واليأس والألم والموت."

ولفت:"وبالنسبة لأي مراسل في اليمن، يشكل ذلك معضلة، حيث يسافر الصحافيون الى هناك ومعهم العملة الصعبة والتي غالبا ما تكون دولارات أميركية؛ لدفع ثمن الإقامة في الفندق، والتنقلات، وخدمات الترجمة. ويمكن لجزء صغير من هذا المال أن ينقذ أسرة من الجوع."

تقرير صحفي أميركي حول حرب اليمن يكشف ذروة العذاب والجوع التي يعيشها الشعب

وقال والش: "طرح بعض القراء بعد نشرنا مقالة عن مجاعة اليمن التي تلوح في الأفق، هذه الأسئلة علينا، هل عليك التوقف؟ هل أضع دفتر ملاحظاتي جانبا، وأعرض المساعدة؟ وقد ولمست الصور التي نشرناها قلوب العديد، والتي ألتقطها، المصور تايبر  هيكس، لأمل حسين، وهي طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات، والتي كانت مثالا على التكلفة التي يدفعها البشر في الحرب المروعة، والتي توفيت بعد بضعة أيام، بسبب سوء التغذية."

وأوضح:"حوَّل بعض القراء تركيزهم علينا، وتساءلوا لماذا لم نفعل شيئا لإنقاذ أمل، أرادوا أن يعرفوا، هل ألتقطنا الصور، وأجرينا المقابلة وغادرنا؟ لم نستطع التأكد بطريقة ما أن عائلتها ستحصل على المساعدة؟ حيث قالت إحدى النساء على "تويتر"، يمكنك ألتقاط الصورة وتقديم المساعدة."

تقرير صحفي أميركي حول حرب اليمن يكشف ذروة العذاب والجوع التي يعيشها الشعب

وأضاف والش: "زاد طرح الأسئلة علينا، ولكن المراسلين مدربين على تغطية المشهد تماماً، أما عمال الإغاثة والأطباء فمهتهم مساعدة الناس. فالتبرع بالمال، أو أي شكل آخر من أشكال المساعدة، يمكن أن يكون محفوفا بالمضاعفات الأخلاقية والمعنوية والعملية، فهل من العدل مساعدة شخص واحد أو أسرة واحدة؟ ماذا لو رووا قصتهم للأجنبي القادم، ظنا منهم بأنهم يستطيعون الحصول على المزيد من المال؟"

وتابع والش قائلا:"بالإضافة إلى ما سبق، كان لدينا مهمة للقيام بها، ولكننا كنا نعمل مع الأطباء في بعض الأحيان، أنتهى بنا الأمر بالتصرف مثلهم، حيث فحص الأطراف، والجلد الرخو، وتدوين معلومات الوزن والعمر في القوائم، والاستماع إلى العائلات التي تروي مآسيها." وأضاف:"وبينما يموت البعض في اليمن، يتمكن آخرون من العيش، وبعودتنا إلى فندقنا في منطقة حجة، وهي بلدة تحيط بها التلال الصخرية في مقاطعة دمرتها الضربات الجوية السعودية، وحين كنت مستلقياً على السرير، سمعت إنفجاراً ضخماً، لم تكن قنبلة، ولكنه كان ناجماً عن ألعاب نارية، في حفل زفاف."

ولفت والش الى أن " معدلات الزواج في اليمن، زادت منذ بداية الحرب، ففيما يموت الأطفال، يحتفل الآخرون بالزواج. ووسط الطيف الاجتماعي، تنزلق اليمن إلى أسفل سلم الفقر، حيث كانت الأم قادرة على شراء كيس كبير من الأرز؛ لإطعام عائلتها، الآن فقط تشتري كمية صغيرة، وبالتالي أصبح زواج الفتيات هو مصدر دخل جديد للأسر التي تعاني من الضائقة المالية."

واعتبر والش أن "المثير للقلق هو أن العديد من العرائس، من الأطفال، فوفقا لليونيسيف، فإن ثلثي الفتايات اليمنيات تزوجن قبل بلوغهن سن الـ18، بزيادة نسبة 50% عن ما قبل الحرب." وقال:"حين عبرنا من ميناء الحديدة إلى جبال الحوثي، في رحلة تبلغ 900 ميل، رأينا المعاناة التي تكسر القلب، رأينا رجالا يشترون نبات القات، وهو نبات مخدر، يحبه اليمنيون، ونساء يصرخن بسبب الجوع. وفي إحدى العيادات الصحية، رأينا إبراهيم جنيد، وهو أب متقاعد، يقف بجانب ابنه المريض البالغ من العمر 5 أشهر، يمضغ كتلة من القات، تركت بقعة خضراء على شفتيه وأسنانه، وكانت بجانبه زوجته البالغة من العمر 25 عاما، بينما هو سن الـ 60،  وقد لفت الممرضات الصبي الرضيع ببطانية باللون الذهبي؛ لإبقائه دافئا."

وأضاف:"كان المواطن جنيد حزينا؛ لأن ابنه لم يتناول الطعام الكافي، مضيفا أنه يجب عليه توفير الطعام لأشخاص آخرين، فقد تزوج مرتين، ولديه 13 طفلا." وقال: "لا يزال المجتمع اليمني مدمرا بسبب الحرب، والتي أجبرت العائلات على الحرمان من تناول اللحوم، والخضراوات, ويعتمد اليمنيون على المساعدات الغذائية الدولية، وفي أسوأ الحالات يغلون أوراق الشجر ويشربونها."

وأوضح والش أنه "حتى أن بعض اليمنيين ليس لديهم المال لدفع أجرة المواصلات العامة، فخلال مغادرتنا المستشفى التي كانت تعالج فيها أمل حسين، قابلنا زوجين يحملان طفلا رضيعا، ليأخذاه إلى المستشفى، وليس لديهما المال لدفعه مقابل المواصلات، توقفنا وأخذناهم في سيارتنا لإيصالهم."

واختتم بقوله: "كانت قصتهم مشابهة لقصص اليمنيين الذين قابلناهم، فقد دمر منزلهما الذي كان على الحدود مع السعودية، ويستأجران الآن غرفة في منزل، ولم يتمكنا من العودة إلى منطقتهما، فقد سيطر عليها الحوثيون، وأخبروهما أن المكان أصبح منطقة عسكرية، وقد عرضتُ على الرجل المال للمساعدة، وقبله."  

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير صحفي أميركي حول حرب اليمن يكشف ذروة العذاب والجوع التي يعيشها الشعب تقرير صحفي أميركي حول حرب اليمن يكشف ذروة العذاب والجوع التي يعيشها الشعب



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني

GMT 16:46 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سقوط بالون طائر يحمل عددًا من السائحين في الأقصر

GMT 00:22 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

نيرمين الفقي تكشف سبب مشاركتها في مسلسل "أبوالعروسة"

GMT 02:12 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الثلاثاء

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 13:54 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

بيتزا بيتي محشية الأطراف

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,04 آذار/ مارس

10 أشياء غريبة يحبها الرجل في المرأة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib