قال وزير الخارجية السويسري، إغناسيو كاسيس، الجمعة بالرباط، إن بلاده تؤيد مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كحل لنزاع الصحراء، مشددا على أن الأوان آن لإيجاد حل سياسي متوافق عليه للنزاع الذي عمر طويلا.وقال كاسيس في لقاء صحافي مشترك عقب مباحثات ثنائية جمعته بناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن سويسرا “تؤيد مخطط الحكم الذاتي وتعتبر المقترح المغربي مبادرة ونقطة إيجابية لإيجاد حل لملف الصحراء”.
وأضاف أن بلاده تعرف وتقدر أهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، متعهدا بأن تعمل من داخل مجلس الأمن، ووفق القانون الدولي، على الدفع من أجل إيجاد حل وتسوية للملف.
وزاد كاسيس موضحا: “آن الأوان أن تتم تسوية وإيجاد حل لهذه الإشكالية التي تؤثر على شمال إفريقيا”، مشددا على أن سويسرا تقدر أهمية المجهودات الجادة والموثوقة التي يقوم بها المغرب من أجل إيجاد حل سياسي للقضية.
وبخصوص العلاقات الثنائية بين البلدين، أكد وزير الخارجية السويسري أنها “قوية وتشهد دينامية جديدة تحفزنا على تطويرها في المستقبل”، معتبرا أن حصيلة التعاون بعد الاحتفاء بالذكرى المئوية للعلاقات قبل عامين “إيجابية جدا”.
وأكد أن “سويسرا هي عاشر دولة تملك استثمارات في المغرب، إذ لدينا أزيد من 50 مقاولة سويسرية تشتغل في قطاع الصناعات الغذائية والزراعة والصناعة الكيميائية”.
وأورد المسؤول السويسري أن البلدين نجحا خلال مدة قصيرة في بلورة تعاون ثنائي منتج ومثمر، سيتيح لهما مواجهة التحولات الاقتصادية والجيو-سياسية التي يعرفها العالم المتسم بالأزمات وانعدام اليقين”.
كما نوه بالدور الملتزم للمغرب كقطب للاستقرار والنمو في إفريقيا، مشيدا بانخراط المملكة الإيجابي في الملف الليبي من خلال مفاوضات الصخيرات وإيجاد تسوية سياسية، مشيرا إلى أن سويسرا تلعب دورا إيجابيا من أجل إرساء السلام في ليبيا.
المسؤول السويسري أكد كذلك أهمية التعاون مع المغرب في مجال الهجرة، معلنا أن وزيرة بلاده المكلفة بالقطاع ستقوم بزيارة إلى المغرب في الأشهر المقبلة من أجل التشاور وبحث التعاون في هذا الملف، معبرا في الآن ذاته عن تأييد بلاده للإصلاحات المهمة التي تمت في المغرب من أجل إرساء مجتمع دينامي اقتصادي تحت قيادة الملك محمد السادس.
من جهته، ثمن بوريطة ما سماه “الموقف البناء والإيجابي لسويسرا في قضية الصحراء المغربية، وإشادتها بجهود المغرب وإشارتها إلى مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب في سنة 2007″، وأكد أن المملكة تعتبر أن سويسرا من خلالها تواجدها في مجلس الأمن سيكون لها دور إيجابي للدفع بحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل الذي طال أمده في إطار الأمم المتحدة ومجهودات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحد ستيفان ديميستورا.
وشدد بوريطة على ضرورة العمل على تعزيز الشراكة الثنائية بين المغرب وسويسرا، وتقوية الدينامية الحاصلة بين البلدين بعد سنتين من إحياء الذكرى المئوية وتوقيع إعلان سياسي مشترك، معبرا عن ارتياح الرباط لكيفية تطبيق الالتزامات المضمنة في الإعلان المشترك.
وأضاف أن المغرب، بتوجيهات من الملك محمد السادس، حريص على تعزيز وتنويع شراكاته، مبرزا أن الحوار السياسي بين المغرب وسويسرا شهد “تطورا كبيرا، وخلال شتنبر المقبل سيحتضن المغرب الحوار السياسي بين البلدين الذي يتطرق لقضايا مهمة”.
وأوضح بوريطة أن المغرب يمثل الشريك الاقتصادي الثالث لسويسرا في القارة الإفريقية، مبينا أن الزيارات المتبادلة بين وزراء البلدين ستستمر في الأسابيع والأشهر المقبلة، مردفا أن الدولتين ستنسقان فيما بينهما بخصوص القضايا الإقليمية والدولية.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر